إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

كرة القدم في أنغولا توحد اللاجئين والمجتمع المضيف في فريق مشترك

قصص

كرة القدم في أنغولا توحد اللاجئين والمجتمع المضيف في فريق مشترك

يساعد فريق متكامل من اللاجئين وجيرانهم الأنغوليين في إزالة الحواجز وتعزيز التفاهم، مما يثبت أن الرياضة يمكنها أن تعود بالنفع على الجميع.
16 ديسمبر 2022
639af1b54.jpg
نادي لوفوا المتكامل لكرة القدم قبل أول مباراة له في بطولة أنغولا الإقليمية في دوندو، مقاطعة لواندا نورتي.

كان جبريل موكنديلا مدرباً ناجحاً لكرة القدم في جمهورية الكونغو الديمقراطية عندما اندلع الصراع في منطقة غراند كاساي، وهي مسقط رأسه. كان اللاعب البالغ من العمر 57 عاماً يتولى نادي فوتوكا الإقليمي، بعد ما يقرب من عشر سنوات من تدريب عدة فرق في جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون، عندما أُجبر على الفرار في عام 2017.


تصاعدت حدة التوتر السياسي والعرقي في كاساي بسرعة، وهو ما أدى إلى حدوث أزمة أجبرت 1.4 مليون شخص على النزوح داخل البلاد. يقول جبريل، وهو الذي فر مع عائلته برفقة 35,000 شخص آخرين إلى أنغولا، حيث يعيش الآن مع زوجته وأطفاله الخمسة في مخيم لوفوا الواقع في مقاطعة لوندا نورتي الشمالية: "رأيت العواقب المروعة للحرب".

لم تكن الحياة كلاجئ سهلة، وشعور جبريل بالإحباط من الناحية المهنية جعل الأمر أكثر صعوبة. يقول: "بصفتي مدرباً لكرة القدم، شعرت أن عملي لن يُقبل هنا أبداً". لكنه كان مصمماً على إيجاد طريقة لاستخدام مهاراته، وبعد وقت قصير من وصوله إلى أنغولا، بدأ بشكل غير رسمي في تدريب شبان من اللاجئين الكونغوليين الفارين من العنف في كاساي.

بصفته أباً ومدرباً، أدرك جبريل الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في تعزيز التماسك الاجتماعي والرفاه الشخصي. وعلى الرغم من أن اللاعبين ربما لم يكونوا أولئك المحترفين الذين اعتاد جبريل على العمل معهم، إلا أنه رأى مدى استفادتهم من الناحية الجسدية والذهنية على حد سواء.

يقول ممثل المفوضية في أنغولا، فيتو تراني: "تساعد الرياضة بقدر كبير اللاجئين الشباب من نواحٍ عديدة. فهي لا تعزز التعايش السلمي بين اللاجئين والشباب الأنغوليين فحسب، بل إنها تعزز قدرتهم على التعامل بشكل أفضل مع ماضيهم بينما يتطلعون إلى المستقبل".

سرعان ما منح جبريل صبغة رسمية على تدريبه من خلال افتتاح مدرسة لكرة القدم في لوفوا حيث يساعد تفانيه في الرياضة اللاعبين اللاجئين من الشبان على نسيان العنف الذي فروا منه والتفكير بمستقبل مختلف.

يقول مانانغا ماندوندو البالغ من العمر 16 عاماً، مستذكراً تجربته في الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. "أشعر أحياناً بالحزن لأن والدي وثلاثة من إخوتي قد ماتوا. تساعدني كرة القدم في التغلب على الحزن الذي أشعر به. عندما ألعب، كل هذا يخرج من رأسي وأنا أعلم أنه يوماً ما ستتحقق أحلامي باللعب كمحترف".

يقول أدور أويومبو، البالغ من العمر 24 عاماً، والذي اضطر أيضاً للفرار من الأهوال التي توالت فصولها في كاساي: "عندما ألعب كرة القدم، لا أفكر في مدى اشتياقي لأصدقائي. لعب كرة القدم يساعدني على عدم التفكير في الماضي. وبفضل الإلهام الذي يستوحيه من التدريب الذي يوفره جبريل، يحلم أدور أيضاً بمستقبل احترافي بكرة القدم.

"أدركت أنهم مثلي تماماً"

في البداية شكل اللاجئون فريقهم الخاص بهم، وفي بطولة نظمتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تغلبوا على فريق محلي من الأنغوليين.

يقول ميغيل بابتيستا، وهو موظف أنغولي شاب لعب في المباراة: "وصل كلا الفريقين إلى النهائيات ولكن الفريق المحلي خسر للأسف". بعيداً عن الانزعاج للخسارة، فقد غيرت التجربة نظرة ميغيل تجاه اللاجئين: "عندما سمعت لأول مرة أنهم يأتون للعيش هنا، اعتقدت أنهم سيكونون أشخاصاً غرباء أو سيئين. لكن عندما التقيت بهم، أدركت أنهم مثلي تماماً".

بتشجيع من جبريل، سرعان ما تحول اللاجئون ولاعبو كرة القدم المحليون من منافسين إلى اللعب معاً في نفس الفريق. يقول جبريل، الذي تحدث مع بميغيل طلباً للمساعدة: "كانت الفكرة هي تعزيز التعايش السلمي وأن نكون معاً".

يقول ميغيل: "طلب مني جبريل أن أصبح مساعد المدرب وأن أقترح عليه لاعبين". في نوفمبر، اشترك هذا الفريق الجديد المكون من لاجئين وأنغوليين في البطولة الإقليمية باسم "نادي كرة القدم الموحد في لوفوا". وعلى الرغم من خسارتهم في مباراتهم الأولى، إلا أنهم تركوا انطباعاً جيداً لدى الجمهور.

كان فرناندو ماتوكا، وهو لاعب كرة قدم أنغولي وأحد المشجعين أيضاً، من بين المتفرجين في تلك المباراة الرسمية الأولى. وما أثار دهشته، هو أنه وجد نفسه ينخرط مع الفريق المختلط وبعد ذلك تواصل من المدربين طالباً الالتحاق بالفريق. يقول فرناندو: "لقد استقبلوني استقبالاً جيداً وقد علموني أن ألعب بشكل أفضل"، واصفاً المدرب جبريل بأنه "معلّم جيد".

يقضي الفريق الكثير من الوقت معاً، ويتدربون كل يوم في مخيم لوفوا، ويوفقون بين أعمالهم ودراستهم. يُنظر إلى جبريل على أنه قدوة، حيث يعمل كناشط في مجال تنسيق المخيمات لأحد شركاء المفوضية وهو World Vision، لكنه لا يزال يجد الوقت لتسخير معرفته الكروية بشكل جيد لصالح اللاجئين والمجتمع المضيف. يقول بفخر: "لقد عملت بجد، والآن يقدر الجميع عملي".

خلال عطلات نهاية الأسبوع، يسافرون بانتظام من أجل المنافسة وخوض المباريات، وفي أغلب الأحيان مع مجموعة صغيرة من المشجعين الذين يرافقونهم، ويشكلون مثالاً راسخاً على إمكانية إيجاد أرضية مشتركة وكسر الحواجز التي غالباً ما تفصلهم.

بفضل جهود جبريل وخبرته، فقد بات يبدو هذا المستقبل أكثر إشراقاً. يقول كريسبوس تبيد، رئيس المكتب الميداني للمفوضية في مقاطعة لوندا نورتي: "حلمنا للفريق هو أن نرى بعض اللاعبين يلعبون بشكل احترافي في أندية كرة القدم في أجزاء أخرى من العالم".

إنه حلم يشاطره جبريل، على أمل أن يصل فريقه الجديد من اللاجئين وجيرانهم إلى بطولة قارية يوماً ما، بينما بالنسبة للاعبين أيضاً، أثبتت كرة القدم أنها أكثر من مجرد رياضة. يقول مانانغا، اللاجئ الكونغولي الشاب: "كنا أصدقاء بينما كنا نلعب ضد بعضنا البعض. أما الآن فنحن عائلة واحدة".