إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

استمرار معاناة العراقيين بعد عامين على نزوحهم من الموصل

قصص

استمرار معاناة العراقيين بعد عامين على نزوحهم من الموصل

فرّ حوالي نصف مليون شخص عندما اقتحم مسلحون ثاني أكبر مدينة عراقية في يونيو/حزيران 2014. نزح الكثيرون منهم مرات عديدة ويواجه معظمهم مصاعب اقتصادية.
7 يونيو 2016 متوفر أيضاً باللغات:
575a7d424.jpg
أطفال نازحون يقفزون على الفراش خارج مخيم يقع على أطراف مدينة إربيل، العراق.

 

البصرة، العراق، 7 يونيو/حزيران (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) – كانت أحلام طارق علي، وهي أمٌّ لستة أطفال من العراق، تتمتع بما تسميه "حياة مترفة" في الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. ولكن هذه الحياة انتهت عندما اقتحم مسلحون المدينة منذ عامين.

ومع اقتراب قتال الشوارع الضاري من حيّها القريب من قاعدة عسكرية في المدينة الشمالية، فرت سيراً على الأقدام مع ابنتها زينب، وهي محامية، ولم يكن معهما سوى الوثائق الأساسية فقط.

تركت أحلام اثنين من أبنائها بينما هربت مع زينب لإنقاذ حياتهما، وسعت أولاً لإيجاد الأمان في أربيل، في إقليم كردستان العراق، قبل أن تصل إلى البصرة، مسقط رأس زوجها الراحل، في جنوب البلاد.

تقول علي التي تعتبر عائلتها هي من بين حوالي نصف مليون شخص خرجوا من منازلهم عندما استولى المسلحون على الموصل في 10 يونيو/حزيران 2014، بعد أسبوع من القتال العنيف: "لقد دمر تنظيم الدولة الإسلامية حياتنا".

وبعد مرور عامين، لا يزال النزوح من المدينة وجوارها مستمراً بينما تستأنف قوات الأمن العراقية هجومها ضد المسلحين. وقد تم تسجيل أكثر من 14,000 شخص في المخيمات منذ أواخر مارس/آذار في شمال وجنوب المدينة وعبر الحدود في سوريا.

ووجدت دراسة حديثة أن احتمال تفكير هؤلاء الذين فروا من الموصل - كعلي وابنتها – في الانتقال إلى مناطق أخرى في العراق، أكبر بثلاثة أضعاف من احتمالات انتقال العائلات الأخرى. وفي حين أن الأسباب غير واضحة، إلا إن احتمالات تفكيرهم في مغادرة البلاد أكبر أيضاً بأربعة أضعاف من احتمالات مغادرة الآخرين.

وتُعتبر البطالة المشكلة الأكبر التي تواجهها العائلات المهجرة من منازلها والمنتشرة في العراق، الذي يبلغ عدد النازحين فيه جراء الصراع أكثر من 3.26 مليون شخص-أو حوالي 10 في المئة من السكان-وذلك نتيجة فرار العائلات من عنف المسلحين بشكل أساسي.

ومن بين المقيمين في الموصل الذين يكافحون لتدبر أمورهم في المنفى، محمد خضر، وهو أب لأربعة أطفال ويبلغ من العمر 27 عاماً. كان يعمل ويكسب أجراً يومياً في السابق، أما الآن فهو يعيش في مخيم للنازحين خارج العاصمة العراقية، بغداد.

ويقول خضر: "الحياة ليست سهلة هنا، وعلينا أن نحضر المياه التي تصلنا في الناقلات. ولكن الأسوأ هو أنني أواجه صعوبة في تلبية الاحتياجات الأساسية لأطفالي لأنني مريض ولا أستطيع العمل".

 

5756838c4.jpg
نزحت أحلام وابنتها زينب من الموصل منذ عامين.

لا يزال الكثيرون يشعرون بخسارة منازلهم بشدة. وتقول تسواهن، زوجة خضر، بأنها تشتاق كثيراً لمنزلها وللأرض ولمجتمع يفهمها."

الأثر النفسي للفرار كبير أيضاً. اجتمعت علي أخيراً مع ابنيها اللذين تعرض أحدهما للتعذيب وسعى منذ ذلك الوقت للجوء إلى السويد.  أما ابنتها زينب فلا تزال تعاني من الكوابيس بعد مرور عامين على فرارهما.

ومن المشاكل الأخرى التي يواجهها المقيمون النازحون، عدم الحصول على التعليم. وتنخفض إمكانية حصول الأطفال في سن الدراسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً من مدينة الموصل، على التعليم بنسبة 30 في المئة تقريباً، مقارنةً بالأطفال النازحين من مكان آخر. وتُعتبر إمكانية مواجهة الأطفال من منطقة الموصل لزواج الأطفال أكبر بمرتين من الأطفال النازحين الآخرين.

وتقاتل الحكومة العراقية وقوات التحالف حالياً لاستعادة السيطرة على الفلوجة، في ما يعتبره البعض تمهيداً لهجوم على الموصل في الأشهر المقبلة، وهي آخر معقل كبير للمسلحين في العراق.

وقالت الغالبية الساحقة من الذين استجابوا لمسح أجرته المفوضية بأنها لا تنوي العودة حالياً. ولكن البعض تحدثوا بحزن عن أمل العودة – شرط أن يكون الوضع الأمني مناسباً.

وقال خضر: "هل أريد العودة؟ كأنني أقول بأن ابني مريض وآمل أن يتعافى. وأنا أنتظر أن يتعافى ابني. وسأبقى هنا إلى أن يصبح الوضع آمناً للعودة".