إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الفريق الأولمبي للاجئين يحظى بترحيب عالمي مع بدء ألعاب طوكيو 2020

قصص

الفريق الأولمبي للاجئين يحظى بترحيب عالمي مع بدء ألعاب طوكيو 2020

عملت المفوضية عن كثب مع اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1994 لتوفير سبل الوصول إلى الرياضة للشباب المتضررين من النزوح.
23 يوليو 2021 متوفر أيضاً باللغات:
60fabf134.jpg
يسرى مارديني وتاشلويني غابرييسوس يحملان العلم الأولمبي خلال دخول الرياضيين في حفل افتتاح أولمبياد طوكيو 2020.

أحدهم عداء ماراثون اضطر للفرار من القتال بعبوره الصحراء سيراً على الأقدام عندما كان طفلاً، وسباحة فرت من الصراع في بلادها وتقفز في الماء لتساعد في إيصال مجموعة من الاشخاص إلى بر الأمان بعدما تعطل محرك القارب الذي كانوا على متنه.


لقد عانى جميع أعضاء الفريق الأولمبي للاجئين البالغ عددهم 29 شخصاً من مشقات أثناء فرارهم من أوطانهم وسط الصراعات أو الاضطهاد، وواجهوا صعوبات في التكيف مع ثقافات ومجتمعات جديدة. ورغم كل ذلك، فقد دخل أعضاء الفريق الأولمبي للاجئين يوم الجمعة الملعب الذي يقام فيه حفل افتتاح أولمبياد طوكيو 2020، وهو المحفل العالمي الذي تم تأجيله العام الماضي بسبب الوباء.

وقد توجه أعضاء الفريق الذي ينتمي أعضاؤه إلى 11 دولة، بما في ذلك سوريا وجنوب السودان وإيران وأفغانستان، نحو المعلب الرئيسي ليسيروا مباشرة بعد اليونان، والتي تتصدر عادة قائمة البلدان المشاركة.

وقد حمل العلم عند دخول الفريق اثنان من المشاركين وهما السباحه السورية يسرى مارديني، ومتسابق الماراثون تاشلويني غابرييسوس، وهو من إريتريا، رافعين عالياً علماً أبيض اللون مزيناً بحلقات أولمبية تمثل القارات الخمس – وهو العلم الذي سيمثلونه. ولأول مرة في الألعاب الأولمبية، كان يقود كل فريق أحد الرياضيين من الإناث والذكور.

بعد الخروج إلى الاستاد مرتدين بدلات زرقاء داكنة وهم يلوحون للكاميرات، رحب بهم لاحقاً رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ خلال كلمته الافتتاحية، وقال: "أعزائي الرياضيين اللاجئين، بموهبتكم وروحكم الإنسانية، أنتم تظهرون ما يمثله اللاجئون من إثراء للمجتمع. كان عليكم الفرار من أوطانكم بسبب العنف أو الجوع أو لمجرد أنكم مختلفون. واليوم، فإننا نرحب بكم بأذرع مفتوحة ونقدم لكم مستقراً آمناً. مرحباً بكم في مجتمعنا الأولمبي".

قبل خمس سنوات في ريو دي جانيرو، شكل 10 رياضيين من أربع دول أول فريق أولمبي للاجئين. وقد أنشأت اللجنة الأولمبية الدولية الفريق بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك لرفع مستوى الوعي بمحنة اللاجئين والتوجه برسالة من الأمل إلى نظرائهم اللاجئين وإلى العالم.

وقال جيمس نيانج شينجيك، والذي سيتنافس في سباق 800 متر والذي كان أيضاً جزءًا من الفريق في ريو: "إنه شيء يمنحنا ذلك الأمل في أن يعترف العالم بنا كبشر. لقد فتحت الرياضة الأبواب لنا، والآن نرى كيف أن للكثير من اللاجئين مواهب".

عندما كان فتى صغيراً، اضطر شينجيك للفرار من منزله في جنوب السودان لتجنب تجنيده كجندي طفل، ليشق طريقه دون والديه إلى مخيم كاكوما للاجئين المترامي الأطراف في شمال كينيا، حيث تم اكتشاف موهبته في الجري لأول مرة.

في العادة، يحظى الرياضيون بالترحيب والتصفيق من جانب الجماهير، ولكن نظراً للإجراءات الخاصة بفيروس كورونا التي حالت دون حضور الجماهير في الملعب، فقد كان الاستاد هذا العام هادئاً على غير العادة، مما حول الحفل إلى حد كبير إلى حدث تلفزيوني يشاهده الملايين حول العالم.

ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الموجود في طوكيو هذا الأسبوع لدعم الفريق، مشاهدة الفريق الأولمبي للاجئين وهو يدخل الاستاد الأولمبي في طوكيو على أنه لحظة تبعث على الفخر بالنسبة له ولكافة العاملين في المفوضية، وقال: "لقد كانت رؤية هؤلاء الرياضيين اللاجئين بينما يتم تكريمهم والتصفيق لهم على المسرح الأولمبي لحظة مهمة من حيث تمثيل أكثر من 82 مليون شخص من المهجرين حول العالم، وهو بمثابة تذكير للعالم بأن اللاجئين يمكنهم أن يساهموا بقوة في المجتمع إذا ما أتيحت لهم الفرصة لتحقيق أحلامهم وشغفهم".

عملت المفوضية عن كثب مع اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1994 لتوفير سبل الوصول إلى الرياضة للشباب المتضررين من النزوح. في ذلك الوقت، ارتفع معدل النزوح القسري العالمي بشكل مطرد وهو يؤثر حالياً على أكثر من 82 مليون شخص حول العالم.

في الفترة التي سبقت ألعاب طوكيو، دعمت اللجنة الأولمبية الدولية 56 شخصاً واعداً بمنح رياضية للاجئين لمساعدتهم في جهودهم نحو التأهل. وقد استوفى الفريق النهائي المكون من 29 شخصاً عدداً من المعايير، بما في ذلك الحصول على صفة اللجوء بتأكيد من المفوضية، ومستوى عالٍ من الأداء في رياضتهم الخاصة بهم بتأكيد من اللجنة الأولمبية الدولية.

بحسب بلد الأصل، فإن معظم الرياضيين يتحدرون من سوريا (9 رياضيين)، والتي عانت من الصراع منذ عام 2011، وخمسة من مجمل الرياضيين كانوا يعيشون سابقاً في إيران، وأربعة في جنوب السودان وثلاثة في أفغانستان. وتشمل بلدان الأصل الأخرى إريتريا والعراق وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون والسودان وفنزويلا.

"أنا لا أعرف الاستسلام"

اضطر تاشلويني غابرييسوس، البالغ من العمر 23 عاماً، للفرار من القتال في إريتريا في سن الـ 12 عاماً، وشرع برحلة غير عادية شمالاً عبر السودان ومصر، بما في ذلك عبور جزء من الصحراء سيراً على الأقدام، إلى أن وصل إلى إسرائيل، حيث التمس الحصول على وضع اللاجئ هناك، وهو يعيش الآن ويتدرب في تل أبيب مع نادٍ محلي.

في البداية، كان غابرييسوس يركض في سباقات المسافات الأقصر – 3,000 م، 5,000 م، 10,000 م ونصف الماراثون - قبل الانتقال لسباق الماراثون. في شهر مارس، شارك في الماراثون الرسمي الثاني له فقط، وقد أنهى السباق في وقت سريع قدره 2:10:55، وهو وقت أقصر من تصفيات الماراثون الأولمبي. وقال في مقابلة قبل الألعاب: "أنا لا أعرف الاستسلام".

سوف تكون هذه ثاني دورة أولمبية للسبّاحة يسرى مارديني، البالغة من العمر 23 عاماً، والتي ستنافس في سباق 100 متر فراشة. وكانت مارديني، المتحدرة من مدينة دمشق، سباحة محترفة ومثلت سوريا في المحافل الدولية. ولكن مع تفاقم الصراع في بلدها، اضطرت هي وشقيقتها للمغادرة في عام 2015 في محاولة للوصول إلى أوروبا.

"الرياضة أنقذت حياتي"

من تركيا، استقلت مارديني قارباً صغيراً في رحلة طولها 10 كيلومترات إلى جزيرة يونانية كان من المفترض أن تستغرق 45 دقيقة. وعندما تعطل محرك الزورق المطاطي المخصص لستة أو سبعة أشخاص ولكنه كان يحمل على متنه 20 شخصاً، كانت هي وأختها من بين أولئك الذين قفزوا إلى الماء وإكملوا الرحلة وهم يسبحون لتخفيف الحمل عن القارب وإيصاله بأمان إلى الشاطئ.

في نهاية المطاف، شقت مارديني طريقها سيراً على الأقدام وبالحافلة إلى برلين، ألمانيا، حيث تعيش الآن. وحالها حال الرياضيين الآخرين، فقد قالت إن الرياضة أعطت حياتها معنى واتجاهاً أثناء فترة تأقلمها: "أروي قصتي لأنني أريد أن يعي الناس بأن الرياضة أنقذت حياتي".

وبعدما أصبحت سفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية، فإن إحدى رسائلها الرئيسية هي أن اللاجئين هم أشخاص عاديون أُجبروا على الفرار من ديارهم بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.

وقالت مارديني: "أعتقد أنها فرصة عظيمة لتمثيل ملايين (اللاجئين) حول العالم، وإظهار أن هؤلاء الناس طبيعيون ولديهم أحلام. أريد أيضاً أن أذكر الجميع بأن اللاجئين لا يزالون في المخيمات، وهم بحاجة فعلاً لمساعدتنا".