إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

ثلاثة فتيان يواجهون المخاطر بمفردهم بعد الفرار من العنف في كابو ديلغادو

قصص

ثلاثة فتيان يواجهون المخاطر بمفردهم بعد الفرار من العنف في كابو ديلغادو

أدت الهجمات وأعمال العنف المتكررة في شمال موزمبيق منذ أكتوبر 2017 إلى إجبار ما يقرب من 700 ألف شخص على مغادرة منازلهم.
4 مايو 2021 متوفر أيضاً باللغات:
6087a9f44.jpg
(من اليسار إلى اليمين) فر بكر (13 عاماً)، ومحمد (17 عاماً)، وعبد الله (15 عاماً) من أعمال العنف الأخيرة في شمال موزمبيق.

في صباح أحد الأيام في وقت سابق من هذا الشهر، كان الأصدقاء بكر (13 عاماً)، ومحمد (17 عاماً)، وعبد الله (15 عاماً) يبيعون الموز وقطعاً من المواد ذات الألوان الزاهية المعروفة باسم "كابولانا" في السوق الرئيسي في موسيمبوا دا برايا - وهي مدينة ساحلية مزدحمة على الساحل الشمالي لموزمبيق - لكسب بعض من المال قبل التوجه إلى المدرسة في فترة ما بعد الظهر.


بعد ذلك، سمع الأصدقاء الثلاثة ضجة ولمحوا أشخاصاً يركضون بين أكشاك السوق، وسرعان ما أدركوا أن البلدة تتعرض للهجوم من قبل جماعات مسلحة، بعد أن واجهت هجمات مماثلة على مدى السنوات الأربع الماضية قُتل خلالها مدنيون وتعرضت المباني والبنية التحتية فيها للدمار.

وأوضح بكر، قائلاً: "في البداية، اعتقدت أن قنبلة ما انفجرت في السوق، حيث كان الناس يحاولون الفرار في كل مكان وفي اتجاهات مختلفة، ويقفزون فوق البسطات، [ويوقعون] الفواكه والخضروات على الأرض. كانت الفوضى عارمة. لم أتمكن من إيجاد مخرج لي، وهؤلاء الأشرار يلاحقون الصبية الأصحاء لتجنيدهم في أنشطة إجرامية".

نظراً لعدم تمكنهم من العودة إلى عائلاتهم وسط تلك الفوضى، فقد انضم الأصدقاء الثلاثة إلى حشود الأشخاص الفارين من المدينة، قبل البدء في رحلة خطيرة تمتد لمسافة مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام وبالحافلة إلى مونتيبويز، وهي ثاني أكبر مدينة في مقاطعة كابو ديلغادو في موزمبيق.

"كانت الفوضى عارمة"

أدت الهجمات وأعمال العنف المتكررة التي تشنها الجماعات المسلحة غير الحكومية في شمال موزمبيق منذ أكتوبر 2017 إلى إجبار ما يقرب من 700 ألف شخص على مغادرة منازلهم. وينتشر هؤلاء النازحون داخلياً حالياً بين مقاطعات كابو ديلغادو ونياسا ونامبولا وسوفالا وزامبيزيا.

بالإضافة إلى النساء وكبار السن، يشكل الأطفال نسبة كبيرة من النازحين. وقد شهد الكثير منهم مستويات مروعة من العنف وغالباً ما يكونون غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن عائلاتهم. ونتيجة لذلك، فإنهم يواجهون مخاطر جسيمة، بما في ذلك عمالة الأطفال والتجنيد القسري من قبل الجماعات المسلحة للفتيان، والاعتداءات الجنسية وزواج الأطفال والحمل المبكر بين الفتيات.

تقود المفوضية جهود الاستجابة المتعلقة بالحماية، وتعمل مع شركائها بغية تحديد الفئات الضعيفة وتقديم الدعم العاجل لها، بما في ذلك الأطفال المنفصلين عن أسرهم، وتستجيب لاحتياجاتهم الأكثر إلحاحاً وتعمل على لم شملهم بأسرهم في أقرب وقت.

وقال سام تشاكويرا، ممثل المفوضية في موزمبيق: "يجب أن تكون حماية الفتيات والفتيان من النازحين قسراً في كابو ديلغادو في صميم جدول أعمال الحكومة بشأن حماية المدنيين". وأضاف: "من الواجب أيضاً ضمان فرص الوصول إلى سبل الحماية والخدمات الأساسية للنازحين من النساء والأطفال".

6087ab954.jpg
الأصدقاء الثلاثة يتبادلون لحظات من المرح في موقع للنازحين داخلياً في مونتيبويز، موزمبيق.

بعد عدة أيام من السفر دونما أي طعام، وصل هؤلاء الشبان وهم منهكين إلى مونتيبويز. وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، أقامو في موقع "نتيلي" للنازحين داخلياً، والذي افتتحته الحكومة في ديسمبر 2020 لاستيعاب الأشخاص القادمين من أجزاء أخرى من كابو ديلغادو. ويستضيف الموقع حالياً 2,600 شخص، ولكن مع وجود 80 مأوى مبنياً من الخيزران والطين فقط والتي أقامها السكان أنفسهم، يضطر الكثيرون - بما في ذلك الشبان الثلاثة - للنوم في العراء.

وقال عبد الله: "الحمد لله يوجد نهر يمكننا الاستحمام فيه، حيث لا تتوفر مياه في المخيم ويبعد أقرب بئر مسافة 30 دقيقة سيراً على الأقدام".

في موسيمبوا دا برايا، كان الفتيان الثلاثة يذهبون إلى المدرسة ويحلمون بأن يصبحوا أطباء ومعلمين. ولكن مع وجود أقرب مدرسة على بعد ساعتين تقريباً سيراً على الأقدام، فقد اضطروا لتأجيل تعليمهم وتركيز اهتمامهم على العثور على ما يكفي من الطعام وعلى مكان أفضل للنوم.

هناك حاجة ماسة لمواد الإغاثة الأساسية بين السكان النازحين، بما في ذلك حصائر النوم والبطانيات والقماش المشمع.

وبينما تحاول المفوضية لم شمل هؤلاء الشبان بعائلاتهم، يقول الثلاثة إنهم ما زالوا خائفين للغاية من العودة إلى موسيمبوا دا برايا على الرغم من الوضع الصعب الذي يعيشونه الآن.

وقال محمد: "لا أرى نهاية لهذه الحرب. لقد عشنا في رعب مستمر لمدة ثلاث سنوات، ويستمر الأطفال في الهروب ومغادرة منازلهم والانفصال عن عائلاتهم وترك المدرسة. من الصعب التفكير في المستقبل في ظل هذه الظروف، عندما لا تعرف حتى أين ستكون في اليوم التالي".