إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئ سوري يحول شغفه بتربية النحل إلى عمل تجاري بالاستعانة ببعض المساعدات النقدية

القصص

لاجئ سوري يحول شغفه بتربية النحل إلى عمل تجاري بالاستعانة ببعض المساعدات النقدية

11 أغسطس 2024 أيضاً متوفرة في

عندما فرّ السيد زعيم من العنف والصراع في مسقط رأسه الحسكة في شمال شرق سوريا في عام 2019، لم يتخيل أنه بعد بضع سنوات سيجد السلام وفرصة لكسب العيش من خلال تربية النحل وجمع العسل في العراق.

يتذكر السيد زعيم حياته السابقة قائلًا: "كنت أتاجر بالقمح والشعير والقطن في سوريا... كان الوضع الاقتصادي مستقرًا. ولكن بعد اندلاع الحرب، انهار كل شيء.

زعيم، 61 عامًا، لاجئ سوري في قوشتبة بالعراق، ينشغل بعمله اليومي كمربي نحل © المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين/ رشيد حسين رشيد

وبسبب الحرب، اضطر زعيم وزوجته وأطفاله الأربعة لترك كل شيء وراءهم وشقّوا طريقهم إلى إقليم كردستان العراق، مستخدمين كل مدخراتهم، ولكنهم كافحوا جدًا لتغطية نفقاتهم خاصةً مع غياب الوسائل المالية.

ولكن وسط هذه المشقة، اختار السيد زعيم هواية غير عادية وهي تربية النحل، إذ يقول: "لطالما أردت أن أعمل في تربية النحل، وما كنت لأنجح في هذا العمل الآن لو لم أحبه". وقد بدأت القصة عندما بدأ السيد زعيم في تلقي مساعدات نقدية من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2023، وبمجرد أن غطى احتياجات أسرته الأساسية، استخدم المبلغ الصغير المتبقي معه لتحويل شغفه إلى شيء أكبر من ذلك، إذ أضاف قائلًا: "أردت أن أعتمد على نفسي بدلًا من الاعتماد على المساعدات الإنسانية، لأن حياة كهذه لا معنى لها ..."

وفي البداية، استثمر السيد زعيم في خليتين للنحل، وسرعان ما بدأ في إنتاج العسل وبيعه، ومن الربح الذي حققه استطاع أن يشتري المزيد من خلايا النحل ويوسع نشاطه في تربية النحل. والآن يذهب الرجل البالغ من العمر 61 عامًا كل يوم إلى عمله ويرتدي بدلة تربية النحل ليباشر العمل في 15 خلية نحل متناثرة في الحقول المحيطة بمنزله الصغير في ناحية قوشتبة في أربيل، وباستخدام منفاخ تدخين في يده، ينفث بعناية تيارات رقيقة من الدخان البارد لتهدئة النحل، حتى يتمكن من فحص أقراص العسل.

ولحسن حظه كان الإنتاج في العام الماضي ناجحًا ويمكنه الآن الاعتماد على عمله في تربية النحل لتوفير احتياجات أسرته. ويقول السيد زعيم: "لم أكن لأتمكن من رفع مستوى معيشة عائلتي بدون الدعم المالي الذي قدمته المفوضية لي، والآن بعد عدم حاجتي لمثل هذه المساعدة، آمل أن تستمر المفوضية في دعم غيري من الضعفاء".

زعيم يحمل منفاخ تدخين في يده، وينفث بعناية تيارات رقيقة من الدخان، ليبعد النحل حتى يتمكن من إعداد أقراص العسل © المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين/ رشيد حسين رشيد

هذا ويعتمد العديد من اللاجئين في العراق على العمل اليومي غير المنتظم في القطاع غير الرسمي، حيث يكسبون في المتوسط 350 دولارًا أمريكيًا شهريًا، وهو أقل من خط الفقر الوطني، وهذا الدخل غير الكافي يعني أنهم لا يستطيعون تحمل الضروريات الأساسية، ناهيك عن تحسين ظروف معيشتهم أو الادخار للمستقبل. وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 98 في المائة من أسر اللاجئين في العراق مدينون فقط لتوفير الطعام وإرسال أطفالهم إلى المدرسة ودفع الإيجار.

ولمعالجة هذه الأزمة، تُقدم المساعدات المالية للاجئين الأكثر ضعفًا، حتى يتمكنوا من تغطية احتياجاتهم الأساسية مثل دفع الإيجار وتأمين الطعام. وبفضل الدعم المُقدَّم من الجهات المانحة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، كان لبرنامج المساعدات المالية الذي أطلقته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تأثير عميق على حياة اللاجئين في العراق؛ ففي عام 2023، تلقى 58000 لاجئ ضعيف مساعدة مالية بقيمة 230 دولارًا أمريكيًا شهريًا لمدة 12 شهرًا، ومن بينهم، قال 79 في المائة إنهم تمكنوا من تلبية نصف احتياجاتهم الأساسية، مما ساعد في تقليل شعورهم بالتوتر وتحسين ظروفهم المعيشية، بينما أفاد 43 في المائة بتحسن مستويات الأمن الغذائي وأفاد 15 في المائة أنهم تمكنوا من تسجيل أطفالهم في المدرسة.

وفي عام 2024، تحتاج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى 91 مليون دولار أمريكي لتقديم المساعدة المالية لـ33100 أسرة لاجئة تم تحديدها على أنها الأكثر عرضة للخطر في العراق.