القضاء على انعدام الجنسية
القضاء على انعدام الجنسية
تعمل المفوضية على وضع حد لانعدام الجنسية، وحماية الأشخاص الذين لا يحملون أي جنسية في الوقت الحالي.
تعرض آشا بفخر شهادة ميلاد ابنتها. هذه الوثيقة المهمة تُثبت جنسية ابنتها الكينية، وتحميها من خطر انعدام الجنسية.
هل أنت شخص بلا جنسية وتبحث عن المساعدة؟ راجع موقعنا للمزيد من المعلومات.
يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن "لكل فرد حق التمتع بجنسية ما". ولكن رغم ذلك، هناك ملايين الأشخاص ممن لا يحصلون على أي جنسية على الإطلاق أو يُحرمون منها، مما يجعلهم عديمي الجنسية.
قد يواجه الأشخاص عديمو الجنسية ممن لا يستطيعون إثبات جنسيتهم عقبات مدى الحياة في محاولة منهم للوصول إلى الحقوق والخدمات الأساسية. وغالباً ما لا يُسمح لهم بارتياد المدرسة، أو زيارة الطبيب،أو العمل بشكل قانوني، أو فتح حساب مصرفي، أو شراء منزل، أو حتى الزواج، مما يتسبب بنشوء وإدامة حلقات من الفقر تستمر لأجيال.
في نهاية يونيو 2024، تحدث التقرير الإحصائي للمفوضية عن وجود 4.4 مليون شخص من عديمي الجنسية. مع ذلك، ونظراً لأن العديد من عديمي الجنسية يعيشون دون وثائق على هامش المجتمع ولا تتوفر بيانات لعدد كبير من البلدان، فمن المعتقد أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
المفوضية عازمة على وضع حد لانعدام الجنسية، وهي تعمل مع الحكومات لتأمين الجنسية للأشخاص عديمي الجنسية حالياً والحيلولة دون نشوء حالات انعدام الجنسية في المستقبل، وذلك من خلال الدعوة إلى إجراء تعديلات على القوانين والسياسات.
من شأن معالجة انعدام الجنسية أن يساعد المجتمع الدولي أيضاً على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الحد من عدم المساواة (الهدف 10 من أهداف التنمية المستدامة) وتوفير الهوية القانونية للجميع (الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة).
"يواجه أولئك الذين ولدوا أو أصبحوا من عديمي الجنسية حالة شديدة الصعوبة من الفراغ القانوني، حيث يخيم على حياتهم الإقصاء والحرمان والتهميش".
كيف نفهم انعدام الجنسية؟
كيف يعمل مفهوم الجنسية؟
عادةً ما يكتسب جميع الأشخاص الجنسية على نحوٍ تلقائي عند الولادة، إما من خلال والديهم أو البلد الذي ولدوا فيه. ومع ذلك، يجب على الأشخاص في بعض الأحيان التقدم بطلبات ليصبحوا مواطنين في بلد ما.
كيف يصبح الشخص عديم الجنسية؟
تنشأ حالات انعدام الجنسية عندما لا يتم الاعتراف بفرد ما كمواطن من قبل أي بلد، بما في ذلك البلد الذي ولد فيه هو وربما أجيال من عائلته أيضاً.
في حال عدم صياغة قوانين الجنسية بعناية، فقد تضيع حقوق بعض الأشخاص وقد يتحولوا إلى عديمي الجنسية. بالإضافة إلى ذلك، قد تستبعد قوانين بعض البلدان الأشخاص عمداً من الحصول على الجنسية، مما يميز ضد الأقليات على أساس العرق أو الدين، أو يمنع الأمهات من نقل جنسيتهن إلى أطفالهن.
تعرف على المزيد حول كيفية تحول الأشخاص إلى عديمي الجنسية وكيف يؤثر ذلك على حياتهم.
ما الذي يمكن فعله لإنهاء انعدام الجنسية؟
ما الذي يمكن للدول فعله لإنهاء انعدام الجنسية؟
تحدد الحكومات هوية مواطنيها. وبالمثل، يمكن للدول أيضاً اعتماد قوانين وسياسات لضمان عدم نشوء حالات انعدام الجنسية، وتحديد هوية الأشخاص عديمي الجنسية وحمايتهم، وإيجاد حلول لأوضاعهم. لا ينبغي منع أي شخص من الحصول على الجنسية أو حرمانه منها أو عدم تمكينه من اكتسابها لأسباب قائمة على التمييز، وهو مبدأ أساسي في القانون الدولي لحقوق الإنسان.
تضع خطة العمل العالمية لإنهاء انعدام الجنسية 2.0 إطاراً عالمياً من 11 إجراءً ذا أولوية تتخذها الدول لإيجاد حلول لحالات انعدام الجنسية القائمة، ومنع ظهور حالات جديدة، وتحسين تحديد هوية السكان عديمي الجنسية وحمايتهم.
الإجراءات الأحد عشر لإنهاء انعدام الجنسية هي:
الإجراء 1. تسوية الأوضاع الرئيسية لانعدام الجنسية
الإجراء 2. ضمان عدم ولادة أي طفل بدون جنسية
الإجراء 3. إزالة التمييز على أساس الجنس من قوانين الجنسية
الإجراء 4. منع إنكار الجنسية أو فقدانها أو الحرمان منها لأسباب عرقية أو دينية أو سياسية أو غيرها من الأسباب التمييزية
الإجراء 5. منع انعدام الجنسية في حالات خلافة الدول
الإجراء 6. في سياق الهجرة، تحديد حالات انعدام الجنسية وحماية الأشخاص عديمي الجنسية وتسهيل تجنيسهم
الإجراء 7. ضمان تسجيل المواليد لمنع حدوث انعدام الجنسية
الإجراء 8. إصدار وثائق الجنسية لمن يستحقونها لمنع نشوء حالات انعدام الجنسية
الإجراء 9. الانضمام إلى اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن انعدام الجنسية
الإجراء 10. تحسين البيانات الكمية والنوعية المتعلقة بالسكان عديمي الجنسية
الإجراء 11. ضمان تمتع الأشخاص عديمي الجنسية بحقوقهم.
كيف تعمل المفوضية على وضع حد لانعدام الجنسية؟
في حين أنه غالباً ما يُنظر إلى مسألة انعدام الجنسية على أنها قضية سياسية معقدة، إلا أنه يمكن حلها بوجود إرادة سياسية كافية. تحدد الحكومات من هم رعاياها، مما يجعلها مسؤولة عن الإصلاحات القانونية والسياسية اللازمة لمعالجة مشكلة انعدام الجنسية والقضاء عليها. تعمل المفوضية مع الحكومات وتقدم الدعم لها في مجال تحديد حالات انعدام الجنسية والحد منها ومنع نشوئها، مع توفير الحماية في نفس الوقت للأشخاص ممن لا جنسية لهم.
لإيجاد حلول لأي مشكلة، يجب فهمها. تعمل المفوضية مع الحكومات والشركاء لتحديد المجتمعات عديمة الجنسية وتحليل الأسباب التي أدت إلى انعدام جنسيتها. غالباً ما يكون تقديم الأدلة للحكومات حول نطاق وتأثيرات انعدام الجنسية بمثابة الخطوة الأولى لإقناعها باتخاذ الإجراءات اللازمة.
إن أسهل وأكثر الطرق فعالية لإنهاء حالات انعدام الجنسية هي منع حدوثها منذ البداية. تقدم المفوضية المشورة القانونية للحكومات لضمان امتثال قوانين الجنسية الخاصة بها للمعايير الدولية لمنع نشوء حالات انعدام الجنسية. كما تعمل المفوضية على تحسين عمليات التسجيل المدني، مثل تسجيل المواليد، وذلك لضمان حصول الأشخاص على الوثائق اللازمة لإثبات جنسيتهم.
تعمل المفوضية مع الحكومات لمساعدتها على إجراء التعديلات اللازمة على التشريعات والإجراءات والكفيلة بالاعتراف بالأشخاص عديمي الجنسية كمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نتواصل مع المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وشركاء الأمم المتحدة ووسائل الإعلام للدفع بهذه التعديلات حتى يعرف الأشخاص عديمو الجنسية كيفية الحصول على الجنسية. كما تساعد المفوضية الشركاء على تقديم المشورة بشكل أفضل للأشخاص عديمي الجنسية حول كيفية الحصول على الجنسية من خلال المشورة القانونية والتمثيل.
تقدم المفوضية التوجيه والمساعدة الفنية للحكومات لوضع إجراءات للاعتراف بالأشخاص عديمي الجنسية ومنحهم وضعاً قانونياً إلى جانب حقوق الإنسان الأساسية. وتقوم المفوضية بذلك من خلال تشجيع الدول على الانضمام إلى اتفاقية عام 1954 المتعلقة بوضع الأشخاص عديمي الجنسية والدعوة إلى احترام الحقوق التي يحق للأشخاص عديمي الجنسية الحصول عليها بموجب صكوك حقوق الإنسان الأخرى. وعلى مستوى القاعدة الشعبية، تعمل المفوضية مع المنظمات غير الحكومية وجماعات حقوق الإنسان وشركاء الأمم المتحدة الآخرين للتأكد من أن الأشخاص عديمي الجنسية يمكنهم الحصول على التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل وغيرها من الحقوق الأساسية.
اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن انعدام الجنسية
هناك اتفاقيتان للأمم المتحدة بشأن انعدام الجنسية تسعيان إلى حماية الأشخاص عديمي الجنسية والقضاء على انعدام الجنسية على مستوى العالم. وتشجع المفوضية الدول على الانضمام إلى هاتين الاتفاقيتين. ومن خلال القيام بذلك، تلتزم البلدان بحماية الأشخاص عديمي الجنسية والحد من انعدام الجنسية داخل بلدانها وجعل قوانينها وسياساتها متوافقة مع أحكام الاتفاقيات.
تعرف على المزيد حول اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن انعدام الجنسية
رشيد (في الصف الخلفي، بالقميص الأحمر) يظهر في الصورة مع أطفاله وأحفاده بعد وقت قصير من تسجيلهم كمواطنين كينيين، مما أنهى أجيالاً من انعدام الجنسية.
Text and media 79
"عندما قيل لنا إننا لسنا كينيين، كان الأمر مؤلماً جداً. إلى أين نذهب؟ لقد ولدنا ونشأنا هنا، ولم نعرف وطناً آخر".
رشيد، أحد أفراد مجتمع بيمبا في كينيا، عانى طيلة حياته من الصعوبات بسبب كونه عديم الجنسية. لم يتمكن من فتح حساب مصرفي، أو الزواج بشكل قانوني، أو السفر بحرية. كما عانت العديد من العائلات في مجتمعه من أجل تسجيل أطفالها في المدارس لأنهم يفتقرون إلى شهادات الميلاد الوطنية اللازمة.
في عام 2023، اعترفت كينيا بمجتمع البيمبا كمواطنين في البلاد. بالنسبة لراشد وعائلته، كانت هذه لحظة غيرت حياته. يقول: "أنا سعيد لأن أطفالي سيحصلون الآن على بطاقات هوية وطنية - سيكونون قادرين على البحث عن الفرص التي ستمكنهم من إعالة أنفسهم مالياً ويمكنهم الوصول إلى أي جزء من البلاد تماماً مثل أي كيني آخر".
التحالف العالمي للقضاء على انعدام الجنسية
أُطلق التحالف العالمي للقضاء على انعدام الجنسية عام 2024، وهو منصة تعاونية متعددة الأطراف بقيادة مفوضية اللاجئين. تتمثل رؤية التحالف في بناء "عالم خالٍ من انعدام الجنسية، يتمتع فيه الجميع بالحق في الجنسية دون تمييز". تُعدّ هذه المبادرة جزءًا من "أجندتنا المشتركة" للأمين العام للأمم المتحدة، وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. يضم التحالف أكثر من 140عضواً، يمثلون الدول ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات التي يقودها الأشخاص عديمو الجنسية ووكالات الأمم المتحدة وغيرها.
يهدف التحالف العالمي إلى تسريع تنفيذ الدول لتعهداتها الحالية والجديدة، وإنشاء شبكات إقليمية قوية ومترابطة، وتعزيز التعاون مع المنظمات التي يقودها عديمو الجنسية كعوامل للتغيير، وتعزيز الوعي بقضية انعدام الجنسية وفهمها لدى مجموعة أوسع من الجهات المعنية.
حملة #أنا_أنتمي 2014-2024
حملة #أنا_أنتمي 2014-2024 هي مبادرة امتدت لعشر سنوات كانت تهدف لإنهاء حالات انعدام الجنسية من خلال جهود حشد الدعم والتعاون مع الحكومات والشركاء حول العالم. وقد أفضت الحملة إلى إحراز تقدم متجدد على مدى عشر سنوات مقارنة بالعقود التي سبقتها، بما في ذلك:
- حصول نصف مليون شخص على الجنسية بعدما تمكنت العديد من البلدان إيجاد حلول لحالات لانعدام الجنسية التي طال أمدها.
- زيادة مطردة في عدد الدول المنضمة إلى اتفاقيتي انعدام الجنسية لعامي 1954 و1961.
- تعزيز الحكومات لأطرها القانونية بشأن الحق في الجنسية وحماية الأشخاص عديمي الجنسية
- تحسين القوانين الوطنية من أجل معالجة حالات انعدام الجنسية في جميع المناطق.
خلال عقد من الزمن تخلل حملة #أنا_أنتمي، قدّمت الدول والجهات الفاعلة الأخرى أكثر من 400 تعهد - في فعاليات مثل المنتديين العالميين للاجئين – وذلك لمعالجة مشكلة انعدام الجنسية. وقد شكّلت هذه الإنجازات أساساً متيناً للتعاون والعمل المستقبلي لإنهاء مشكلة انعدام الجنسية.
للمزيد حول التحالف العالمي للقضاء على انعدام الجنسية.
