إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

صديقتان من دولتين مختلفتين تجتمعان لمنح الأطفال السوريين فرصة تعليمية بعيداً عن الشوارع

قصص

صديقتان من دولتين مختلفتين تجتمعان لمنح الأطفال السوريين فرصة تعليمية بعيداً عن الشوارع

من خلال تقديم دورات أساسية في الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب، ينضم مركز مجتمعي في بيروت لحملة وطنية لتحويل الأطفال اللاجئين من العمل إلى المدرسة.
2 سبتمبر 2019 متوفر أيضاً باللغات:

في فصل دراسي صغير يطل على البحر الأبيض المتوسط ​، يتعلم شبان من اللاجئين السوريين الرياضيات على أجهزة كومبيوتر محمولة في ما يعد خطواتهم الأولى نحو التعليم الرسمي. قبل بضعة أشهر فقط، كان معظم هؤلاء يسعون لكسب لقمة العيش في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت.


أحد التلاميذ ويدعى فهد، كان في العاشرة من عمره عندما بدأ العمل في متجر للخضروات لمساعدة والدته على تدبر النفقات المعيشية، واضطر للعمل لمدة 10 ساعات يومياً مقابل 3 دولارات في اليوم فقط. غادر هذا الطفل، القادم من حلب، سوريا مع أسرته وتوجهوا إلى لبنان في عام 2015 خلال المعركة الشرسة للسيطرة على ثاني المدن السورية.

يتذكر فهد قائلاً: "كان صاحب العمل يضربني وإذا لم أستطع حمل شيء ما، كان يضربني ويخبرني بأنه علي فعل ذلك".

في وقت سابق من هذا العام، التحق فهد بمركز تعليمي تديره منظمة "بوردرلس" غير الحكومية في حي الأوزاعي في بيروت، ليتوقف منذ ذلك الحين عن العمل. يقول فهد: "المكان لطيف للغاية هنا، حيث أتعلم وأدرس وأضحك مع أصدقائي". يتعلم هذا الطفل في المركز اللغة العربية والإنكليزية والرياضيات كل يوم من الساعة 8:00 حتى الظهر.

"التعليم هو شريان الحياة بالنسبة لنا جميعاً، ولكن خاصة للصغار وفي الوقت المناسب".

تقول لينا عطار العجمي، المؤسسة المشاركة في مركز "بوردرلس"، وهي من دمشق: "ما نفعله هو أن نأتي بهم إلى هنا ونمنحهم التعليم الأساسي ليتمكنوا من اللحاق بمستويات التعليم المناسبة لهم، وإرسالهم في نهاية المطاف إلى المدارس الرسمية".

أنشأت لينا المركز برفقة صديقتها اللبنانية رندة العجمي. لا تشترك هاتان السيدتان بنفس اسم العائلة فحسب، بل أيضاً بالعديد من القيم. وبوصفهما من الأمهات ولديهما الآن أولاد كبار، فإنهما تدركان جيداً أهمية توفير التعليم للصغار.

تقول لينا: "التعليم هو شريان الحياة بالنسبة لنا جميعاً، ولكن خاصة للصغار وفي الوقت المناسب".

يوفر هذا المركز المجتمعي، الذي يقع في أحد الأحياء الفقيرة في ضواحي المدينة، دروساً أساسية في الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب والرياضيات لأكثر من 150 طفلاً سورياً، حيث تعتبر هذه الفصول الدراسية السبيل نحو التعليم الرسمي، حيث تمنح الأطفال اللاجئين التعليم الأساسي الذي يحتاجون إليه لدخول برامج التعليم الاستدراكي التي تديرها الحكومة.

وتشرح سماح حمزة، التي تدرس اللغة الانكليزية هنا، قائلة: "لم يتمكن معظمهم من ارتياد المدرسة من قبل بسبب وضعهم، وهم يأتون من أجل الحصول على فرصة للذهاب إلى المدرسة ويريدون الخروج من الأوضاع التي يعيشون فيها".

5d6cdece3.jpg
اللاجئ السوري فهد يحضر الدروس في مركز الأوزاعي وهو عبارة عن مدرسةٍ غير رسمية في أحد الأحياء العشوائية جنوب بيروت.

يستضيف لبنان أكثر من 935,000 لاجئ سوري مسجل، وهو أعلى تجمع للاجئين نسبة لتعداد السكان، والذي يزيد قليلاً على ستة ملايين شخص. أكثر من نصف الأطفال من اللاجئين السوريين في البلاد لا يرتادون المدارسة الرسمية، على الرغم من أن السلطات اللبنانية نظمت وردياتٍ خاصة بعد الظهر في المدارس الحكومية للطلاب السوريين.

لقد فقد الكثير من الأطفال سنوات من الدراسة وهم يصارعون من أجل تلبية الحد الأدنى من المستويات التعليمية المطلوبة للتسجيل.

ولمعالجة هذا الأمر، نشرت وزارة التعليم اللبنانية إطاراً للتعليم غير الرسمي والمصمم لمنح الأطفال الذين خرجوا من المدارس لمدة عامين على الأقل - أو لم يسبق لهم ارتياد المدارس على الإطلاق - فرصة لدخول المدارس العامة.

يتم تحقيق ذلك من خلال برامج تعليمية مسرّعة تهدف إلى مساعدة الأطفال ممن هم خارج المدرسة على متابعة المناهج الدراسية. ولحضور برامج التعليم المسرّع، فإن من المطلوب وجود حد أدنى من التعليم، وهو الدور الذي تعلبه برامج المراكز المجتمعية التي تقدم دروساً أساسية في الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب، مثل مركز "بوردرلس" في بيروت.

على مدى العامين الماضيين، تمكن أكثر من 90 طفلاً من طلاب المركز من الالتحاق بالمدارس العامة.

وقالت فانان مانجيكيان، مساعدة مسؤول التعليم في المكتب الميداني في جبل لبنان بالمفوضية، بأنه حتى في حالة عدم تمكن الأطفال من التسجيل بسبب نقص الأماكن أو التمويل، فإن البرنامج لا تزال توفر فوائد مهمة: "هذا البرنامج ضروري للمستقبل ... لأن دروس برامج الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب الأساسية شيء مهم للغاية لكل طفل".

هذه القصة جزء من تقرير "تعليم اللاجئين في أزمة: فلنكثف الجهود لمواجهتها"، والذي يكشف عن تزايد العقبات التي تقف بين اللاجئين والتعليم مع تقدمهم في العمر: 63% من الأطفال اللاجئين يلتحقون بالمدارس الابتدائية مقارنةً بمعدلٍ عالمي يبلغ 91%. وحول العالم، يلتحق 84% من الشباب اليافعين بالتعليم الثانوي، بينما لا تتجاوز نسبة من يحظون بفرصة ذلك من اللاجئين الـ 24%. هناك 7.1 مليون طفل لاجئ في عمر الدراسة حول العالم، 3.7 مليون منهم - أكثر من النصف - لا يلتحقون بالمدارس.