إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أطفال لاجئون من الروهينغا يشاركون في توعية مجتمعهم حول الصحة النفسية

قصص

أطفال لاجئون من الروهينغا يشاركون في توعية مجتمعهم حول الصحة النفسية

بدأ المشروع بمجموعة صغيرة من الأطفال في أوائل عام 2019.
9 أكتوبر 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5cc494a44.jpg
ميشارا، 13 عاماً، لاجئة من الروهينغا، تقود مجموعة من الأطفال الآخرين الذين يتعلمون التحدث عن مخاوفهم كجزء من برنامج للصحة النفسية في مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش.

تشكل ميشارا البالغة من العمر 13 عاماً حلقة من الأطفال وتسألهم قائلة: "عندما نكون في وضع صعب، مع من يجب أن نتواصل؟". تتداخل الأصوات والأجوبة، ليرددوا قائلين: "مع ماما و بابا! والجدة والجد!".


تقود اللاجئة ميشارا، وهي من الروهينغا، مجموعة نقاشية كجزء من برنامج الصحة النفسية بين الأقران للاجئين الشباب بمساعدة من المفوضية في مخيم كوتوبالونغ – وهو الأكبر من بين 34 مخيماً في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش. تستضيف المنطقة أكثر من 860,000 لاجئ من الروهينغا، 55% منهم من الأطفال، حيث فر معظمهم من ديارهم في ميانمار في عام 2017 نتيجة للعنف والفظائع والاضطهاد الذي تعرضوا له.

تتراوح أعمار الشبان في المجموعة بين 10 إلى 18 عاماً. يجتمعون بانتظام لمناقشة مشاعرهم، باتباع عملية مدروسة بعناية. ويكمن نجاح هذه المناقشات في أن من يقودها هم أشخاص من نفس الفئة العمرية.

ميشارا هي إحدى هؤلاء القادة. وقد تم التعرف عليها من قبل المتطوعين النفسيين لمجتمع الروهينغا والذين كانوا يراقبون الأطفال في مراكز التعلم لتحديد المرشحين المناسبين.

تعترف ميشارا بأن المسؤولية ليست بالسهلة، حيث تقول: "في البداية، عندما كنت أدرس الأطفال، كنت خائفة. أما الآن، فقد كسرت حاجز خوفي وخجلي".

هناك القليل من التردد الذي يمكن ملاحظته وهي تقود المجموعة من خلال الرسائل الرئيسية، من بينها: المرض النفسي ليس خياراً، بل التعافي هو الخيار ولا عيب في طلب المساعدة.

أحد أهداف البرنامج، الذي تديره المفوضية مع ثلاث منظمات شريكة، وهي الإغاثة الدولية، والغذاء للجياع و "GK"، هو تجاوز بعض العادات السلبية، حيث أن التحدث عن المشاعر، وخاصة مشاعر التعاسة والحزن، ليس من الأمور التي يفعلها البالغون أو الأطفال الروهينغا عادة.

تعتبر ميشارا مثالاً على كيفية تغيير ذلك الأمر. عندما تعود إلى منزلها الصغير المصنوع من الخيزران والواقع على إحدى التلال والذي تعيش فيه رفقة والديها وأخواتها الثلاث، فإنها تنقل ما تعلمته من البرنامج.

"كل هذا يساعد في التخلص من تجربتنا المظلمة"

تقول: "أشعر بسعادة غامرة أن أساعد الآخرين في التحدث عن هذه الأشياء. كل هذا يساعد في التخلص من تجربتنا المظلمة".

بدأ المشروع بمجموعة صغيرة من الأطفال في أوائل عام 2019، وبناءً على ملاحظاتهم الإيجابية، فقد توسع ليصل إلى ما يقرب من 24,000 طفل بحلول نهاية العام.

وكان لظهور وباء فيروس كورونا في وقت سابق من هذا العام أنه فرض خفض عدد جلسات المجموعة أو تعليقها بالكامل في وقت كان على الأطفال في المخيمات التعامل مع المزيد من القلق والارتباك.

يستذكر مصطفى، وهو فتى يبلغ من العمر 14 عاماً وكان يحضر الجلسات بانتظام، قائلاً: "كنا جميعاً خائفين للغاية. عندما لم نتمكن من الاجتماع، كان الأمر مؤلماً لنا. كنا نعاني حقاً لأننا لم نتمكن من التعبير عن مشاعرنا، ولم نتمكن حتى من اللعب مع أصدقائنا".

على الرغم من عدم حضور الجلسات الجماعية، استخدم العديد من الأطفال المهارات التي تعلموها في الأشهر الأولى من البرنامج لمساعدة مجتمعاتهم على التعامل مع حصيلة الصحة النفسية الناتجة عن حالة الإقفال.

يقول محمد، البالغ من العمر 18 عاماً، وهو أحد قادة المجموعات ويحظى بشعبية لديهم: "عندما توقفنا عن التحرك، قررت التحدث مع عائلتي وجيراني الذين يعيشون بالقرب مني. أخبرتهم أنه مهما كان الوضع صعباً، فإن هذا الوضع مؤقت ولن يستمر إلى الأبد. شجعتهم على التحدث عن مشاعرهم، لأن هذا الأمر يمكن أن يساعدهم على أن تتعافى آلامهم".

"الدروس التي نتعلمها هنا تصل إلى كثير من الناس"

"عندما نتحدث مع أسرنا، فإنهم بدورهم يتحدثون مع المجتمع، وبالتالي فإن الدروس التي نتعلمها هنا تصل إلى العديد من الأشخاص. أعتقد أن ذلك قد حسّن كيفية تعامل المجتمع بأسره مع مسألة المشاعر".

منذ يونيو، استؤنفت الجلسات ولكن مع مجموعات أصغر للسماح بالتباعد الاجتماعي. ومع تقدم المزيد والمزيد من الأطفال الراغبين في المشاركة، فقد تم تشكيل مجموعات جديدة لتلبية الطلب المتزايد. على الرغم من حالة الإغلاق المستمرة، فقد وصل عدد الأطفال الذين يحضرون الجلسات الآن إلى ما يقرب من 30,000.

يوضح محمود علم، مساعد مسؤول الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لدى المفوضية أن برنامج الأقران الذي تم تصميمه ليس لتمكين الأطفال من تعليم بعضهم البعض فحسب، بل أيضاً لبناء مهاراتهم القيادية، وزرع الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الشدائد.

يقول: "فقد العديد من هؤلاء الأطفال أصدقاءهم وأحباءهم عندما أجبروا على الفرار من ميانمار في عام 2017. يساعدهم هذا البرنامج على إعادة التواصل وبناء عزيمتهم. لقد كان بناء ثقتهم بأنفسهم أمراً بالغ الأهمية".

بالنسبة لحميدة، وهي قائدة المجموعة والبالغة من العمر 11 عاماً، فقد ساعدها البرنامج في التعامل مع مخاوفها والحصول على الدعم من أقرانها: "هنا نتحدث عن ماهية الطمأنينة النفسية. عندما نشعر بالقلق، نقوم بتمارين التنفس. نحن نعلم الآن أن القلق والاكتئاب لهما حل، ولا يوجد ما نخاف منه".


اقرأ أيضاً: لاجئون يقدمون خدمات الصحة النفسية لسكان المخيمات في العراق