إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أطفال لاجئون في جزيرة يونانية ينعمون بالتعليم والعناية

قصص

أطفال لاجئون في جزيرة يونانية ينعمون بالتعليم والعناية

تقدم المدرسة دروساً ورحلات للمتاحف وشعوراً طبيعياً لطالبي اللجوء من الأطفال والشبان في الجزيرة اليونانية.
18 فبراير 2019 متوفر أيضاً باللغات:

يرسم الطفل العراقي باهظ، البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً بعناية رأساً رخامياً قديماً. بدأت مهاراته - واهتماماته باليونان - تتكون بفضل مدرسة أقامتها مفوضية اللاجئين في جزيرة كوس اليونانية.


يقول هذا الفتى الذي فر من القتال في العراق مع عائلته العام الماضي: "أنا أستمتع بذلك لأنني أتعلم شيئاً عن اليونان".

باهظ هو واحد من حوالي 100 طالب لجوء من الأطفال والذين يحضرون دروساً في مدرسة غير رسمية في كوس، بدعم من المفوضية. يتعرفون اليوم على تاريخ الجزيرة خلال نزهة إلى متحف كوس الأثري.

تقوم المدرسة بتعليم الأطفال اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 18 عاماً. وقد استفاد ما يقرب من 400 شاب، ممن لم يكن لديهم فرصة للحصول على التعليم، من هذه المدرسة منذ افتتاحها في شهر أبريل الماضي تحت إشراف شريكة المفوضية "ARSIS".

"أنا أستمتع بذلك لأنني أتعلم شيئاً عن اليونان"

كما توفر المدرسة مجموعة من المواد من الرياضيات إلى اللغة اليونانية، وتعتبر متنفساً للأطفال في مركز استقبال بيلي المجاور في الجزيرة، والذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب اللجوء. لا يفوت الشاب محمد، البالغ من العمر ستة عشر عاماً والذي فر من الصراع في اليمن، أي يوم.

يقول محمد: "إنها بيتي الثاني. أحب كل شيء في هذه المدرسة".

تلبي الصفوف الصباحية احتياجات الأطفال الأصغر سناً والذين تتراوح أعمارهم بين 7-11 عاماً. أما فترة ما بعد الظهيرة فهي للفتيان الأكبر سناً. أما في أيام الجمعة، فيمكن للطلاب الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر وهناك دروس للأطفال من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.

وتشمل المواد الأخرى العلوم والفنون والحرف والتاريخ واللغة الإنجليزية، إضافة إلى ساعة واحدة في الأسبوع للغة العربية. أما الحصص الرياضية فتجري في فناء كبير.

 

هناك أيضاً نزهات تعليمية كتلك التي قامت بها المدرسة إلى متحف كوس الأثري. وشملت النزهات الأخرى زيارة لكروم العنب المحلية ولمكتب مهندس معماري.

تقول زينيا تشاتزيدايد، منسقة المدرسة والتي تعيش في بلدة بيلي القريبة وتعرف المجتمع بشكل جيد: "نحاول بناء المهارات الأساسية ونحن سعداء للغاية لأن العديد من [الطلاب] يأتون إلى المدارس".

هناك وجوه جديدة كل أسبوع، ويلتحق معظم الأطفال في نظام التعليم الوطني أو التعليم الرسمي. في العام الماضي، درس نحو 8,000 طفل من ملتمسي اللجوء في المدارس الحكومية اليونانية، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد في العام المقبل.

تقول ماريا كريتيكو، وهي مسؤولة حكومية تدير مركز الاستقبال والهوية في بيلي: "التعليم مسألة مهمة للغاية (للأطفال الفارين إلى اليونان). إذا استثمرنا في التعليم، فإننا نستثمر في الإنسان".

يعيش حوالي 800 طالب لجوء في بيلي، وهو موقع متواضع يبعد بضعة أميال عن عاصمة الجزيرة. وهناك نسبة مذهلة من الأطفال تبلغ 29% - أي ما يقرب من الثلث، بعضهم وصل لوحدهم ومستقبلهم في طي المجهول.

وتقول زينيا باسا، مسؤولة الحماية في المفوضية التي أسست المدرسة وتوفر لها الدعم بتمويل من الاتحاد الأوروبي: "من المهم أن يجد الأطفال اللاجئون حياة طبيعية وبيئة آمنة خارج بيلي، بحيث يمكنهم أن يتعلموا ويتفاعلوا مع الآخرين". 

يقول إبراهيم البالغ من العمر سبعة عشر عاماً والقادم من حلب في سوريا بأن لديه طموح جديد: "أريد أن أصبح طبيباً وأعيش في اليونان، وكل ما أطلبه هو أن تسنح لي الفرصة للحصول على التعليم".