إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

نساء حوامل يغادرن فنزويلا في ظل غياب الرعاية الصحية

قصص

نساء حوامل يغادرن فنزويلا في ظل غياب الرعاية الصحية

غادر الآلاف من النساء الحوامل فنزويلا لحماية حياة أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
23 يوليو 2019 متوفر أيضاً باللغات:
5d162fe22.jpg
روكسيل بوليدو (29 عاماً) في مركز استقبال المفوضية في مايكاو، كولومبيا.

كانت روكسيل بوليدو، البالغة من العمر 29 عاماً، حاملًا في شهرها الثالث عندما سمعت بأن أقرب مستشفى للحي الذي تقطن فيه، والواقع في مدينة ماراكايبو في فنزويلا، قد أغلق.


تقول: "كانت هناك تحقيقات حول المستشفى نظراً لأن ثلاثة أطفال حديثي الولادة قد ماتوا هناك بسبب عدم وجود مولد كهربائي".

في السنوات الأخيرة ، كانت مستشفيات فنزويلا تعاني من نقص في الإمدادات والموظفين، وكذلك من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي. بين عامي 2015 و 2016، ارتفعت نسبة وفيات الأمهات لتصل إلى 65% وزادت وفيات الأطفال بعد ستة أيام من الولادة بنسبة 53%، وذلك وفقاً لبيانات الحكومة.

ما زال الآلاف من الفنزويليين يغادرون البلاد كل يوم، من بينهم العديد من النساء الحوامل اللائي لا يستطعن ​​الحصول على رعاية مناسبة قبل الولادة ولا يرغبن في تعريض حياة أطفالهن الذين لم يولدوا بعد للخطر.

"اعتقدت بأنه في حال وجود أي مضاعفات، فلن تساعدني المستشفى وسوف يموت طفلي"

تقول روكسيبيل: "إنه وقت سيء للغاية لكي تعود النساء الحوامل فيه إلى فنزويلا. فر عدد كبير منهن خوفاً على أطفالهن الذين لم يولدوا بعد".

استمر شعور روكسيبيل بالقلق بشأن عدم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، وتقول: "اعتقدت بأنه في حال وجود أي مضاعفات، فلن تساعدني المستشفى وسوف يموت طفلي. لهذا السبب قررت المغادرة".

جنباً إلى جنب مع طفليها الآخرين، سانتياغو (3 أعوام) وماتياس (عامان)، وصلت روكسيبيل إلى مايكاو، وهي مدينة كولومبية بالقرب من الحدود الشمالية مع فنزويلا. وتعتبر كولومبيا البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين، مع وجود أكثر من 1.3 مليون شخص على أراضيها.

بعد قضاء شهرين في الشوارع، وجدت روكسيبيل وأطفالها الأمان في مركز جديد للاستقبال تابع للمفوضية، والذي يستضيف مؤقتاً ما يصل إلى 350 فنزويلياً من الفئات الضعيفة، معظمهم من النساء والأطفال.

في المركز، فحصت ممرضة روكسيبيل وصحة طفلها - وهو شيء لم تتمكن من القيام به في فنزويلا طوال فترة حملها.

وتتذكر قائلة: "عندما ذهبت إلى المستشفى، لم تكن هناك كهرباء؛ وعندما أردت أن يقوم أحدهم بفحص بطني للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، لم يكن هناك أحد لتقديم الاستشارة؛ وعندما أردت إجراء تصوير الاشعة، طلبوا مبلغاً غير معقول من المال لم أستطع تحمله".

تقول زيلا كويلو، منسقة أمراض النساء والتوليد في مستشفى سان خوسيه العام في مايكاو، بأن أكثر من 1,000 امرأة فنزويلية قد تم الاعتناء بهن خلال الربع الأول من عام 2019: "نولي اهتماماً تفضيلياً ومتكاملاً لجميع النساء الحوامل، دون أي تمييز للجنسية".

إحدى النساء اللائي حضرن إلى المستشفى هي يورجيليس غارسيا، البالغة من العمر 23 سنة، والتي فرت من فنزويلا قبل أسبوع واحد من الولادة. كانت وزوجها بأمس الحاجة للحصول على الطعام والرعاية الصحية، واضطرا لسلك معابر خطيرة وغير رسمية للوصول إلى مايكاو.

 

وقالت يورجيليس: "لقد كانت رحلة صعبة. كان على زوجي حمل ابننا البالغ من العمر عامين والحرص على عدم سقوطي على الأرض".

عندما رأوا بطنها الكبير وكم كان من الصعب عليها المشي، مد بعض الفنزويليين الفارين لها ولزوجها يد المساعدة.

"أنا ممتنة حقاً لكولومبيا، وسعيدة بالعناية الطبية التي تلقيتها هنا"

تتمتع طفلة يورجليس، والتي ولدت في مستشفى سان خوسيه قبل خمسة أشهر، بصحة جيدة وتدعى يوانجيلي. وتقول والدتها: "لحسن الحظ، تمكنت من الولادة دون أي مضاعفات. لكنني كنت أعرف بأنه لو حدث أي شيء، فأنا في المكان المناسب مع الأشخاص المناسبين".

تعيش يورجليس وعائلتها أيضاً في مركز الاستقبال التابع للمفوضية. وتقول: "قبل الدخول، حصل أطفالي على لقاحات وحصلنا جميعاً على فحوصات طبية للتأكد من أننا بصحة جيدة. أنا ممتنة حقاً لكولومبيا، وسعيدة بالعناية الطبية التي تلقيتها هنا".

روكسيبيل الآن حامل في شهرها الخامس، وهي مقتنعة بأنها ستنجب طفلة صغيرة: "لم يخبرني أحد بذلك بعد، ولكني أشعر بذلك في قلبي، ويبدو أنها محاربة".

تشعر روكسيل بالقلق من عدم قدرتها على تسجيل طفلها في كولومبيا للحصول على وثائق هوية مناسبة. ويعتبر معظم الفنزويليين غير قادرين على تسجيل أطفالهم المولودين في كولومبيا كمواطنين فنزويليين نظراً لافتقارهم للوثائق المناسبة، كما أن الخدمات القنصلية غير متوفرة حالياً.

من أجل الحصول على الجنسية الكولومبية، ينص دستور البلاد على أن أحد الوالدين على الأقل يجب أن يكون كولومبياً أو، إذا لم يكن الأمر كذلك، يجب أن يحمل أحد الوالدين على الأقل تأشيرة عمل أو تأشيرة مؤقتة في البلاد - وهو ما يصعب على العديد من الفنزويليين الحصول عليه.

بحسب تقديرات السجلات الوطنية لكولومبيا، فإن حوالي 23,000 طفل مولود في كولومبيا لأبوين فنزويليين ينتظرون الحصول على الجنسية الكولومبية. وتعمل حكومة كولومبيا مع الشركاء لحل الوضع ومنع الحالات المستقبلية للأطفال المعرضين لخطر انعدام الجنسية.

واليوم، فإن ملايين الأشخاص حول العالم محرومون من الجنسية. إن عدم وجود وثائق له عواقب ملموسة على حياتهم – إذ غالباً ما لا يُسمح لهم بالذهاب إلى المدرسة أو زيارة الطبيب أو الحصول على وظيفة أو فتح حساب مصرفي أو شراء منزل أو حتى الزواج.

من خلال حملتها #أنا_أنتمي، تسعى المفوضية إلى إنهاء حالات انعدام الجنسية في غضون 10 سنوات. اقرأ المزيد عن الحملة هنا.