إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

"لو لم أتمكن من الدراسة لتعرضت حياتي للشلل"

قصص

"لو لم أتمكن من الدراسة لتعرضت حياتي للشلل"

أتاحت منحة "DAFI" الدراسية للاجئة الأفغانية العائدة كوبرا يوسفى دراسة هندسة البرمجيات في جامعة كابول ومتابعة حلمها في التدريس.
24 أبريل 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5e626d0a1.jpg
العائدة الأفغانية كوبرا يوسفي تجلس في منزلها في كابول، أفغانستان.

منذ عام 1992، قدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من 18,500 منحة دراسية للاجئين الشباب حول العالم حتى يتمكنوا من الالتحاق بالجامعة. يوفر برنامج "DAFI" للمنح الدراسية، والذي تمول معظمه الحكومة الألمانية، التمويل لتغطية الرسوم الدراسية والكتب والطعام والنقل وغيرها من النفقات.


أمضت كوبرا يوسفي، البالغة من العمر 27 سنة، سنوات عديدة وهي تشاهد شقيقها الأكبر وهو ينقر على جهاز كمبيوتر مستعار. ولطالما حلمت كوبرا، وهي لاعبة كرة طائرة ومحبة لركوب الدراجات وصناعة السجاد، بدراسة هندسة البرمجيات. والدا كوبرا أميان ويكاد والدها، الذي يعمل على عربة يدوية لنقل حاجيات الآخرين في جميع أنحاء المدينة، يكسب ما يكفي من المال لإعالة الأسرة.

تدرس كوبرا الآن هندسة البرمجيات في جامعة كابول بفضل منحة "DAFI" وهي من أوائل من حصلوا على هذه المنحة الدراسية في أفغانستان، وتحلم بتعليم الشباب يوماً ما استخدام الكمبيوتر.

عادت كوبرا، المولودة في إيران، إلى أفغانستان مع عائلتها عندما كانت في التاسعة من عمرها. بعد ذلك بعام، اضطرت الأسرة مرة أخرى للفرار إلى باكستان. وفي عام 2006، عادت الأسرة إلى كابول من خلال برنامج المفوضية للعودة الطوعية.

وقد أجرت زميلتها في منحة "DAFI" والطامحة لأن تصبح صحفية، روبينا رؤوفي، مقابلة مع كوبرا. أدناه مقتطفات معدلة من اللقاء.*

"عندما شاهدت أخي وهو يعمل على الكمبيوتر في المنزل، أدركت الاستقلالية التي كان يتمتع بها"

س: ما الذي كنت ستفعلينه في حياتك لو لم تتمكني من الدراسة؟

ج: لو لم أتمكن من الدراسة لشعرب بأن حياتي تعرضت للشلل، وكنت سأعيش حياتي كجسد في هذا العالم دون أن أتمكن من المساهمة في المجتمع.

س: كيف تعرفت على منحة "DAFI"؟

ج: وجدت إحدى زميلاتي كتيباً في جامعة كابول، وبعد ذلك نظمت المفوضية جلسة توعوية. إن جمال منحة "DAFI" يكمن في أنه يمكنك الحصول على الدعم دون الذهاب إلى بلد ثالث - بحيث يمكنك أن تكوني قريبة من عائلتك وتواصلين تعليمك.

س: لماذا اخترت دراسة هندسة البرمجيات؟

ج: أخي الأكبر هو مهندس برمجيات وكان يعمل في المنزل على جهاز كمبيوتر استعاره من شخص ما، وقد أثار ذلك اهتمامي، خاصة الترميز. أردت بشكل خاص معرفة المزيد عن كيفية توصيل نظام الائتمان عبر الإنترنت بالهواتف المحمولة. الشيء الآخر الذي أثار اهتمامي هو كيفية استخدام الترميز لتطوير الألعاب عبر الإنترنت. فعندما شاهدت أخي وهو يعمل على الكمبيوتر في المنزل، أدركت الاستقلالية التي كان يتمتع بها. إنه رئيس نفسه في العمل ولديه حرية العمل في أي وقت، ليلاً أو نهاراً. وقد أثار ذلك اهتمامي أيضاً".

س: ما هي خطتك بعد التخرج؟

ج: أريد أن أعمل في دائرة الجوازات الوطنية لكسب الدخل. ولكن في تلك الأثناء، أريد أيضاً أن أمارس مهنة التدريس - ستكون هذه طريقة جيدة بالنسبة لي لدعم المجتمعات. أعلم حجم المعاناة الناجمة عن سوء التعليم. إلى جانب زملائي الآخرين، أرغب في تنظيم دورات دراسية مجانية لمدة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أشهر لطلاب المدارس، وأرغب على وجه الخصوص في تنظيمها في مدرستي [الثانوية] السابقة.

يجبر الآباء الآخرون أطفالهم على دراسة الطب أو مواد أخرى. لطالما قال والدي بأنه يريدني أن أدرس وأصبح معلمة، وهو أمر أقدره حقاً. وفي النهاية، أود أن أدرس بدوام كامل وأعلم الجيل الأصغر، وهو ما سوف يشعرني بالسعادة.

س: أخبرتنا أنك تعرفين الشعور بعدم القدرة على الدراسة. هل لك أن تصفي لنا هذا الشعور؟

ج: شعرت بالحزن والعزلة، وكان الأمر مؤلماً خاصة عندما لم أتمكن من الحصول على إجابات للأسئلة التي كنت أطرحها. كان لدينا معلمين غير مؤهلين [في المدارس الابتدائية والثانوية] أيضاً. كنت قلقة للغاية من أنني لن أحصل على العلامات التي احتاجها لاجتياز امتحاناتي.

س: كيف كان شعورك عندما دخلت الجامعة في اليوم الأول؟

ج: كنت قلقة جداً حول المعلمين، فقد سمعت من الأصدقاء بأنهم كانوا أكثر جدية في الجامعة وأنه كان هناك مستوى عال من المنافسة لأنه كان هناك الكثير من الرجال والنساء الأذكياء - والذين تفوقوا في صفوفهم الثانوية. كنت متحمسة ولكنني متوترة أيضاً.

"أود أن أعلم الجيل الأصغر، وهو ما سوف يشعرني بالسعادة"

س: كيف بدأت لعب الكرة الطائرة؟

ج: شجعني أخي الأكبر على الانضمام إليه للعب مع فريق من المعلمين والطلاب من الجامعات الخاصة والعامة، بما في ذلك جامعة كابول. هناك فتاتان أخريان يعملن في التعليم الجامعي، فيما يتكون باقي الفريق من الرجال.

س: ما هي الهوايات الأخرى التي تهتمين بها؟

ج: أحب ركوب الدراجات، على الرغم من أنه ليس نشاطًا شائعاً للفتيات في أفغانستان. حتى الآن، لم يكن لدي أي مشاكل كبيرة. عادة ما يقول الناس "انظروا هناك فتاة تركب دراجة!" ولكن هذا كل ما في الأمر. أشعر بالراحة عندما أقود دراجتي.

س: هل تعتقدين أنك ستواصلين نسج السجاد؟

ج: نعم، لا يزال بإمكاني القيام بذلك. تدربت في البداية في كابول، لكن في باكستان طورت مهاراتي في حياكة السجاد بشكل كامل. كنت أعمل ليلاً ونهاراً أثناء وجودي في باكستان.

*أجريت هذه المقابلة بمساعدة موظفي المفوضية وتم تعديلها لأغراض الطول والوضوح. روبينا رؤوفي تدرس الاتصالات والصحافة في جامعة كابول وحصلت على منحة "DAFI" لعام 2019.

جميع المؤسسات التعليمية في أفغانستان مغلقة الآن كإجراء وقائي للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد. تواصل المفوضية تزويد كوبرا وروبينا وجميع الطلاب الآخرين في منحة "DAFI" ببدلاتهم الشهرية لمساعدتهم على مواصلة الدراسة في منازلهم وتجاوز هذه الأوقات الصعبة اقتصادياً التي يمر بها الأفغان.