إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

منح للدراسة في إيطاليا تساعد اللاجئين على تحقيق أحلامهم

قصص

منح للدراسة في إيطاليا تساعد اللاجئين على تحقيق أحلامهم

اللاجئون القادرون على تحقيق أحلامهم في التعليم العالي من خلال برنامج للمنح الدراسية يعودون إلى مجتمعاتهم مسلحين بالمهارات والمعرفة.
25 يناير 2022 متوفر أيضاً باللغات:
61dfe17b4.jpg
جول، وهو طالب يبلغ من العمر 26 عاماً من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ينظر إلى رفوف مكتبة العلوم الاجتماعية في جامعة فلورنسا.

يشير جول إلى جدار تعتليه ملاحظات واقتباسات مكتوبة بخط اليد في شقته الصغيرة والهادئة والواقعة على بعد خطوات قليلة من وسط بيازا ديلا سينيورا، في قلب مدينة فلورنسا، ويقول: ""هذه هي مكتبتي. أكتب كل ما يلهمني ليساعدني على الاستمرار في التركيز".

عندما تلقى جول، وهو لاجئ كونغولي يعيش في إثيوبيا، نبأ قبوله للحصول على درجة الماجستير في إدارة الموارد الطبيعية في جامعة فلورنسا، بحث عن المدينة على الإنترنت. والآن، بعد مرور أكثر من عام على البرنامج، يمكنه تأكيد صحة انطباعه الأول عن مدينة جميلة ومضيافة: "كليتي شمولية للغاية، فهناك الكثير من الطلاب الدوليين الآخرين من جميع أنحاء العالم يدرسون معي، وقد تعلمت الكثير منهم كما تعلمت من الدورات التدريبية نفسها. المعلمون هنا أشخاص رائعون وقد دعموني بما يفوق توقعاتي؛ لقد أصبحوا بمثابة الأسرة بالنسبة لي".

بعد أشهر قليلة من ولادة جول في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قُتل والداه في اشتباكات عرقية وأخذته عائلة عمته في غوما، شمال كيفو. استمر القتال في المنطقة في التصاعد، وعاشت الأسرة تحت حالة من التهديد المستمر بالعنف. يقول: "إنك تعتاد على هذه الحياة، ولكن سيأتي يوم تقول فيه: لن أنتظر هنا لأموت، ولذا فقد غادرنا".

بعد رحلة معقدة، وصل هو وعائلته إلى إثيوبيا حيث تم تسجيلهم كلاجئين وتم إيواؤهم في مخيم شيركول للاجئين. ويستذكر جول، قائلاً: "في المخيم، كانوا يضعون لنا الملح في كوب صغير ولم يكن هناك سكر ولا شيء، وقد تعلمنا إعداد وجبات الطعام من الخيال، لكنني كنت أكثر سعادة مما لو كنت قد استمتعت بوليمة في الكونغو. على الأقل كان بإمكاني النوم وعيني مغلقة - فهناك يوجد سلام، وكنت بأمان".

وبعد مرور بعض الوقت في المخيم ، تمكن جول من التفكير في مستقبله. كان يشعر بالقلق من أنه كلاجئ قد لا يحصل على فرصة لمواصلة تعليمه: "كنت أرى الأشخاص الذين تخرجوا حديثاً [من الجامعة] يعودون إلى المخيم، ربما شخصان أو ثلاثة في السنة. لقد كانوا أعضاء محترمين في المجتمع، وكان الجميع ينظرون إليهم باحترام وييطلبون منهم المشورة. كنت أعلم أنني أريد ذلك لحياتي أيضاً".

بفضل تصميمه ومنحة دراسية حصل عليها من خلال برنامج DAFI، تمكن جول من التسجيل في جامعة غامبيلا في إثيوبيا بعد بضع سنوات. هناك، أصبح من المهتمين بالزراعة، ولا سيما الزراعة محدودة النطاق وصيد الأسماك التي يمارسها المجتمع المحلي. كما أنه لاحظ كيف كانوا يعانون خلال فترات الجفاف التي أصبحت على مر السنين أطول وأكثر حدة، ويقول: "كان مجرد انتظار عودة المطر كل ما يجب القيام به، لكنني اعتقدت أنه من خلال المعرفة والتكنولوجيا الأفضل، يمكن لهذه المجتمعات معالجة مشكلة الجفاف بشكل مختلف، من أجل الاعتماد على الذات على مدار العام".

عندما سمع عن برنامج "ممرات الجامعة للاجئين"(UNICORE)  عن طريق أحد الأصدقاء، تقدم بطلب ولكن دون توقعات كثيرة. يتذكر قائلاً: "كانت فرص الاختيار لإحدى المنح الدراسية بعيدة جداً جداً. عندما تلقيت البريد الإلكتروني من جامعة فلورنسا ... ذهلت وغمرتني السعادة".

يهدف البرنامج إلى زيادة الفرص للاجئين الذين يعيشون في إثيوبيا لمواصلة تعليمهم العالي في إيطاليا من خلال شراكة بين الجامعات الإيطالية ومفوضية اللاجئين. ويشكل ذلك جزءًا من الهدف الأوسع للمفوضية المتمثل في إيجاد طرق آمنة للاجئين ليتمكنوا من تحقيق أحلامهم من أجل مستقبل أفضل دون الاضطرار إلى المخاطرة بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر.

"اللاجئون بحاجة إلى فرص كهذه"

تمكن 5 بالمائة فقط من اللاجئين من الالتحاق بالتعليم العالي مقارنة بمتوسط ​​39 بالمائة بين عامة السكان. بالتعاون مع شركائها، تهدف المفوضية إلى ضمان وصول 15% من اللاجئين إلى التعليم العالي بحلول عام 2030.

بعد أن انطلق في عام 2019 بمرحلة تجريبية، نما برنامج المنح منذ ذلك الحين ليقدم ما مجموعه 70 منحة دراسية في 28 جامعة في جميع أنحاء البلاد. في عام 2021، حصل 45 لاجئاً على منح دراسية لمتابعة دورات للحصول على شهادات جامعية في إيطاليا.

من المقرر أن يتخرج جول هذا الصيف، وهو يخطط للعودة إلى مجتمعه وتسخير خبرته المكتسبة حديثاً لمساعدة اللاجئين والسكان المحليين على إعالة أنفسهم دون مساعدة خارجية، حتى عندما يصبح المناخ أكثر جفافاً وغير قابل للتنبؤ به. ويعلق على منحته الدراسية، قائلاً: "يحتاج اللاجئون إلى فرص كهذه. كلما ازداد عدد المهارات التي يمتلكها اللاجئون، ازدادت قدرتهم على إعالة أنفسهم. إنهم بحاجة إلى المعرفة ليكون لهم صوت ويكونوا أقوياء وقادرين على الحلم مرة أخرى".