إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

فيروس كورونا يتهدد الفنزويليين من السكان الأصليين الباحثين عن الأمان في البرازيل

قصص

فيروس كورونا يتهدد الفنزويليين من السكان الأصليين الباحثين عن الأمان في البرازيل

منطقة الأمازون الشمالية من بين المناطق الأكثر تضرراً من البلاد.
19 مايو 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5ec393961a0.jpg
تم نقل اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين من السكان الأصليين من واراو إلى مكان آمن في ماناوس، البرازيل، وسط وباء فيروس كورونا.

بالكاد كان أورلاندو مارتينيز يعرف أي شيء عن فيروس كورونا عندما أصيب 26 من أفراد مجتمع واراو العرقي بأعراض مريبة للمرض.


ويتذكر أورلاندو، زعيم مجتمع واراو البالغ من العمر 43 عاماً، والذي فر من الجوع والعنف وانعدام الأمن في فنزويلا في عام 2017، إلى جانب 18 عائلة أخرى من السكان الأصليين، قائلاً: "في البداية أصيبوا بالحمى ولم يتمكنوا من تناول الطعام. ثم أصيبوا بالصداع وآلام في الصدر. بعد ذلك، بدأوا في السعال ولم يعد بإمكانهم المشي. كانوا في غاية المرض".

لجأ أورلاندو إلى التقاليد القديمة في محاولة منه لعلاج المرضى، حيث صلى من أجل "التدخل الإلهي" لطرد المرض. لكنه كان من الصعب مساعدة أحد الرجال.

وقال أورلاندو: "عندما مات، بكى سكان المجتمع بأكملهم. نحن خائفون جداً من فيروس كورونا".

في حين أن وباء فيروس كورونا قد تسبب في خسائر مدمرة في جميع أنحاء العالم – حاصداً حياة أكثر من 300,000 شخص في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل كبير - فإن اللاجئين وطالبي اللجوء يعتبرون معرضين للخطر بشكل خاص.

وحيث أن ما يقرب من نصف اللاجئين الفنزويليين من السكان الأصليين في البرازيل وجدوا مساحات آمنة يلتمسون فيها المأوى في جميع أنحاء البلاد، لا يزال آلاف آخرون في أوضاع محفوفة بالمخاطر. وبعد اضطرارهم للسكن في مآوٍ دون المستوى والاعتماد إلى حد كبير على مبيعات منتجاتهم اليدوية، فإنهم غالباً ما يتأثرون مالياً بسبب تدابير البقاء في المنزل وهم غير مؤهلين لاتخاذ خطوات لتفادي العدوى.

"نحن خائفون جداً من فيروس كورونا"

يواجه السكان الأصليون أيضاً نقاط ضعفهم الخاصة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى أمراض أخرى. تاريخياً، أدى تفشي الحصبة والجدري والإنفلونزا إلى هلاك الكثير من السكان الأصليين في الأمريكتين، والذين لم يكن لديهم مناعة طبيعية ضد الأمراض المعدية في العالم القديم. وبينما لم يتضح بعد ما إذا كان السكان الأصليون عرضة بشكل خاص للاصابة بفيروس كورونا، فقد أعربت بعض الجماعات من السكان الأصليين عن مخاوفها من أن يكون الفيروس كارثياً لعدد سكان مجتمعهم الصغير أصلاً.

وفي حين أن العدد الدقيق للسكان الأصليين الذين أصيبوا بفيروس كورونا في البرازيل غير واضح، فإن منطقة الأمازون الشمالية - التي تضم العديد من البرازيليين من السكان الأصليين، بالإضافة إلى العديد من الفنزويليين من السكان الأصليين وعددهم حوالي 5,000 شخص والذين فروا إلى البرازيل - من بين المناطق الأكثر تضرراً في البلاد.

في أوائل شهر مايو، ناشد قادة الشعوب الأصلية في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية منظمة الصحة العالمية إنشاء صندوق طوارئ بهدف المساعدة في حماية مجتمعاتهم من خطر الوباء.

وحذر قادة المجتمع الذين يمثلون 850,000 شخص من السكان الأصليين في البلاد من أنهم "ضعفاء للغاية، وهناك خطر حقيقي من أن يتسبب الفيروس الجديد بإبادة جماعية أخرى". وفي رسالة مفتوحة وقعها مشاهير عالميون بما في ذلك براد بيت ومادونا وبول مكارتني، قال المشاركون بأن فيروس كورونا يمثل "تهديداً شديداً" للسكان الأصليين في الأمازون.

وقالت الرسالة التي وقع عليها أكثر من 240 ألف شخص: "قبل خمسة قرون، تعرضت هذه الجماعات العرقية للهلاك بسبب أمراض جلبها المستعمرون الأوروبيون. والآن ... قد يختفون تماماً لأنهم لا يملكون وسيلة لمكافحة فيروس كورونا".

وقال سيباستيان روا، وهو موظف ميداني لدى مكتب المفوضية في البرازيل: "وسط الوباء، فإن وضع اللاجئين من السكان الأصليين مثل أورلاندو محفوف بالمخاطر على نحو مضاعف".

وقال روا: "إن النزوح القسري للسكان الأصليين يجعلهم في كثير من الأحيان ضعيفين وفي حالة من سوء التغذية. هذا إلى جانب ظروف السكن غير الصحية والتعرض لأمراض جديدة والتي يمكن أن تكون في بعض الأحيان مميتة".

وقد شددت يسماري زاباتا، وهي امرأة من جماعة واراو من منطقة دلتا أورينوكو شمال شرق فنزويلا، تعيش مع عائلتها في مأوى مكتظ في مدينة ماناوس الأمازونية، على مدى صعوبة تطبيق تدابير النظافة الأساسية التي يقول الأطباء إنها أفضل الطرق لمنع العدوى.

وقالت: "كنا جميعاً ننام في غرفة صغيرة، ولم يكن هناك ما يكفي من الماء" للسماح بغسل اليدين بشكل متكرر.

ومنذ ذلك الحين، تم نقل الأسرة إلى ملجأ آخر تدعمه المفوضية والسلطات البلدية، حيث تقول يسماري أنه أصبح من الأسهل الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وقالت: "أعتقد أن البقاء هنا في هذا المأوى هو أفضل شيء يمكننا القيام به في الوقت الحالي. هنا، لدينا مساحة كبيرة وجيدة التهوية وآمنة للأطفال".

وأضافت: "من الجيد أيضاً هنا أنهم يقدمون الغداء والعشاء، لأنه بهذه الطريقة لا يضطر الكثير منا للخروج لمحاولة جمع الأموال لشراء الطعام"، مشيرة إلى الصعوبات الاقتصادية التي يسببها التباعد الاجتماعي وقواعد البقاء في المنزل بالنسبة للعديد من الفنزويليين من السكان الأصليين في البرازيل.

"أعتقد أن البقاء هنا في هذا المأوى هو أفضل شيء يمكننا القيام به في الوقت الحالي"

يكسب أورلاندو وعائلته لقمة عيشهم من خلال بيع الحرف اليدوية المصنوعة من سعف نخيل "بوريتي". ولكن بمجرد أنه لم يعد بمقدورهم الخروج لبيع الحرف اليدوية الخاصة بهم، لم تتمكن الأسرة من تحمل تكلفة استئجار المنزل في مدينة بيليم الأمازونية حيث كانوا يتحصنون هناك لعدة أشهر. ويستذكر قائلاً: "لم يكن بمقدورنا دفع الإيجار لذلك طردونا".

تم طرد المجموعة الكاملة التي يزيد عدد أفرادها عن 120 شخصاً في خضم الوباء. ولحسن الحظ، تم نقلهم بسرعة إلى مأوى محلي.

مع انتشار وباء فيروس كورونا عبر أمريكا اللاتينية، تحذر المفوضية من أن العديد من مجتمعات السكان الأصليين المهجرين معرضون الآن بشكل كبير للخطر . 

تعمل المفوضية مع الحكومات في جميع أنحاء المنطقة لمنح اللاجئين وطالبي اللجوء من السكان الأصليين إمكانية الوصول إلى الملاجئ ذات البنية التحتية الأساسية للصرف الصحي الأفضل، وقد وفرت لملاجئ السكان الأصليين المئات من مستلزمات النظافة.

كما باتت الكتيبات التي يتم توزيعها حول الوقاية من الفيروس بلغات واراو وإينيبا المصدر الرئيسي للمعلومات حول فيروس كورونا لبعض مجتمعات السكان الأصليين الذين يعيشون في منطقة الحدود الشمالية النائية في البرازيل، بالإضافة إلى مبادرات أخرى.

ومع ذلك، فإن مجتمع اللاجئين من السكان الأصليين في البرازيل يعاني من الخوف بشأن مستقبلهم.

وقال مانويل خوسيه بورخيس ماتا، 29 سنة، وهو رجل من جماعة واراو من منطقة دلتا أماكورو شمال شرق فنزويلا، والذي يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة في مأوى في ماناوس: "نحن خائفون. نحن خائفون من الموت ومن فقدان أحبائنا".