إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

فائزة سابقة تتحدث عن تأثير جائزة نانسن للاجئ على عملها

قصص

فائزة سابقة تتحدث عن تأثير جائزة نانسن للاجئ على عملها

بعد ست سنوات من حصولها على جائزة نانسن للاجئ، تستذكر الأخت أنجيليك التأثير الذي أحدثه حصولها على الجائزة على حياتها وحياة الناس الذين استمرت في مساعدتهم.
2 أكتوبر 2019 متوفر أيضاً باللغات:
5d4be4ee4.jpg
الفائزة السابقة بجائزة نانسن للاجئ، الأخت أنجيليك نامايكا، في إحدى الكنائس مع الأيتام الذين تهتم بهم في دونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ينادي كل من في مدينة دونغو - التي تقع في الشمال الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية - الأخت أنجيليك نامايكا باسم "أمي". حيث ترعى الراهبة الكونغولية آلاف الأشخاص الضعفاء في تلك المنطقة المتأثرة بعقود من العنف والصراع.


قضت الراهبة - البالغة من العمر 52 عاماً - سنواتٍ في مساعدة النساء على التعافي من تأثير الصراع في تلك المنطقة، ومعظمهن من الناجيات من العنف الوحشي والمعاناة على يد الجماعات المسلحة مثل جماعة جيش الرب للمقاومة.

في عام 2013، منحت مفوضية اللاجئين جائزتها المرموقة للأخت أنجيليك تقديراً لشجاعتها الاستثنائية ولالتزامها المثير للإعجاب بمساعدة الناجين. وبعد تلقيها للتقدير العالمي، قامت بتوظيف الجائزة المالية التي حصلت عليها في زيادة وتحسين النشاطات في مركز التسجيل والتنمية، الذي ساعد ما يزيد عن 22,500 امرأة وفتاة على تغيير حياتهن نحو الأفضل.

تقول الأخت أنجيليك موضحةً: "إنني أهتم كثيراً بالنساء لأنهن يحملن أساسات البشرية بين أيديهن. نردد دائماً بأنك إن علّمت فتاة فكأنك قد علمت أمةً بأكملها".

شرعت الأخت أنجيليك بمساعدة النساء المستضعفات المتأثرات بالحرب في الكونغو عام 2008. على الأغلب كانت أسرهن إما قتلت أو تعرضت للاختفاء، أو أن أولادهن قد اختطفوا أو أجبروا على التحول إلى جنود صغار. غالباً ما تكون النساء ضحايا للاختطاف أو إساءة المعاملة، أو الضرب أو الاغتصاب.

"أردتُ أن أصغي إليهن، وأشاركهن الطعام، وأخبرهن أنهن لسن وحيدات"

"أردتُ أن أصغي إليهن، وأشاركهن الطعام، وأخبرهن أنهن لسن وحيدات".

كما كانت ترعى الأطفال الأيتام، محاطةً بظروف فائقة الصعوبة وبموارد ضئيلة.

تستذكر قائلة: "بعض النساء كنّ يطلبن مني أن أرعى أطفالهن لعدم قدرتهن على القيام بذلك". وأضافت أنها كانت تواسيهنّ رغم تألمهن بسبب الجوع وحتى عندما كانت تنقصها الموارد اللازمة لإطعامهن".

وتستمر الأخت أنجيليك في سرد ذكرياتها: "كنت أبكي وأصلّي لله أن يلهمني الوسيلة التي يمكنني بها تقديم المساعدة لهؤلاء النسوة وأطفالهن. كان صوت بداخلي يخبرني بأنه لن يتخلى عني، حتى لو تخلى عني العالم برمته".

تعود الأخت أنجيليك بذاكرتها إلى الوقت الذي تواصلت معها مفوضية اللاجئين فيه، عندها علمت بشأن فوزها بالجائزة وقدرها 100,000 دولار أمريكي، وأدركت أن كل شئ سيتغير.

"لقد استجيبت صلواتي. بسبب الجائزة سافرت عبر أوروبا، حتى أنني التقيتُ ببابا الفاتيكان".

استثمرت الأخت أنجيليك أول جزء من الجائزة المالية الممنوحة لها في إنشاء مخبز صغير مجهّز بفرن سعته 25 كيلوجراماً. أرادت أن تضمن فرص العمل لأكبر عدد ممكن من النساء هناك، وحصولهن على دخل لقاء تحضير الخبز وبيعه. تعمل اليوم أكثر من 50 امرأة في ذلك المخبز.

وفي يناير 2015، أنشأت الأخت أنجيليك مدرسة ابتدائية التحق بها 133 طفلاً ممن لم يستطع آباؤهم دفع المصاريف الدراسية لهم. ومن ثمّ توسع المركز ليشتمل اليوم على حضانة ومدرسة ابتدائية وأخرى ثانوية، يرتادها جميعها أكثر من 1,500 طفل. كما حصل أكثر من 4,000 طفل على فرصة تلقي التعليم هناك.

"لطالما كنت أهتم بالتعليم. كنت أخشى على مستقبل هؤلاء الأطفال إن لم يحصلوا على فرصة للدراسة".

أصبح نشاط الأخت أنجيليك معروفاً أكثر عند حصولها على جائزة نانسن للاجئ مما جذب المزيد من المانحين والداعمين والمساندين. ومن ثمّ تمكنت من إنشاء عيادة للأطفال، حيث تلقى أكثر من 14,000 شخص العلاج منذ الافتتاح في أكتوبر 2014.

كما أنشأت فصولاً لتعليم النساء القراءة والكتابة، ولتدريبهن وتحسين قدرتهن على الاعتماد على الذات.

وتشرح الأخت أنجيليك: "تتمكن النساء من تجاوز أثر الصدمات التي تعرضن لها بمجرد دمجهن في المجتمع على المستويين الاجتماعي والاقتصادي".

تحدثنا إلى كليمنتين، وهي إحدى الناجيات من هجمات جيش الرب للمقاومة، والتي تغلبت على محنتها بفضل مساعدة الأخت أنجيليك لها، حيث كانت قد اضطرت لمغادرة منزلها عام 2008 بعد أن اختُطف شقيقها على يد جماعة مسلحة.

"لقد اهتمّت بنا الأخت [أنجيليك]".

وقالت: "لقد اهتمّت بنا الأخت [أنجيليك]. كنتُ قادرة على المشاركة في دورة للخياطة، وأنا الآن أعمل كمدربة لتعليم النساء الأخريات على الخياطة".

لقد دفعت التأثيرات المنهكة للصراعات والحروب الأخت أنجيليك نحو السير في طريق مساعدة الآخرين، ولهذا فإنها تنظر إلى الخبرة التي اكتسبتها بعين الامتنان.

تلمحها مجموعة من الأطفال في طريقها لدخول المركز ويصرخون بحماس: "أمي، أمي!"، ثم يركضون نحوها ويغمرونها في عناق جماعي.

تقول والابتسامة تعلو وجهها: "لهذا السبب يمكنني القول اليوم بأنني لم أعد أبكي مطلقاً".