إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

المفوضية تساعد في إعادة افتتاح المركز الصحي في ليبيا بعد فترة انقطاع

قصص

المفوضية تساعد في إعادة افتتاح المركز الصحي في ليبيا بعد فترة انقطاع

تم إغلاق مركز الرعاية الصحية الأولية في قرقاش عندما أُعلنت حالة الطوارئ مع ظهور أولى حالات فيروس كورونا في شهر مارس.
16 يوليو 2020 متوفر أيضاً باللغات:

يجلس الزوجان حديثا العهد، الهادي، وهو لاجئ من السودان وزوجته الصومالية أم الخير، ويحتضنان ابنهما البالغ من العمر 20 يوماً في بطانية أثناء انتظارهما رؤية الطبيب. جاء الزوجان الشابان للحصول على رعاية صحية لطفليهما أيمن، الذي يعاني من مشكلة متكررة في البطن.


لا تزال ليبيا تصارع وباء فيروس كورونا. وفي حين تم تخفيف بعض القيود على الحركة مؤخراً، إلا أن حظر التجول ليلاً وفي نهاية الأسبوع لا يزال سارياً ولا يزال الكثير من أوجه الحياة اليومية في البلاد معطلة مؤقتاً. وقد أُعيد فتح عدد قليل من المتاجر فقط، فيما بقيت معظم الشركات والمباني العامة مغلقة ولا تزال سبل الوصول إلى الرعاية الصحية تمثل تحدياً بالنسبة للكثيرين.

ولكن في خضم حالة الحظر الخاصة بالفيروس، أعيد فتح مركز للرعاية الصحية الأولية في حي قرقارش في العاصمة طرابلس، حيث يخدم منطقة لا يقل عدد سكانها عن 30 ألف شخص، بما في ذلك مراكز ضخمة لتجمع اللاجئين والمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وذلك بفضل دعم المفوضية وشريكها لجنة الإنقاذ الدولية.

هذا المركز الذي يقدم الخدمات الطبية والحماية للمحتاجين هو واحد من ثلاثة مراكز للرعاية الصحية الأولية والتي تعمل حالياً في الحي بأكمله، وهي منطقة يعيش فيها ما يقدر بنحو 450,000 شخص.

"كل شيء كان مغلقاً"

يقول الهادي، البالغ من العمر 19 عاماً: "هذه العيادة قريبة من المكان الذي نعيش فيه وهي تساعدنا. العثور على مكان قريب جيد جداً وهو من شأنه أن يساعدنا في الحصول على العلاج. أنا سعيد للغاية خاصة وأن كل شيء كان مغلقاً".

وقال الأب الشاب بأن السفر أثناء فترة الحظر لطلب المساعدة الطبية الطارئة في المستشفى قد يكون صعباً للغاية، حيث قد يتم إيقاف أي أحد من قبل السلطات عند نقاط التفتيش.

بالإضافة لذلك، فإن الأمر كان مكلفاً: "تتطلب الرحلات سيارات أجرة، وحتى إذا وصلت إلى المستشفى، فغالباً ما تكون هناك مشاكل في الدخول نظراً لأن العديد من المرافق لم تعترف بوثائق تسجيل المفوضية، أو أرادت الدفع مقدماً.

تم إغلاق مركز الرعاية الصحية الأولية في قرقاش من قبل الحكومة عندما أُعلنت حالة الطوارئ مع ظهور أولى حالات فيروس كورونا في شهر مارس في محاولة لاحتواء انتشار الفيروس. في المستوصف، واجه الموظفون نقصاً في المعدات، بما في ذلك معدات الوقاية الشخصية، وكانوا يفتقرون للتدريب على كيفية إدارة الأمراض المعدية والسيطرة عليها.

عندما عرضت المفوضية وشريكها لجنة الأنقاذ الدولية المساعدة لتقديم الخدمات من خلال فريق مختص بالصحة والحماية تابع للجنة، وشراء المعدات وتدريب الموظفين المحليين، وافق مدير مركز الرعاية الصحية الأولية بلقاسم شبلي على الفور.

"نحن منفتحون على الليبيين واللاجئين والمهاجرين"

وقال "هناك احتياجات صحية كبيرة في هذا الحي. وعندما أغلق المركز أبوابه، أدى ذلك إلى لجوء العديد من الليبيين إلى العلاج في وحدات الطوارئ التابعة للمستشفيات، الأمر الذي تسبب بحالة من الاكتظاظ.

واضاف شبلي: "للخدمات المقدمة هنا تأثير كبير على السكان المحليين. نحن منفتحون على الليبيين وعلى اللاجئين والمهاجرين. يمكننا تقديم خدمات ومرافق متكاملة للجميع، بغض النظر عن أصولهم".

تلقى الموظفون الليبيون العاملون في المركز، والمتوقع أن يستأنفوا عملهم إلى جانب فريق المركز، عدة دورات تدريبية حول مكافحة الأمراض المعدية وعلاجها.

وقد اشترت المفوضية، بالاشتراك مع لجنة الإنقاذ الدولية، القفازات وأقنعة الوجه والنظارات الواقية والمعقمات وموازين الحرارة وغيرها من المعدات الطبية والمكتبية. كما سيتم توفير مولد كهربائي لضمان حصول المنشأة على الكهرباء باستمرار خلال ساعات العمل.

5f0dcaa84.jpg
اللاجئ السوداني الهادي وزوجته الصومالية أم الخير، ينتظران رؤية الطبيب للكشف على ابنهما الوليد.

يقوم فريق الحماية التابع للجنة الإنقاذ الدولية بزيارة المرفق يومياً لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للخدمات الموجهة للنساء والفتيات وإدارة الحالات، خاصة أولئك المتضررين من العنف القائم على نوع الجنس.

وقد أدرج المركز إجراءات خاصة بالتباعد الاجتماعي لضمان وجود أعداد أقل داخل قاعة الانتظار الرئيسية، بينما ينتظر آخرون في الفناء المظلل خارج المركز. ويحصل المرضى على الأقنعة ويتم فحص درجات حرارتهم عند الدخول.

بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية للاجئين وطالبي اللجوء مباشرة في العديد من مراكز الرعاية الصحية والمجتمعية في جميع أنحاء البلاد، للتصدي للوباء، عززت المفوضية أيضاً دعمها للأنظمة الصحية الوطنية، حيث وفرت لها المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف والخيام الطبية ووحدات مسبقة الصنع تستخدم كغرف استقبال وفحص أولي للكشف عن فيروس كورونا.

وقال الدكتور مفتاح، مساعد مسؤول الصحة العامة في المفوضية، بأنه من المهم توفير الخدمات الصحية الأساسية للجميع خلال أزمة فيروس كورونا بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية والصحة النفسية: "الاحتياجات الصحية هنا ضخمة ونحن نعمل في هذا المرفق لتوفير الرعاية الصحية المجانية للجميع بغض النظر عن وضعهم. هذه الشراكة هي إحدى الخطوات لتقديم خدمات صحية متكاملة للاجئين وطالبي اللجوء في المناطق التي يقيمون فيها بأعداد كبيرة".

وكان المرضى الليبيون الذين يصطفون بجانب اللاجئين والمهاجرين في منطقة الانتظار سعداء أيضاً بعودة المركز للعمل. وقالت حلوة، وهي أم ليبية أنجبت طفلاً قبل تسعة أيام وجاءت لإجراء فحص طبي: "بذل الجميع جهوداً كبيرة لإعادة فتح هذا المكان. من المفيد لنا أن نأتي إلى هنا".

الدكتورة وفاء المعطي هي عضو في فريق لجنة الإنقاذ الدولية، والذي يضم أخصائيي أمراض النساء والطب النفسي والبشري والتمريض والصيدلة، بالإضافة إلى موظفي الحماية الذين يقدمون الرعاية النفسية والاجتماعية والأنشطة الترفيهية للأطفال واستشارات الصحة العقلية.

وتشمل العديد من الحالات مرضى يعانون من مشاكل مزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، مما يتطلب أدوية مستمرة، والتي تعطلت خلال فترة الحظر ولكن المعطي قالت بأنها قد شهدت أيضاً حالات سوء التغذية والجرب وحتى السل.

"أنا سعيد جداً للعمل هنا. يشعر الكثير من المرضى بالتوتر الشديد والخوف، لكنهم يغادرون بابتسامة على وجوههم".