إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

شاب سوري يدهش الهنغاريين ويخفف عن اللاجئين بألعاب الخفة

بيانات صحفية

شاب سوري يدهش الهنغاريين ويخفف عن اللاجئين بألعاب الخفة

يستخدم محمد الخدع الورقية في العاصمة بودابست التي يستقر فيها برفقة عائلته.
24 يوليو 2016
57946a4b4.jpg
• محمد يقوم ببعض الخدع الورقية لصديقتيه الإيطاليتين مريم (يسار) ونورا.

 

يتمتع اللاجئ السوري محمد الناظر بلمسة سحرية؛ فهو ساحر يحمل ورق اللعب ويرفّه عن اللاجئين الأقل حظاً عند وصولهم إلى هنغاريا بحثاً عن الأمان في أوروبا.

دعاني محمد الذي يبلغ من العمر 21 عاماً إلى منزله في بودابست وعرّفني على والديه وأخيه وأخواته الثلاث وقال: "نعلم أننا محظوظون. فلم يتم اعتقال أي شخص من عائلتنا ولم نفقد أحداً، أما السوريون الآخرون فقد عانوا كثيراً ونحن مسرورون لمساعدتهم".

العاب الخفة هي أكثر من هواية بالنسبة لمحمد الذي يُطلق على نفسه اسم "شيرل" الناظر بسبب حبه لشيرلوك هولمز. "أستمتع باكتشاف ما يكمن وراء الخدع السحرية كشيرلوك هولمز الذي يكشف الألغاز".

يتدرب لأسابيع قبل أن يعرض خدعه أمام المشاهدين، ويقول: "آخذ الأفكار من يوتيوب. كان يوتيوب ممنوعاً في سوريا، لكن هنا في بودابست ثمة متاجر للسحر واجتماعات للسحرة".

 

محمد الناظر يطلق على نفسه اسم شرل الناظر بسبب حبه لشرلوك هولمز

 

استطاع محمد الاستقرار في بودابست بفضل والده، الطبيب أنس الناظر، الذي أتى إلى هنغاريا في الفترة الشيوعية كطالب في مجال الطب. ورأى الناظر، الذي يتكلم الهنغارية والذي حافظ على بعض العلاقات من أيام الدراسة، أن الوضع يتدهور في دمشق، فقدّم طلبات للحصول على تأشيرات دخول إلى هنغاريا لنفسه وزوجته ليلاس برازي وأولادهما الخمسة.

وقال محمد: "كنا نأمل حدوث معجزة لنبقى في سوريا، ولكن عندما انفجرت قنبلة ضخمة بالقرب من منزلنا، علمنا أن الوقت قد حان للمغادرة. فقد تكسرت كافة النوافذ واهتز المبنى".

فرت العائلة إلى هنغاريا في عام 2013، قبل أن يقوم عدد هائل من اللاجئين برحلة العبور الخطيرة عبر بحر إيجه ويتقدموا عن طريق البلقان. وقد مكنهم المال الذي ادخروه لشراء منزل في سوريا من استئجار شقة مؤلفة من ثلاث غرف في بودابست تطلّ على نهر الدانوب.

 

57946aac4.jpg
• محمد ينظر إلى العاصمة الهنغارية من إحدى القلاع.

وعلى الرغم من حظهم النسبي، إلا أن الحياة في بودابست لم تكن سهلة. فقد توجب على الدكتور الناظر الذي يبلغ من العمر 55 عاماً والذي امتلك عيادة مزدهرة في دمشق، إعادة الخضوع للامتحانات كشرط للتأهل لممارسة المهنة في هنغاريا. ويعمل محمد 10 ساعات يومياً، لستة أيام في الأسبوع، في سوبر ماركت صغير، وسيلتحق قريباً بجامعة ميتروبوليتان في بودابست للتخصص في إعداد الرسوم المتحركة، في دورة برعاية جزئية من شركة والت ديزني.

وقال: "أراد أهلي أن أدرس شيئاً كالهندسة لكنهم تفهموا أنه يتعين علي تحقيق حلمي".

بواسطة الكمبيوتر المحمول، نفذ محمد رسوماً متحركة بسيطة لمساعدة اللاجئين على تعلم اللغة الهنغارية. "هوغي فاغي" تعني "كيف الحال؟" باللغة الهنغارية.

عرضت عليه شريط فيديو آخر أعتقد بأنه قد يهمه؛ أغنية "Oh Canada" للمغنية ميسي هيغينز والتي تتحدث عن آلان الكردي، الطفل السوري الذي غرق.

ومع نهاية الأغنية، انهمرت دموع محمد وهمس قائلاً: "أريد استخدام الرسوم المتحركة لسرد القصص. اللاجئون ليسوا أعداداً. ولكل واحد قصة. وكان جميع هؤلاء الأشخاص يملكون منازل وسيارات وأصدقاء وكانوا يعيشون حياتهم. يسأل الأشخاص في أوروبا "كيف كنت تعيش في سوريا؟" فأجيب "كما تعيشون أنتم".

في الصيف الماضي، ,في ذروة تدفق اللاجئين، اتصل العديد من السوريين بالعائلة لإخبارها بوصولهم إلى هنغاريا. وأقام عدد منهم مع العائلة بصورة مؤقتة.

ساعد محمد اللاجئين من خلال الترجمة وأرشدهم من محطة نيوغاتي للسكك الحديدية في بودابست، حيث وصلوا على متن القطار من مدينة سيجد في الجنوب إلى محطة كيليتي الدولية، للذهاب إلى ألمانيا والنمسا. وبين محطات القطار، مُنح الكثير منهم فرشاً للبقاء في كنيسة سانت كولومبا الإسكتنلندية.

وقدم محمد الذي طوّر مهاراته من خلال تقديم خدع بواسطة ورق اللعب لأطفال المدارس الهنغاريين، عروض السحر في الكنيسة للاجئين. وقال: "لم يكن الجميع سوريين، فثمة عراقيون وأفغان وإفريقيون أيضاً. يطلق الأشخاص عليهم تسمية المهاجرين لأسباب إقتصادية. لكن عندما تنظر إليهم، ترى ما فعلته حكوماتهم بهم".

ولّد السحر أصداء إيجابية.

وقال محمد الذي سمع عن حالات أخذ فيها سائقو الأجرة في البلقان ما تبقى من مال اللاجئين: "كان جميع اللاجئين يبتسمون، على الرغم من الأوقات الصعبة التي مروا بها".