المفوضية تقدم حزم المأوى الطارئ لدعم المجتمعات في المناطق المُعرضة للخطر في أوكرانيا
المفوضية تقدم حزم المأوى الطارئ لدعم المجتمعات في المناطق المُعرضة للخطر في أوكرانيا
لا تزال منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا في قلب الأزمة المستمرة في البلاد. وعلى الرغم من المناشدات المتكررة من السلطات للمدنيين بضرورة الإجلاء إلى مناطق أكثر أماناً، يختار العديد من السكان، وخاصة كبار السن، البقاء في منازلهم لارتباطهم العميق بذكرياتهم ومجتمعاتهم.
ومن هؤلاء، فلاديمير تيموهين، البالغ من العمر ٩٥ عاماً، الذي عاش طيلة حياته في جنوب أوكرانيا، وكغيره الكثيرين من كبار السن، ممن فضّلوا البقاء بالرغم من المخاطر. وُلد تيموهين في شبه جزيرة القرم عام ١٩٢٩، وكان يبلغ من العمر ١١ عاماً فقط عندما وصلت الحرب العالمية الثانية إلى عتبة منزله، ما اضطر عائلته إلى الفرار والاستقرار في مدينة خيرسون.
وبعد انتهاء الحرب، عاد إلى حياته المدنية، حيث عمل أولاً كحدّاد، ثم أصبح مسؤولاً عن قسم الإمداد والتوزيع في مصنع خيرسون للسيراميك. بنى فلاديمير حياته هناك مع زوجته، التي توفيت قبل سبع سنوات. ومنذ ذلك الحين، يعيش وحيداً دون أي دعم. ورغم تقدّمه في العمر وتدهور قدرته على الحركة، لا يزال يعتمد بالكامل على نفسه، حيث يسير بعكاز، ويعيش في منزل متواضع، ويجد في القراءة السكينة والطمأنينة.
يشرح فلاديمير وضعه قائلاً: «لقد عايشتُ الحرب العالمية الثانية، وكل ما كنتُ أريده في شيخوختي هو أن أنعم بالسلام والهدوء، لكنني مضطرٌ الآن لأن أعيش صراعاً آخر من جديد. مازلتُ أشعر بالخوف؛ فهو لا يغادرني، بل يتغير مع العمر. لكنني الآن أصبحتُ كبيراً في السن ولا يمكنني الهرب أو الاختباء كما في السابق».
تعرّض منزل فلاديمير مؤخراً لبعض الأضرار نتيجة الصراع؛ إذ انهار جزء من السقف وتحطمت النوافذ، وهي خسائر يعتبرها رجل مسنّ يعيش بمفرده كارثية.
بفضل الدعم المُقدَّم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حصل فلاديمير على مساعدات الإيواء الطارئة من خلال منظمة "العاشر من أبريل"، وهي شريك محلي للمفوضية، حيث حصل فلاديمير على ألواح خشبية وأغطية بلاستيكية ساعدته على إصلاح السقف وحماية منزله من آثار الظروف المناخية القاسية. ويعدُّ الدعم العاجل أمراً مهماً بالنسبة للأشخاص مثل فلاديمير، حيث يتم استغلال فصل الصيف في إجراء الإصلاحات قبل حلول فصل الشتاء من أجل تجنب المزيد من الأضرار والمعاناة. ولم تساهم المساعدة في ترميم منزله فحسب، بل أعطته إحساساً بأنه وأمثاله ليسوا منسيين. وهو ما علق عليه بقوله: «أنا بمفردي ولا يعتني بي أحد. لكن هذه المساعدة أعطتني شعوراً بأنني مازلتُ مهماً وبأن هناك من يراني ويهتم لأمري».
ويُعدُّ فلاديمير واحداً من أكثر من 70,000 شخص في أوكرانيا ممن تلقوا مواد الإيواء الطارئة بين شهري يناير ويوليو 2025 ضمن برنامج المأوى التابع للمفوضية. ومنذ بداية الأزمة، قدمت المفوضية المواد الطارئة لأكثر من 470,000 شخص من أجل إصلاح الأسقف والجدران والنوافذ المتضررة بشكل مؤقت، وهي غالباً الخيار الوحيد المتاح للحفاظ على سلامة العائلات إلى أن يتسنى إجراء الإصلاحات طويلة الأجل. وغالباً ما يُصاحب هذه المساعدات تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، والمساعدة القانونية، وإعادة استخراج الوثائق المفقودة أو المطالبة بالتعويضات، إلى جانب توفير المواد الأساسية والمساعدات النقدية الطارئة.