إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

فائز سابق بجائزة نانسن للاجئ يتصدى لفيروس كورونا في جنوب السودان

قصص

فائز سابق بجائزة نانسن للاجئ يتصدى لفيروس كورونا في جنوب السودان

سجل جنوب السودان أكثر من 2,600 حالة إيجابية منذ شهر أبريل.
30 سبتمبر 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5b73ef062.jpg
الدكتور إيفان أتار أداحا يتحدث مع جيسما الأمين، وهي مريضة من السودان، في جناح التوليد بمستشفى بونج في مقاطعة مابان، جنوب السودان.

تبدو مستشفى بونج في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان أشبه بخلية للنحل، حيث يملأ ضجيج أعمال البناء كافة الأركان ويتدفق المرضى داخل وخارج المرفق. في قلب كل ذلك، هناك رئيس الجراحين والمدير الطبي الدكتور إيفان أتار أداحا.


حتى قبل وصول فيروس كورونا إلى حدود جنوب السودان، كان الدكتور أتار يتخذ تدابير وقائية في المستشفى الوحيد الذي يعمل بقدرات جراحية في المنطقة، والواقع على بعد حوالي 600 كيلومتر من العاصمة جوبا.

يقول أداحا، البالغ من العمر 54 عاماً: "النظام الصحي في جنوب السودان ضعيف لكننا بحاجة للاستعداد وهذا ما نقوم به".

منذ تفشي الوباء، يتم فحص الوافدين الجدد إلى البلاد أو وضعهم في الحجر الصحي الإلزامي وفقاً للتدابير الاحترازية للوباء التابعة لوزارة الصحة، وهو أمر مهم بشكل خاص لولاية أعالي النيل، والتي تحدها إثيوبيا من الشرق والسودان من الشمال – واللتان سجلتا أعداداً كبيرة من حالات فيروس كورونا.

وقد سجل جنوب السودان أكثر من 2,600 حالة إيجابية منذ شهر أبريل، لكن عدداً صغيراً منهم فقط تم تسجيله في مابان، حيث تقع المستشفى.

ويضيف الدكتور أتار قائلاً: "كنا محظوظين لعدم وجود حالات في مابان لبعض الوقت، ولكن التهديد موجود دائماً، لذا يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا لمنع انتشار المرض".

"مهمتنا الرئيسية ... هي منع الانتشار السريع للمرض ولدينا القدرة على القيام بذلك"

وبينما يتجول في المنشأة التي تضم 140 سريراً، يتحقق الدكتور أتار من التقدم المحرز في البناء، حيث يجري الآن تشييد سياج من البوابة الرئيسية، وتوجد نقطة للتشخيص، يفصلها عن مركز العزل الذي يضم 20 سريراً. ويجري تركيب خزان للمياه في مكان قريب ويتم ترميم المطبخ حتى تتمكن العائلات من طهي وجبات الطعام لأبنائها.

يقول: "تتمثل وظيفتنا الرئيسية الآن في منع الانتشار السريع للمرض ولدينا القدرة على القيام بذلك".

أنشأ الدكتور أتار أول غرفة جراحية له في بونج في عام 2011 في مركز مهجور للرعاية الصحية، حيث توجد الآن مستشفى بونج. منذ ذلك الحين، عمل بلا كلل لتأمين التمويل وتوجيه اللاجئين الشباب والسكان المحليين المهتمين للعمل كممرضين وقابلات.

في عام 2018، منحت المفوضية الدكتور أتار جائزة نانسن للاجئ وذلك اعترافاً منها بالالتزام المتميز الذي أبداه الطبيب والتضحيات الشخصية التي قدمها لتوفير الخدمات الطبية لأكثر من 200,000 شخص من بونج والمنطقة المحيطة، بما في ذلك حوالي 15,4000 لاجئ من السودان.

وقد استخدم الدكتور أتار الجانب المالي للجائزة لشراء معدات وقرر بناء جناح للأمومة. كما عزز تحديث المستشفى للاستعداد للتصدي لتفشي فيروس كورونا، لكن المرفق لا يزال يفتقر إلى أجهزة التنفس الصناعي ووحدة للعناية المركزة.

يوجد في المستشفى سيارتا إسعاف فقط وهي بحاجة إلى سيارة ثالثة لتلبية احتياجات المرضى المصابين بفيروس كورونا على وجه التحديد. كما أن إمدادات معدات الحماية الشخصية غير كافية ويعمل موظفو المستشفى في نوبات مدتها 12 ساعة ولا يتاح لهم ما يكفي من الراحة.

يقول الدكتور أتار: "نحن نعمل ليلاً ونهاراً لإدارة حالات الطوارئ المعتادة من المخيمات والمجتمعات المحلية"، مضيفاً أنه في حالة تفشي المرض بشكل كبير، سيتعين عليه اتخاذ بعض القرارات الصعبة حول كيفية التعامل مع حالات الطوارئ غير المرتبطة بالفيروس.

في غضون ذلك، يقول بأن موظفيه توصلوا إلى طرق إبداعية لتدبر الأمور بالموارد القليلة المتوفرة لديهم: "نحن غير محميين، لكن لا يمكننا التوقف عن تقديم الخدمات للسكان. يصنع السكان أقنعتهم بأنفسهم، وعند نقطة الفحص، وضعنا بعض الأغطية البلاستيكية لفصل طاقم الاختبار عن المرضى".

"نحن في الخطوط الأمامية وعلينا رعاية المرضى"

بدعم من المفوضية والوكالة الشريكة "ساماريتان بيرس"، تمكنت المستشفى من شراء بعض الإمدادات من معدات الوقاية الشخصية وتخطط لتوظيف طبيب ومسؤولين وممرضين إضافيين. كما تم تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه فيها مع حماية أنفسهم والمرضى الآخرين.

يقول الدكتور أتار: "يمكن أن يكون الأمر مقلقاً لعائلاتنا وأصدقائنا، لكن هذا لن يكون أول تفشٍ نواجهه. لقد واجهنا العديد من الأمراض من قبل، ونعرف ما يعنيه العمل في مثل هذه الظروف".

إنه يتحدث من منطلق الخبرة لأنه معتاد على العمل في ظروف صعبة – حيث يقوم بشكل روتيني بإجراء ما يصل إلى 10 عمليات في اليوم، ويقضي ساعات من العمل على قدميه.

يقول: "نحن في الخطوط الأمامية وعلينا رعاية المرضى. وفي النهاية، فإن حياتنا بيد الله".


تم تسمية جائزة نانسن للاجئ تيمناً بالمستكشف النرويجي والناشط الإنساني فريدجوف نانسن، وهو أول مفوض سامٍ للاجئين والحائز على جائزة نوبل، والذي تم تعيينه من قبل عصبة الأمم في عام 1921. وتهدف الجائزة إلى إبراز مثابرة نانسن والتزامه في مواجهة الشدائد.

سيتم الإعلان عن الفائز بجائزة هذا العام في 1 أكتوبر.