إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

المساعدات النقدية تساعد الأمهات اللاجئات على تجاوز الصعاب

القصص

المساعدات النقدية تساعد الأمهات اللاجئات على تجاوز الصعاب

14 May 2025 أيضاً متوفرة في

في العراق، تُعدّ المساعدات النقدية بالغة الأهمية للاجئين الأكثر ضعفًا، بمن فيهم الأمهات العازبات، والأشخاص ذوو الإعاقة، والناجون من العنف القائم على النوع الاجتماعي، لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

تمسك سارة* بيد ابنها بإحكام أثناء حديثها، وعيناها تراقبان ابنتها. بعد مقتل زوجها في سوريا، أصبحت حياتها أكثر صعوبة. نزحت داخليًا عدة مرات، قبل أن تنتقل للعيش مع أهل زوجها، الذين حاولوا إجبارها على الزواج من أحد أقاربهم. وعندما رفضت، فصلوها عن طفليها. في نهاية المطاف، تمكنت سارة من الهروب مع طفليها إلى دمشق، ومن ثم إلى إقليم كردستان العراق. تقول: "لو بقيت في سوريا، لكنت الآن في عداد الأموات".

بعد وصولها إلى إقليم كردستان العراق، تقدمت سارة بطلب لجوء وبدأت على الفور في البحث عن عمل. وتقول: "عملت في بعض صالونات التجميل التي كانت بحاجة إلى مساعدة إضافية. ثم وجدتُ وظيفة مستقرة نوعًا ما. لكنني كنت المرأة الوحيدة هناك، وبدأ الرجال في مضايقتي".

عندما بدأت تشعر بعدم الارتياح، حاولت التحدث مع مديرها، على أمل أن يتفهم الموقف، لكنه بدلاً من ذلك طلب منها أن تكون لطيفة مع الزبائن. محبطة، اتخذت سارة القرار الصعب بترك العمل. تقول: "كوني والدة عزباء يجعل الحياة معقدة. أحتاج إلى العمل لساعات طويلة لتغطية نفقات العائلة. أصعب ما في الأمر هو ترك الأطفال بمفردهم. لا يستطيعون طهي الطعام لأنفسهم؛ لا يستطيعون رعاية أنفسهم".

في عام 2024، تلقت سارة طوق نجاة حين بدأت تتلقى المساعدة النقدية من المفوضية. تستهدف هذه المساعدة الى دعم اللاجئين الأكثر ضعفًا في العراق لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك النساء اللاتي تعرضن للتحرش أو العنف. 26% من المستفيدين الحاليين من المساعدات النقدية هم من الأسر التي تعيلها نساء مثل سارة.

تقول: "بفضل المساعدات النقدية من المفوضية، بدأت أدّخر بعض المال لتغطية الإيجار واحتياجاتنا الأساسية مثل الطعام. نحاول دومًا توفير المال للوجبة التالية. كما أصبحت قادرة على قضاء المزيد من الوقت مع أطفالي".

في العراق، تتلقى 7,000 أسرة لاجئة ضعيفة حاليا المساعدة النقدية من المفوضية. ووفقًا لاستبيانات أجرتها المفوضية بعد توزيع المساعدات، فإن معظم اللاجئين ينفقون الأموال على الإيجار، والطعام، و دفع الفواتير الطبية. كما أبلغ 98% من المستفيدين أن المساعدات النقدية كان لها أثر إيجابي على حياتهم وساهمت في تقليل الضغوط.

فادية تستخدم المساعدات النقدية من المفوضية لشراء الطعام لعائلتها.©المفوضية/فيولا إليونورا بروتوميسو

هذا ينطبق بالتأكيد على فادية، وهي لاجئة سورية تبلغ من العمر 48 عامًا، أرملة وأم لسبعة أطفال. عندما توفي زوجها جراء السرطان في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، شعرت فادية بالضياع ولم تعرف كيف ستواجه الحياة.

تقول: "كان زوجي يعمل في مجال البناء، ثم مرض لمدة عامين، وفي النهاية توفي. تم إدخاله المستشفى في آخر فترة. أخشى على أطفالي، فهم صغار جدًا".

كونها والدة عزباء لسبعة أطفال، فإن أصعب ما تواجهه فادية هو تغطية نفقات الحياة اليومية، مثل الإيجار والطعام. وقد ساعدها تسجيلها في برنامج المساعدات النقدية التابع للمفوضية على التخفيف من بعض الأعباء.

تقول فادية: "تمكنت من دفع الإيجار، وشراء الطعام والملابس لأطفالي، إلى جانب نفقات أخرى". ومع ذلك، لا تزال أوضاعها المالية غير مستقرة.

فادية في منزلها في أربيل.©المفوضية/فيولا إليونورا بروتوميسو

يُسجَّل اللاجئون مثل سارة وفادية في برنامج المساعدات النقدية التابع للمفوضية لمدة أولية تبلغ عامًا واحدًا. وتُعتبر هذه المدة كافية لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية الاكثر الحاحا، ومنحهم فرصة للنهوض من جديد وبناء قدر من الاعتماد على الذات. في عام 2025، تلقى البرنامج دعما سخيا من جهات مانحة مثل الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.

مع ذلك، فإن نقص التمويل يعني أنه من المرجح إجراء تفليصات على برنامج المساعدة النقدية في الأشهر المقبلة. من أصل 20 مليون دولار أمريكي من الاحتياجات العاجلة، لم يتم استلام سوى أقل من ثلثها. يُهدد هذا النقص بتقليص حجم المساعدة النقدية التي تستطيع المفوضية توزيعها، وعدد الأسر التي تتلقى الدعم، ومدة تلقيها، مما يُعرّض اللاجئين الأكثر ضعفًا لخطر الوقوع في براثن الفقر الشديد. وبدون هذا الدعم، قد تلجأ الأسر أيضًا إلى آليات تكيف ضارة، مثل تقليل استهلاك الطعام وتراكم الديون.

تُعدّ المساعدات النقدية الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتقديم المساعدة، كما أنها تمكّن اللاجئين وتُسهم في دعم الاقتصادات المحلية. وبالنسبة لسارة وفادية، فإن الفوائد واضحة. لقد ساعدتهم المساعدات النقدية ليس فقط في تلبية احتياجاتهم الأساسية، بل وفرت لهما أيضًا الحماية والشعور بالاستقرار عندما كانتا في أمسّ الحاجة إليها.

*تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية.