إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مدرسة مهجورة تعود إليها الحياة لتمنح متنفساً وأملاً جديداً للأطفال السوريين

قصص

مدرسة مهجورة تعود إليها الحياة لتمنح متنفساً وأملاً جديداً للأطفال السوريين

تحولت هذه المدرسة في جنوب لبنان إلى ملاذ صيفي بهيج للصغار.
29 سبتمبر 2019 متوفر أيضاً باللغات:

بعدما كانت يوماً من الأيام موحشة ويخيم عليها الصمت خلال الحرب الأهلية في لبنان، ها هي الحياة تعود اليوم لقاعات هذه المدرسة الكبيرة والمطلة على البحر بالقرب من مدينة صيدا، وذلك بفضل وجود المئات من الأطفال اللاجئين السوريين .

إنهم هنا للالتحاق بالمدرسة الصيفية، وذلك بفضل مبادرة من معهدي "ماريست" و"الأخوة دي لا سال"، واللذين يعززان التعليم. وتوفر المبادرة المعروفة باسم "مشروع  فراتيلي"، الأنشطة والتعليم لحوالي 1,000 طفل خلال عطلتي الصيف والشتاء.

وقال الطفل السوري موسى البالغ من العمر تسع سنوات: "الذهاب إلى هذه المدرسة يجعلنا سعداء للغاية. نحن نلعب ونتعرف على أصدقاء جدد بدلاً من البقاء في المنزل طوال الصيف".

يعيش العديد من الأطفال الذين يأتون إلى المدرسة في مخيمات عشوائية قريبة، وهم غير مسجلين في التعليم الرسمي خلال بقية العام.

تم إطلاق المشروع في عام 2016 من قِبل ميكيل كوبيليس، وهو راهب من برشلونة، والمكسيكي أندريس بوراس غوتييريس. وقد استلهما فكرتهما من رسالة من البابا فرانسيس لتجاوز الحدود و"الوصول إلى الجميع، وخاصة أولئك الذين يعيشون في محيط الوجود".

"الذهاب إلى هذه المدرسة يجعلنا سعداء"

جاء ميكيل وأندريس إلى لبنان في عام 2015 للاطلاع على أوضاع اللاجئين بأنفسهما. وفي العام التالي، زارا المآوي التي يعيش فيها اللاجئون السوريون في صيدا، وعلما بوجود مدرسة مهجورة في بلدة الرميلة القريبة. وبتمويل أوروبي، تم ترميم المدرسة وعادت الحياة إليها كجزء من مشروع  فراتيلي.

وفي محاولة لتعزيز روح الأسرة في كافة مشاريعهما وبرامجهما التعليمية، خرجا والتقيا بالآباء من اللاجئين لتشجيعهم على إرسال أطفالهم إلى المركز. تلقى المشروع الدعم من وزارة التعليم اللبنانية، وخلال ثلاث سنوات فقط، ازدهرت برامج المركز الصيفية والشتوية.

وقالت ريم بزان، منسقة البرنامج في فراتيلي: "عندما بدأنا بشكل رسمي، كان لدينا 60 طفلاً فقط، أما الآن فلدينا حوالي 1,000 طالب.

يعمل المركز على فترتين، تبدأ الأولى في الساعة 8.30 صباحاً والثانية في منتصف اليوم. وهناك حافلات مدرسية لأخذ التلاميذ من وإلى المدرسة. وبالإضافة إلى توفير مساحة ملؤها المتعة، يمهد المشروع أيضاً الطريق لعودة محتملة للأطفال إلى التعليم الرسمي.

"لولا المدرسة ... كنا سنجلس في المنزل فحسب"

وتشرح ريم قائلة: "نحاول تعليمهم في المركز حتى تتمكن وزارة التعليم من دمجهم في المدارس الرسمية. لذلك فبدلاً من بقائهم في المنزل أو في الشوارع، نأتي بهم إلى هنا، وعندما يحين الوقت، نرسلهم إلى المدارس الرسمية ".

يستضيف لبنان حالياً 924,000 لاجئ سوري مسجل، منهم حوالي 488,000 طفل في سن الدراسة (3-18 عاماً). وبفضل الجهود الأخيرة التي بذلتها الحكومة اللبنانية والجهات الفاعلة في المجال الإنساني، ارتفع عدد الأطفال اللاجئين المسجلين في التعليم الأساسي الإلزامي إلى 58%، لكن لا يزال هناك أعداداً كبيرة خارج المدرسة.

عانى الكثير من الأطفال الأكبر سناً من الصراع في سوريا، بينما يعيش الأطفال من جميع الأعمار في ظروف صعبة في لبنان مع محدودية في فرص الوصول إلى أنواع الأنشطة والمرافق المتاحة في المدرسة. بالنسبة لهم، فإن المركز يوفر لهم متنفساً حيوياً.

وقالت الطفلة السورية آية: "فراتيلي هو أجمل شيء في حياتنا. لولا هذه المدرسة، لن يكون من الممكن لنا أن ندرس ونلعب". وأضافت شهد البالغة من العمر 10 أعوام وهي من دمشق: "كنا سنجلس في المنزل فحسب".

تقوم المنظمة غير الربحية بإعداد برنامجها بهدف تلبية احتياجات الأطفال، وذلك من خلال تعزيز نمو الشخصية والاندماج الاجتماعي والتعليمي. وبالإضافة إلى الرياضة والحرف اليدوية، تشمل الموضوعات التعليم الأساسي باللغتين الإنجليزية والعربية وتكنولوجيا المعلومات والمهارات الحياتية، فضلاً عن أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي.

ومع ذلك، فإن الزاوية المفضلة لدى الأطفال هي عرض يومي يسمى "تيكو وتيكا".

وأوضحت الطفلة آية قائلة: "كل يوم، نسافر من خلال مسرحية تيكو وتيكا إلى بلد جديد لحل مشكلة ما". يتم تنفيذ المسرحية بواسطة منسقة البرنامج  ومتطوعين آخرين، والذين يستخدمون آلة الزمن للسفر إلى حقبات مختلفة من التاريخ.

تقول ريم بأنها تستطيع رؤية الآثار الإيجابية للمركز، وعملها هناك، وهو ينعكس في وجوه الأطفال من حولها: "في كل يوم أغيّر حياة واحد من الأطفال وأساعدهم في أن يكونوا ما يريدون، حتى ولو لفترة قصيرة" .