إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الجفاف يتسبب في نقص غذائي يهدد حياة اللاجئين في إثيوبيا

قصص

الجفاف يتسبب في نقص غذائي يهدد حياة اللاجئين في إثيوبيا

أدت خمسة مواسم مطرية عجاف، وارتفاع الأسعار، والنقص في التمويل إلى دفع اللاجئين في القرن الإفريقي إلى حافة الهاوية.
13 أبريل 2023 متوفر أيضاً باللغات:
سيدة فرت إلى ملكاديدا في إثيوبيا هرباً من الجوع في قريتها الأصلية في منطقة حوال حاجي، تقف بالقرب من جيف ماعزها النافقة.

سيدة فرت إلى ملكاديدا في إثيوبيا هرباً من الجوع في قريتها الأصلية في منطقة حوال حاجي، تقف بالقرب من جيف ماعزها النافقة.

يرتسم القلق على عيني سميرة عبدي وهي تحدق بابنها البالغ من العمر ستة أعوام بينما تضعه الممرضة برفق على الميزان في مركز للتغذية في مخيم ملكاديدا للاجئين في المنطقة الصومالية الواقعة شرق إثيوبيا. أحضرته سميرة مع طفل آخر إلى هنا بعد أن عانا لأسابيع من آلام في المعدة، لكنها تعرف تماماً ما الذي يعانيان منه، ألا وهو الجوع.

وقالت سميرة: ”لا يأكلان لأننا لا نملك ما يكفي من الطعام. لاحظت أنهما يفقدان الوزن، لذلك جئت إلى هنا للحصول على بعض المساعدة“.

جاءت الشابة البالغة من العمر 28 عاماً إلى المركز قبل شهر مع أطفالها الخمسة جميعاً، حيث ظهرت عليهم الأعراض نفسها. تم تشخيص حالتهم على أنها سوء التغذية، وتم وضعهم على الفور في نظام علاجي يتضمن تناول مكملات غذائية عالية القيمة وعلاج الالتهابات ذات الصلة. ومع ذلك، فقد تعافى ثلاثة فقط من أطفالها.

قبل 11 عاماً، أجبر الصراع سميرة على الفرار من منزلها في جنوب الصومال وأصبحت واحدة من أوائل اللاجئين في مخيم ملكاديدا، والذي يضم الآن أكثر من 41,000 شخص. أما اليوم، فإنها تجد نفسها على خط آخر من خطوط المواجهة.

كل ما أفكر فيه هو كيف سأطعمهم

الجفاف وخفض الحصص الغذائية وتفادي تعرض أطفالها للجوع هي معركة لا هوادة فيها. في العام الماضي، تم تخفيض الحزمة الغذائية الشهرية التي تتلقاها من برنامج الغذاء العالمي بصفتها مقيمة في المخيم بمقدار النصف، وذلك بسبب صعوبات في التمويل. مع عدم وجود مصدر ثابت للدخل، فإنها غير قادرة على استكمال نظامهم الغذائي بالطعام الذي تشتريه من السوق.

وقالت سميرة: ”في السابق، كان الطعام الذي كنا نحصل عليه كافياً لنا طوال الشهر. لكن قبل تسعة أشهر، تم تخفيض الحصص، وبدأت أشعر بالقلق“. ثم مرض أطفالها: ”كل ما أفكر فيه هو كيف سأطعمهم. الليلة الماضية لم يأكلوا. هذا الصباح، أعطيتهم بعض العصيدة. ليس لدي ما أعطيهم أكثر من ذلك“.

منذ عام 2019، تسببت خمسة مواسم متتالية من احتجاب هطول الأمطار في جميع أنحاء القرن الإفريقي في وقوع جفاف هائل أثر على ملايين الأشخاص في المنطقة. فقد جفت مصادر المياه، وتلفت المحاصيل وهلكت الماشية، وضعفت قدرات السكان على إعالة أنفسهم. ومما فاقم من المعاناة، أن أسعار المواد الغذائية قد ارتفعت بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئياً إلى الحرب في أوكرانيا، مما جعل تحمل تكاليف حتى المواد الأساسية أمراً باهظاً بالنسبة لمعظم اللاجئين والمجتمعات المحلية.

وكانت النتيجة الحتمية هي ارتفاع معدلات سوء التغذية، لا سيما بين النساء والأطفال الذين غالباً ما يتحملون وطأة نقص الغذاء.

وتعد المنطقة الصومالية في إثيوبيا من أكثر المناطق تضرراً، حيث تستضيف حوالي 205,000 لاجئ، معظمهم من الصومال، ويعيشون في ثمانية مخيمات، بالإضافة إلى ما يقرب من 650,000 نازح داخلياً، وتكافح من أجل إطعام سكانها.

شهد مسؤول التغذية في المفوضية أدان تيفيرا عن كثب التأثيرات الخطيرة لأزمة الغذاء على العائلات الضعيفة مثل عائلة سميرة.

وقال: ”ارتفعت تكلفة المواد الغذائية بنسبة 67 بالمائة، وذلك وفقاً لنتائج تقييمنا الأخير. حتى أبسط المواد الغذائية الأساسية كالحليب تضاعف سعرها. نظراً لأن معظم اللاجئين لم يعد بإمكانهم شراء الطعام من الأسواق، فإنهم يجدون صعوبة بالغة في الحصول على ما يكفي من الطعام، وهو ما يعرضهم لخطر سوء التغذية والأمراض الخطيرة الأخرى“.

تدير ظهرة محمد، البالغة من العمر 50 عاماً، متجراً صغيراً للخضروات في السوق الرئيسي لملكاديدا، لكن مستوى العمل في الآونة الأخيرة كان صعباً حيث انخفضت المبيعات.

وقالت ظهرة، وهي أم لخمسة أطفال: ”اشتريت مؤخراً نصف كيس من الطماطم بالدين من جارتي حتى أتمكن من البيع ويتمكن أطفالي من الحصول على شيء يأكلونه. لكنني تمكنت فقط من البيع بقيمة 30 براً إثيوبياً (0.60 دولاراً)، وهو لا يكفي حتى لشراء علبة من دقيق الذرة“.

تعمل المفوضية مع السلطات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية الشريكة لتقديم المساعدة. ومن شأن المساعدات النقدية المقدمة للأسر اللاجئة الأكثر ضعفاً أن تساعدها في شراء الطعام، بينما تساعد مواد المأوى والأدوات المنزلية الأساسية والمياه المنقولة بالشاحنات كلا من اللاجئين والمجتمعات المضيفة.

تعد المساعدة الإنسانية بمثابة شريان حياة بالغ الأهمية، لكن نقص التمويل جعل الآلاف من اللاجئين المتضررين من الجفاف والمجتمعات المضيفة لهم في جميع أنحاء إثيوبيا على شفا كارثة. في العام الماضي، تم تمويل نصف نداء المفوضية من أجل الحصول على مبلغ 42.6 مليون دولار لتقديم الدعم الطارئ إلى 1.5 مليون شخص متضرر من الجفاف في إثيوبيا وكينيا والصومال. وعلى الرغم من أن بعض التمويل الإضافي في نهاية العام قد ساعد في عودة الحصص الغذائية إلى نسبة 80 بالمائة، إلا أن تأثيرات نقص التمويل لا تزال تخيم على الوضع، بما في ذلك على توفير الدعم التغذوي.

هذا العام، ومع تفاقم الأزمة، فإن هناك حاجة إلى ما يقدر بنحو 46 مليون دولار أمريكي لتلبية احتياجات اللاجئين المتضررين من الجفاف والنازحين داخلياً في إثيوبيا وحدها.

وقال أدان: ”نحن نعلم أن البيئة حول العالم في الوقت الحالي تواجه التحديات، وأن المانحين منشغلون باحتياجات عاجلة أخرى، لكن الوضع يحتاج إلى اهتمام عاجل“.

مع توقع استمرار الجفاف، من الواجب القيام بالمزيد لضمان تمكن اللاجئين والمجتمعات المحلية من تلبية احتياجاتهم بشكل أكثر استدامة. بالإضافة إلى تقديم المساعدات المنقذة للحياة، تدعم المفوضية الأنشطة المدرة للدخل حتى يتمكنوا من استكمال احتياجاتهم والاعتماد على أنفسهم. من خلال الزراعة الذكية المراعية للمناخ، سيتم أيضاً دعم الأسر لتبني طرق إنتاج الغذاء التي تتكيف مع تغير المناخ.

بالنسبة إلى سميرة، قد يكون كل ما تحتاجه هو القليل من المساعدة الإضافية للتمكن من تغيير وضعها. تقول: ”إذا حصلت على بعض الدعم، على سبيل المثال لبدء عمل تجاري، فسوف يمكنني كسب بعض المال لشراء بعض الأرز أو المعكرونة أو السكر لأولادي“.

للتبرع