إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مأوى مولدوفي يوفر الأمان والدعم الاجتماعي للاجئين الأوكرانيين

قصص

مأوى مولدوفي يوفر الأمان والدعم الاجتماعي للاجئين الأوكرانيين

عندما اجتاحت الحرب أوكرانيا، فتحت كاسا ماريواري – وهي منظمة تبلغ من العمر 20 عاماً في عاصمة مولدوفا المجاورة – أبوابها للترحيب بالنساء والأطفال الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من منازلهم.
2 أغسطس 2022 متوفر أيضاً باللغات:

عادةً ما يشتمل الاستقبال في منظمة كاسا ماريواري على عناق من امرأة لطيفة ومبتسمة اسمها فيرونيكا، في بادرةٍ تدل على الترحيب والأمان للنساء والأطفال الذين اهتزت أركان حياتهم بسبب العنف.


لأكثر من 20 عاماً، وفرت هذه المنظمة – والتي تقودها النساء في كيشيناو، عاصمة مولدوفا – المأوى والحماية للناجيات من العنف القائم على نوع الجنس، إذ أنها قدمت الرعاية الصحية والمشورة القانونية والدعم النفسي والاجتماعي لمئات الأشخاص.

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، الدولة المجاورة لمولدوفا الواقعة في الشرق، في فبراير 2022، بدأت المنظمة باستقبال النساء والأطفال الذين وصلوا إلى البلاد كلاجئين مع الاستمرار في خدمة العائلات المحلية.

أوضحت فيرونيكا سيرنات، مديرة المأوى والبالغة من العمر 38 عاماً، قائلة: "لمولدوفا قلبٌ كبير. عندما اندلعت الحرب، قررنا تخصيص بعض الغرف في المأوى للنساء اللواتي يعانين من تلك المشكلة".

خصصت فيرونيكا وزملاؤها في كاسا ماريواري حتى الآن 40 بالمائة من مهاجع المأوى للاجئين من أوكرانيا. وقد وصلت اثنتان من المقيمين الحاليين فيه من مدينة أوديسا الأوكرانية الساحلية الجنوبية، نتاليا وفيتا، في مطلع شهر مارس مع انتشار الغزو في جميع أنحاء بلادهما.

وقالت فيتا، البالغة من العمر 28 عاماً: "بعد أن علمت بالأحداث التي وقعت في بوتشا وفي إربين، ورأيت الوضع في ماريوبول، أدركت بأن أمراً مماثلاً قد يحدث في أوديسا، لذلك قررت أخذ طفلي إلى مكان آمن. وفي الوقت الذي غادرت فيه [أوكرانيا]، رأيت إحصائيات تفيد بأن أكثر من 220 طفلاً قد قتلوا، وبالطبع لم أرغب في أن يحدث هذا لطفلي، لا سمح الله".

وأضافت: "كنّا محظوظين، فقد تم إحضارنا إلى هذا المركز في اليوم الأول لوصولنا، وقيل لنا على الفور أين يمكننا العيش، وبأننا سنكون آمنين ومرتاحين هنا، وسنكون قادرين على البقاء بسلام وهدوء لفترة من الزمن".

تمثّل النساء والأطفال معظم اللاجئين من أوكرانيا، البالغ عددهم 5.6 ملايين شخصٍ، وتقدم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هنا في مولدوفا - التي تستضيف حالياً أكثر من 86,000 لاجئ - مساعدات نقدية متعددة الأغراض، وكذلك المشورة والخطوط الساخنة المخصصة لتوفير المعلومات وغيرها من أشكال الدعم.

كما عقدت المفوضية شراكةً مع كاسا ماريواري للمساعدة في رصد مخاطر العنف القائم على نوع الجنس، وتقديم الخدمات النفسية الاجتماعية والقانونية للاجئات في المدن والبلدات في جميع أنحاء مولدوفا من خلال شبكة تطوعية لمرشدين مدرّبين تابعة للمنظمة. ستساعد الشراكة موظفي الرعاية مثل فيرونيكا على تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للعائلات التي تتعامل مع حالة عدم اليقين والصدمة التي تعاني منها.

وهذا يعني الكثير لنتاليا البالغة 35 عاماً، والتي تبيت في المأوى مع ابنتها المراهقة.

وقد قالت عن هروبهما من أوكرانيا: "لم يكن لدينا أي خطة محددة، بل كنا نريد الوصول إلى مكان آمن فقط. لقد فوجئنا جداً بما أبداه الأشخاص الذين التقينا بهم من لطف وتعاطف كبيرين، وباستعدادهم الدائم للمساعدة. إنهم يتفهمون حقاً ما نمر به، بشكل عام، ومن الواضح لنا أن ذلك كله نابع من القلب".

وأضافت فيتا: "استقبلتنا على الفور فيرونيكا مبتسمة، وقضت وقتاً في تعريفنا بالمكان، وشرحت لنا كل شيء، وأخبرتنا أنها مستعدة لأي شيء في حال واجهتنا أي مشاكلٍ أو أسئلة. من دون هذا السلوك الإيجابي والبسمة، لكان كل ذلك أصعب بكثير".

منذ اندلاع الحرب، سعت منظمة كاسا ماريواري جاهدة لخلق شعور بالانتماء الاجتماعي بين النساء المولدوفيات واللاجئات من أوكرانيا، فهن يطبخن ويرسمن ويعملن في العناية بالحديقة معاً. كما يتشارك أطفالهن الوقت في الفصل الدراسي وفي الملعب.

في هذا المكان، يعد العمل الجماعي مفتاحاً لمداواة جراح الماضي والتعامل مع ما سيأتي بعد ذلك.

واختتمت فيرونيكا، مبتسمةً: "يكون الفريق بأكمله حاضراً عند وصولهم لاستقبالهم بالعناق.. إنهم جزء من العائلة منذ البداية".