إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

اللاجئون والنازحون بحاجة عاجلة للمساعدة والوصول إلى شبكات الأمان الاجتماعي خلال أزمة فيروس كورونا

إيجازات صحفية

اللاجئون والنازحون بحاجة عاجلة للمساعدة والوصول إلى شبكات الأمان الاجتماعي خلال أزمة فيروس كورونا

خلّفت الأزمة آثاراً اقتصادية حادة وقاسية طالت اللاجئين بشكل هائل.
1 مايو 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5ea7e60a1.jpg
طفلة تمشي في مخيم للنازحين في العاصمة الأفغانية كابول.

في ما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم المفوضية، أندريه ماهيستش، والذي يمكن أن يُعزى له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.


يلقي وباء فيروس كورونا بظلاله على مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية حول العالم وعلى نحو غير مسبوق. فالاقتصادات تسير نحو حالة من الركود، ويخسر الكثير وظائفهم وسبل كسب رزقهم على نطاق لم يسبق له مثيل. وتتأثر مجتمعات بأكملها بالأزمة الصحية العامة هذه. وينتاب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين القلق إزاء الوضع البائس بشكل متزايد الذي يتواجد فيه أولئك الذين نزحوا قسراً عن ديارهم بسبب النزاعات والعنف، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والتي تؤوي حالياً أكثر من 85% من اللاجئين حول العالم.

لقد خلّفت هذه الأزمة آثاراً اقتصادية حادة وقاسية طالت اللاجئين بشكل هائل. ففي جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها، تلقت المفوضية وشركاؤها أكثر من 350,000 مكالمة من اللاجئين والنازحين داخلياً منذ دخول إجراءات الإقفال والصحة العامة الأخرى حيز التنفيذ في العديد من البلدان في شهر مارس. وطلب أغلبية المتصلين مساعدات مالية عاجلة لتغطية احتياجاتهم المعيشية اليومية.

تستضيف البلدان المجاورة لسوريا أكثر من 5.6 مليون لاجئ سوري وهناك أكثر من 6 ملايين نازح داخل سوريا. والكثير من هؤلاء بحاجة إلى دعم عاجل. في لبنان، والذي كان يواجه تباطؤاً اقتصادياً قبل الوباء، أفاد أكثر من نصف اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته المفوضية في أواخر شهر أبريل بأنهم فقدوا سبل عيشهم كالعمل بأجر يومي. من بين اللاجئين الذين تم التحدث معهم، أفاد 70% بأنهم اضطروا للاستغناء عن بعض وجبات الطعام. وفي دول أخرى في المنطقة، مثل مصر والعراق والأردن، أفاد عدد كبير من اللاجئين بأنهم فقدوا مصدر دخلهم الرئيسي. في الأردن، فقد كان التأثير على النساء اللاجئات بالغاً، حيث ذكرت كل من كانت تعمل تقريباً بأن مصادر دخلهن قد تعطلت.

وتشمل الفئات المعرضة كثيراً لخطر الفقر والاستغلال الأسر التي تعيلها النساء والأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم والمسنين والأشخاص من ذوي التوجهات الجنسية المختلفة. ويمكن تحسين وضعهم من خلال توفير المساعدة الطارئة، لا سيما من خلال المنح النقدية.

على امتداد هذه المنطقة، يتعرض الكثيرون لخطر فقدان مساكنهم مع نفاد مواردهم اللازمة لإعالة أنفسهم. ووردت أنباء عن زيادة في حالات الإخلاء أو التهديد بالإخلاء في كل من الجزائر ومصر والعراق ولبنان وليبيا وموريتانيا وتونس.

وتعبر المفوضية عن قلقها من أن فقدان الوظائف يمكنه أن يؤدي إلى مصاعب نفسية واجتماعية. في الأردن، أفاد شركاء المفوضية بارتفاع كبير في حالات الصحة النفسية والاستشارات النفسية-الاجتماعية بنسبة تزيد عن 50%.

في منطقة جنوب غرب آسيا المجاورة، يجد اللاجئون الأفغان والأفراد الآخرون من الفئات الضعيفة التي تعيش مع المجتمعات المضيفة، والذين كانوا يصارعون أصلاً من أجل تغطية نفقاتهم بسبب الضغوط الاقتصادية، صعوبة متزايدة في التكيف مع الوضع. في إيران، يجد ما يقرب من مليون لاجئ أفغاني، والذين يعيش معظمهم ويعملون جنباً إلى جنب مع مجتمعهم المضيف، أنفسهم في خضم صعوبات اقتصادية هائلة.

لطالما كان الأطفال من المعرضين للخطر بشكل خاص، حيث يُضطر واحد من بين أربعة لاجئين من الأفغان إلى إخراج أطفاله من المدرسة ويضطر واحد من بين خمسة إلى إرسال أطفاله للعمل بسبب ازدياد الوضع الاقتصادي هشاشة. ويبدو التأثير الذي يطال مستقبل الأطفال اللاجئين الأفغان واضحاً وحاداً، ومن المرجح أن يزداد سوءاً ما لم يتوفر المزيد من الدعم الدولي وتقاسم المسؤولية اللذين تشتد الحاجة إليهما، على الرغم من الجهود الجديرة بالثناء والمعززة التي تبذلها حكومة إيران والمفوضية والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى على أرض الواقع.

تعتمد الغالبية العظمى من الأفغان في إيران، والتي تضم أيضاً حوالي 1.5 إلى 2 مليون من الأشخاص غير الموثقين، على موارد غير مستقرة وهشة فيما يخص مصادر رزقهم الرئيسية، مما يجعلهم عرضة بشدة لانتكاسة مادية. ووفقاً لتقارير محلية، فقد خسر حوالي مليوني شخص وظائفهم في إيران بسبب فيروس كورونا. وتتلقى خطوط المساعدة التابعة للمفوضية المزيد والمزيد من المكالمات التي تفيد عن فقدان المزيد من اللاجئين وظائفهم ودخلهم. وفي حين تبقى العزيمة سمة مميزة لمجتمعات اللاجئين خلال هذه المرحلة الصعبة، فإن معظمهم أفادوا بعدم قدرتهم على توفير ما يكفي من الغذاء لعائلاتهم. ويطلب آخرون المساعدة لتسديد الإيجار والعلاج الطبي وخدمات الإنترنت للسماح لأطفالهم بمواصلة التعلم عن بعد.

في باكستان – وهي ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم - فقد الأفغان مصادر دخلهم الوحيدة المعتمدة على الأجور اليومية بسبب حالة الإقفال العام. كما يجد عشرات الآلاف من اللاجئين أنفسهم في وضع هش جداً نظراً للتحديات التي يواجهونها مثل كبار السن المعرضين للخطر، والأشخاص من ذوي الإعاقة، والأفراد الذين يعانون من حالات صحية خطيرة، والآباء والأمهات غير المتزوجين، والنساء والأطفال المعرضين للخطر. ولا تستضيف باكستان 1.4 مليون لاجئ أفغاني مسجل فحسب، بل إنها موطن لـ 880،000 مهاجر أفغاني مسجل وحوالي 500,000 من المواطين الأفغان غير الموثقين.

وبسبب انتشار فيروس كورونا، تواجه أفغانستان احتمال تعرض الخدمات الطبية والاجتماعية لديها للضغط، مع ارتفاع عدد الأفغان العائدين إلى ديارهم، ومئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في مواقع النزوح وارتفاع مستويات الفقر.

وفي الوقت نفسه، تواجه أمريكا اللاتينية العديد من أكبر أزمات النزوح في العالم. فقد فر أكثر من خمسة ملايين فنزويلي من بلادهم وهناك ما يقرب من ثمانية ملايين كولومبي من النازحين داخلياً و 340,000 نازح داخلياً في شمال أمريكا الوسطى وأكثر من 100,000 لاجئ وطالب لجوء من نيكاراغوا.

يعيش معظم اللاجئين وطالبي اللجوء في أمريكا اللاتينية في المناطق الحضرية أو على طول الحدود. ويعمل الكثير منهم في قطاعات غير رسمية، غالباً بعيداً عن شبكات الأمان الاجتماعية. وقد تسببت تدابير الإقفال بخسائر مفاجئة لهم من حيث الدخل. ووفقاً لبياناتنا لعام 2019، قال 80% من اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين الذين تمت مقابلتهم في ذلك الوقت بأنهم يعملون دون أي ترتيبات تعاقدية، ويعتمد الكثير منهم على الاقتصاد غير الرسمي من أجل البقاء.

وفي ظل عدم قدرتهم على سداد رسوم الإيجار وشراء الطعام أو الدواء، يجد العديد من هؤلاء أنفسهم عرضة لخطر التشرد أو الطرد من السكن. وتتزايد أعداد الفنزويليين الذين لا مأوى لهم والمعدمين يوماً بعد يوم في كولومبيا والبرازيل والإكوادور والبيرو وتشيلي والأرجنتين. ويلجأ البعض الآن إلى الجنس من أجل البقاء، والتسول أو البيع في الشوارع، فيما قد يقع البعض الآخر فريسة للمهربين والجماعات المسلحة غير الشرعية.

مع تزايد الخوف والاضطرابات الاجتماعية، فإن مستوى كراهية الأجانب والتمييز في جميع أنحاء المنطقة آخذ في الارتفاع. وغالباً ما يكون اللاجئون الذين يحاولون تدبر أمورهم المعيشية من خلال العمل في الشوارع أو في القطاع غير الرسمي غير قادرين على الامتثال لتدابير الحجر الصحي، ويتم استخدامهم ككبش فداء أو وصمهم أو تعرضهم لخطر الاعتقال.

في الأسابيع القليلة الماضية، شهدنا أيضاً عدداً من الفنزويليين الذين يحاولون العودة إلى بلادهم لعدم تمكنهم من تغطية الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والغذاء والرعاية الصحية. وتقوم المفوضية بتوسيع نطاق الاستجابة للتخفيف من تأثير فيروس كورونا على هؤلاء السكان، وتوفير دعم نقدي إضافي، ورفع الطاقة الاستيعابية للمآوي، والعمل مع الحكومات والشركاء على إدراج اللاجئين والمهاجرين في برامج الحماية الاجتماعية.

في شمال أمريكا الوسطى ، تؤثر تداعيات الإقفال - مقرونة بزيادة العنف والابتزاز من قبل العصابات المسلحة - بشكل كبير على النازحين داخلياً والمجتمعات المعرضة للخطر، والذين يعتاش العديد منهم على أعمال غير رسمية ووظائف يومية. في المكسيك، حيث يشارك 7,588 لاجئاً في برنامج اندماج يساعدهم في العثور على وظائف في الاقتصاد الرسمي، فإن حالات التسريح الجماعي للعمال تعرضهم لخطر الانزلاق في براثن الفقر.

وعبر عملياتها الرئيسية المعنية باللاجئين، وعلى الرغم من التحديات، تعمل المفوضية على توفير المساعدة الطارئة بما في ذلك المساعدة القائمة على النقد، وتأمين أماكن للإيواء الآمن وضمان إدراج اللاجئين في الاستجابات الوطنية للصحة العامة، وفي شبكات الأمان الاجتماعي وأي خطط مساعدة أخرى. من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة اللاجئين والأشخاص النازحين داخلياً الأكثر ضعفاً، لا سيما عندما لا يستطيعون الوصول إلى خطط الحماية الاجتماعية التي تديرها الدولة. لقد فاقمت أزمة فيروس كورونا الاحتياجات الإنسانية الملحة أصلاً على الصعيد العالمي. ولا يزال الدعم المرن وفي الوقت المناسب من جانب الحكومات والقطاع الخاص والأفراد للعمليات الإنسانية الجارية بالغ الأهمية.

للمزيد من المعلومات: