إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مهارات لاجئة أفغانية في إيران توفر فرص العمل لنظيراتها والمجتمع المضيف

قصص

مهارات لاجئة أفغانية في إيران توفر فرص العمل لنظيراتها والمجتمع المضيف

بعد وفاة زوجها، أطلقت اللاجئة الأفغانية زينب شعبان مشروعاً ناجحاً لصناعة أثواب العمل في للمستشفيات ليساعد اللاجئين والإيرانيين على حد سواء.
10 أكتوبر 2019 متوفر أيضاً باللغات:
5d9ed1b02bf.jpg
زينب شعبان، لاجئة وسيدة أعمال تبلغ من العمر 34 عاماً، تشرف على الموظفين في ورشة الخياطة الخاصة بها في شيراز.

عندما توفي زوجها، واجهت اللاجئة الأفغانية زينب شعبان مهمة شاقة تتمثل في تربية أطفالها وإعالتهم بمفردها.


تقول: "كان علي أن أكون قوية وأن أبقى إيجابية في تفكيري من أن الأمور ستسير على ما يرام، لذلك بدأت أفكر في المهارات التي كنت أمتلكها، والتركيز على ما كان بإمكاني فعله بشكل جيد".

زينب هي واحدة من بين حوالي مليون لاجئ أفغاني في جمهورية إيران الإسلامية ممن فروا من صراع امتد على مدار 40 عاماً في بلادهم بحثاً عن الأمان وحياة جديدة.

في سن الـ 19، سطعت موهبتها في الخياطة، وذلك بفضل دورة تدريبية على المهارات المهنية نظمتها الحكومة الإيرانية، والتي تدعم دمج اللاجئين في النظم الوطنية بطرق متنوعة.

"بدأت أفكر في المهارات التي كنت أمتلكها"

للاستفادة من هذه المهارات، وضعت زينب خطة عمل وتوجهت إلى مكتب المفوضية للحصول على المساعدة. وقالت: "بينما كنت في حالة حداد على فقدان زوجي العزيز، أدركت بأنه إذا كنت أريد أن أعمل شيئاً ما بنفسي وأن أكون فخورة به حقاً، فالآن هو ربما الوقت المناسب للبدء".

بفضل الدعم الذي حصلت عليه من المفوضية، اشترت مجموعة من آلات الخياطة الصغيرة وبدأت في إنتاج الملابس المصنوعة حسب الطلب من المنزل.

وتوضح قائلة: "كانت البداية محدودة حيث كنت أتلقى الحد الأدنى من الطلبات من المجتمع الذي أعيش فيه. ولم يمض وقت طويل حتى زاد عدد هذه الطلبات".

إدراكاً منها بإمكانية التوسع، رفعت زينب من مستوى طموحاتها لتفوز في النهاية بعقد مع أحد المستشفيات الإيرانية الرئيسية في شيراز.

وتستذكر قائلة: "لقد كنت محظوظة أن أفوز بعقد لتصميم أثواب العمل لأكبر مستشفى في جنوب إيران".

ونظراً لإعجابها بجودة منتجات زينب، فقد رفعت المستشفى من طلباتها لتصبح شركة زينب للخياطة سريعاً موردها المعتاد. تواصلت زينب مع مستشفيات أخرى، مما أفضى إلى توقيع عقود إضافية مع ثلاث مؤسسات أخرى في جميع أنحاء جنوب إيران، بالإضافة إلى مخازن الأدوية والمستلزمات الطبية.

ومن أجل تلبية الطلب المتزايد، عادت زينب إلى المفوضية طلباً للدعم، لتحصل هذه المرة على 13 ماكينة حياكة وإكسسوارات، مما مكنها من تصميم وتصنيع وتوزيع ملابس المستشفيات وأغطية الأسرّة.

"لقد كنت محظوظة"

كما ساعد تسجيل الشركة والحصول على ترخيص رسمي لشركة زينب باستحداث وظائف للآخرين. وبمساعدة المفوضية، وظفت أكثر من 12 امرأة من اللاجئات الأفغانيات ومن الإيرانيات، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً.

وبفضل عزمها على مساعدة المزيد من النساء في مجتمعها، أنشأت زينب - والتي تزوجت منذ ذلك الحين - برنامج تدريب مجاني للإيرانيين والأفغان من الفئات الأكثر ضعفاً. منذ عام 2014، قامت بتدريب أكثر من 200 امرأة وتعزيز مهاراتهن ليزدهر عملها. تقوم ورشة عملها في شيراز الآن بتزويد خمسة مستشفيات في جميع أنحاء المدينة بالملابس، ولديها 30 موظفاً متفرغاً - معظمهم من النساء.

بالنسبة للاجئة الأفغانية مهرو مالكي، فقد كانت الوظيفة بمثابة شريان حياة لعائلتها، بعد مرض زوجها والذي كان المعيل الرئيسي. تقول: "يمكنني الآن إعالة أسرتي ويبدو أن لدي عائلة ثانية الآن، وهم الأشخاص الذين أعمل معهم".

بالنسبة لزميلتها الإيرانية فاطمة ضيائي، فإن العمل إلى جانب زملائها من الأفغان غيرت الطريقة التي تفكر بها هي وآخرون حول اللاجئين: "لقد تغيرت الأمور. في البداية، لم يكن الناس من حولي سعداء، لكن الأمر مختلف الآن. نحن أصدقاء وعائلة واحدة، ونحن معاً معظم اليوم".

تواصل حكومة إيران تنفيذ سياساتها التقدمية والشاملة المتعلقة باللاجئين في مجالات الصحة والتعليم وسبل العيش. من خلال العمل مع المفوضية، تقدم الحكومة مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية التقنية والمهنية للاجئين من أصحاب الأعمال التجارية مثل زينب.

ويعد الإدماج الاقتصادي للاجئين في إيران أحد الأمثلة على الممارسات الجيدة التي يمكنها أن تحول حياة اللاجئين ومضيفيهم في أنحاء كثيرة من العالم، في وقت تنزح فيه أعداد قياسية من الناس خارج ديارها بسبب الحروب والاضطهاد.

ويقع موضوع تعزيز الاستجابة الدولية في صميم اجتماع رفيع المستوى يعقد في جنيف في وقت لاحق من هذا العام. ومن خلال تعزيز نهج المجتمع بأكمله، سيجمع المنتدى العالمي للاجئين الحكومات والمنظمات الدولية والسلطات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأعضاء المجتمع المضيف واللاجئين أنفسهم.

وسوف يتم مناقشة كيفية تقديم دعم أكبر للمجتمعات المضيفة للاجئين، وتعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم، وزيادة فرص إعادة التوطين وظروف الدعم من أجل عودة آمنة إلى بلدانهم الأصلية.