إدماج اللاجئين في نظام الهوية الإثيوبي يفتح أمامهم أفاقاً جديدة
إدماج اللاجئين في نظام الهوية الإثيوبي يفتح أمامهم أفاقاً جديدة
وقالت: "لقد عملت في العديد من الوظائف، وجربت العديد من المهن"، لكنها في كل مرة كانت تواجه صعوبات تتمثل في الحصول على وثائق رسمية لتسجيل مشروعها التجاري. وأضافت: "لقد عملت في مجال تلميع الأحذية والسمسرة، لكن كل هذه الأعمال كانت تعتبر غير قانونية"، مضيفة أن العديد من المتاجر التي أسستها في العاصمة أديس أبابا قد أُغلقت بسبب عدم وجود التصاريح اللازمة.
الوصول إلى الخدمات الرئيسية
بفضل نظام الهوية الرقمية الجديد الذي أطلقته حكومة إثيوبيا في وقت سابق من هذا العام من خلال مركز خدمات اللاجئين والعائدين، وبالشراكة مع برنامج الهوية الوطنية والمفوضية، أصبح بإمكان اللاجئين مثل ابتسام الحصول على تصاريح العمل والاستفادة من الخدمات المالية والرعاية الصحية بطريقة أكثر سهولة.
كانت ابتسام من بين المجموعة الأولى المكونة من 3,000 لاجئ والتي حصلت على بطاقات هوية بيومترية للاجئين، حيث تحتوي كل منها على رقم تعريف وطني فريد يسمى "فايدة".
إلى جانب تسهيل سبل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الحصول على شريحة للهاتف النقال والالتحاق بالمدارس، ستساعد بطاقة الهوية الجديدة اللاجئين على فتح حسابات مصرفية والتمتع بالمعاملات المالية. ويمكن لرواد الأعمال اللاجئين مثل ابتسام أيضاً تسجيل أعمالهم التجارية رسمياً بسهولة أكبر، مما يساهم في تحسين دخلهم وكذلك الاقتصاد المحلي.
عمل شرعي
في قلب ميركاتو، وهو سوق صاخب يقع في الهواء الطلق في العاصمة أديس أبابا، تقف ابتسام أمام أحدث مشاريعها، وهو عبارة عن مقهى توظف فيه اثنين من الطهاة الإثيوبيين وتقدم المأكولات الإثيوبية التقليدية وغيرها من الأطعمة. وتعرض ابتسام بفخر رخصة عملها وهويتها الرقمية، وتقول: "أنا الآن وفي هذا المكان قانونية، ولدي رخصة عمل. لدي فرصة لتغيير حياتي بطريقة جديدة".
على الرغم من امتلاكها الحق القانوني في الحصول على ترخيص تجاري، قالت ابتسام إن العديد من المؤسسات في إثيوبيا لا تعلم بحقوق اللاجئين هذه ويساورها الشك بشأن بطاقات الهوية السابقة ووثائق تسجيل اللاجئين.
وقالت ابتسام إن هذه البطاقة الجديدة تعني أكثر من مجرد الاعتراف بعملها التجاري: "كانت الكثير من المؤسسات تعتقد بأن اللاجئين ليس لديهم حقوق، لكن بطاقة "فايدة" للهوية ساعدتنا في أن يتم الاعتراف بنا".
تطبيق الميثاق العالمي بشأن اللاجئين
مع بطاقة هوية "فايدة"، أصبحت إثيوبيا رائدة في مجال إدماج اللاجئين ضمن الأنظمة الوطنية.
وقالت إليزابيث تان، رئيسة إدارة الحماية الدولية في المفوضية: "هذه المبادرة التاريخية هي بمثابة تطبيق للميثاق العالمي بشأن اللاجئين، وتتماشى مع تعهد إثيوبيا في المنتدى العالمي للاجئين لعام 2023 لإدراج جميع اللاجئين في الأنظمة الوطنية وتعزيز حصولهم على الوثائق.
وأضافت: "لا تزال الحكومة ملتزمة بإبقاء حدودها مفتوحة وقد وضعت سياسات متقدمة للاجئين. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لضمان دمج اللاجئين وإيجاد الحلول لهم في إثيوبيا.
يتم توزيع بطاقة هوية "فايدة" تدريجياً على 77,000 لاجئ يعيشون في أديس أبابا، ومن المؤمل توسيع نطاقها لتشمل أكثر من مليون لاجئ في إثيوبيا، معظمهم من جنوب السودان والصومال وإريتريا والسودان.
في أواخر شهر مايو، انضمت المفوضية إلى إدارة اللاجئين والعائدين الإثيوبية بهدف عرض هذا النظام الجديد في الاجتماع العام السنوي لحركة "الهوية من أجل إفريقيا" لعام 2024 في كيب تاون، جنوب إفريقيا، والذي يعرض التقدم المحرز في مجال الإدماج الرقمي وتعزيز أنظمة الهوية لحماية اللاجئين بالتعاون مع البلدان المضيفة.
وقالت ابتسام إن بطاقة الهوية يمكنها أن تغير حياة اللاجئين في إثيوبيا: "الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي هو أنني لا أحتاج إلى التسول لتناول الطعام. أنا لست عبئا على البلاد، وأنا أعمل لحسابي الخاص. أريد أن أستخدم نقاط قوتي لبناء المستقبل".