إيجاد القوة للبدء من جديد: قصة شيلان
إيجاد القوة للبدء من جديد: قصة شيلان
شيلان تتحدث مع موظفي الحماية التابعين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دهوك حول قضيتها القانونية.
اقرأ كيف ساعد برنامج المساعدة القانونية الذي قدمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمًا سورية لاجئة في استعادة حقوقها.
اسمي شيلان*، عمري 47 عامًا، وأم لأربعة أطفال: ابنة وثلاثة أبناء.
وُلدت ونشأت في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، قرب الحدود التركية. كانت عائلتي فقيرة جدًا، فقد نشأت مع ست أخوات وأربعة إخوة. في ذلك الوقت كان من المعتاد أن تنجب العائلات الكبيرة عددًا كبيرًا من الأطفال.
كنت طالبة مجتهدة، أحببت دراسة اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسوب. لكن بسبب ظروفنا المعيشية الصعبة، اضطررت لترك المدرسة في الصف العاشر. لاحقًا انتقلنا إلى دمشق حيث حاولت متابعة دراستي، غير أنني اضطررت مرة أخرى لتركها من أجل إعالة أسرتي. حينها بدأت العمل في مشغل خياطة.
بعد وفاة والدي، تقدم رجل لخطبتي، ووافقت والدتي نيابة عني. تزوجت، لكنني لم أشعر بالسعادة منذ البداية. كان زوجي عنيفًا ويُفرط في شرب الخمر.
في عام 2011 عدنا إلى القامشلي، لكن الوضع هناك كان صعبًا بسبب الصراع. تبعت زوجي الذي سبقنا بالفرار إلى إقليم كردستان العراق بشهرين. كان أطفالي حينها صغارًا جدًا، وأصغرهم وُلد للتو.
عندما وصلنا إلى دهوك، شعرنا للمرة الأولى بالأمان. استطعنا النوم مطمئنين. كان الناس لطفاء، نتحدث اللغة نفسها، وكان المجتمع مرحبًا ومستعدًا لمساندة اللاجئين.
لكن داخل بيتنا، لم يتغير شيء. استمر زوجي في إيذائي وأطفالي. حتى أن أحد أبنائي حاول الانتحار خوفًا من العنف. في إحدى المرات، طعنني بسكين. كان يشرب بشراهة، ويقيم علاقات مع نساء أخريات، وذاعت سمعته السيئة في المجتمع. لم أستطع أن أترك أطفالي يعانون أكثر، وكان لا بد من وضع حدٍ لهذا.
عشنا سنوات في خوف دائم. كثيرًا ما ندمت على عدم مغادرتي في وقت أبكر، فقد تحملت ألمًا يفوق الوصف.
عندما قررت الطلاق أخيرًا، سعيت للحصول على دعم نفسي واجتماعي لي ولأطفالي. شرحت لهم أننا جميعًا كنا ضحايا للعنف الأسري.
عاد زوجي السابق إلى سوريا، لكنه واصل تهديدي عبر الهاتف. غيرت رقمي عدة مرات، لكنه كان يجد دائمًا طريقة للوصول إلي. العودة إلى سوريا ليست خيارًا، ليس فقط بسبب الوضع الأمني غير المستقر، بل بسببه أيضًا.
عندما بدأت إجراءات الطلاق، قدمت لي منظمة هاريكار، الشريكة للمفوضية في مجال المساعدة القانونية، الدعم في كل خطوة. كانت العملية القانونية طويلة وشاقة، واستغرقت سنوات من التقاضي، لكن في نهاية عام 2024 صدر قرار الطلاق أخيرًا.
شيلان تتحدث مع موظفي الحماية التابعين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دهوك حول قضيتها القانونية.
لكن بعد ذلك، كان علي أيضًا أن أبدأ إجراءات الحصول على الحضانة القانونية لأطفالي. تولى محامي هاريكار جميع المعاملات القانونية نيابة عني. وبعد مراجعة القضية والاستماع إلى الشهادات، منحني القاضي الحضانة في أبريل 2025. لم أكن لأستطيع تحمل تكاليف محامٍ خاص، ولولا دعم هاريكار لكان الأمر مستحيلًا. لقد عاملني محاموهم باحترام وجعلوني أشعر بالأمان، فوثقت بهم تمامًا.
عندما أخبروني بقرار المحكمة، قلت لنفسي: "انتهى الأمر أخيرًا. الآن أصبحوا أطفالي حقًا".
أحاول اليوم إعالة أسرتي، لكن فرص العمل محدودة جدًا. أستفيد من مهاراتي في الخياطة كلما استطعت. عملت سابقًا لمدة شهرين في أحد المصانع، لكن تلك الوظيفة انتهت. أقبل أي عمل في الخياطة يتاح لي.
الحياة صعبة هنا، لكننا على الأقل نشعر بالأمان.
كما روته فيولا بروتوميسو
تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية
يدعم برنامج المساعدة القانونية للمفوضية لعام 2025 كل من إيطاليا وهولندا من خلال شراكة "آفاق" (PROSPECTS)، إلى جانب برنامج المساعدات الإنسانية التابع للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. وبين يناير ويونيو 2025، قدمت المفوضية المساعدة القانونية لأكثر من 60 ناجيًا من العنف.