اختر صفحة

5.2  شركاء إعادة التوطين

الحكومة الوطنية والمحلية كشركاء في إعادة التوطين

السلطات الحكومية في البلدان المضيفة هم شركاء أساسيون في تسهيل إعادة التوطين وتمكينه في بلد ثالث للاجئين على أراضيها، بما في ذلك تفويض بعثات الاختيار وتسهيل مغادرة اللاجئين، عن طريق إصدار وثائق سفر وتصاريح خروج معترف بها دوليًا. ينبغي إشراك سلطات البلدان التي تستضيف اللاجئين في التصميم والتخطيط لإعادة التوطين والحلول التكميلية لتعزيز المشاركة وتوسيع الفرص وبناء الاستخدام الإستراتيجي لإعادة التوطين وحلول البلدان الثالثة الأخرى كجزء من استجابة شاملة في بلد اللجوء.

تضع السلطات الحكومية في دول إعادة التوطين برامج إعادة التوطين، وتحافظ عليها كدول مستقبلة للاجئين. يعقد قسم إعادة التوطين والحلول التكميلية (RCPS) في المقر الرئيسي وكذلك المكاتب على الصعيدين الإقليمي والقطري اجتماعات ثنائية منتظمة مع سلطات دول إعادة التوطين لتعزيز الشراكات باستمرارعن طريق التخطيط المشترك، كما تُعقد المناقشات حول احتياجات إعادة التوطين والتطورات في سياسات قبول اللاجئين والحصص، وكذلك متابعة الحالات الفردية.

تؤدي السلطات الإقليمية والمحلية والبلدية أدوارًا شديدة الأهمية في استقبال اللاجئين وإدماجهم وتقديم الخدمات لهم على أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسلطات المحلية والبلدية أن تعلن عن نفسها على أنها “ترحب” باللاجئين عن طريق الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي و إتخاذ إجراءات أخرى تُظهر دعمها لاستقبال اللاجئين وإدماجهم في أراضيها. لمزيد من المعلومات، راجع دليل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الخاص بالاندماج.

شركاء اللاجئين في إعادة التوطين

أقر الميثاق العالمي بشأن اللاجئين (GCR) بأن “الاستجابات تكون أكثر فاعلية عندما يشارك فيها أولئك المستهدف حمايتهم ومساعدتهم بفعالية وبشكل هادف”، ودعت  الجهات الفاعلة ذات الصلة إلى التطوير والدعم للعمليات الاستشارية التي تمكن اللاجئين وأفراد المجتمع المضيف من المساعدة في تصميم استجابات ملائمة وسهلة الوصول وشاملة. ومنذ ذلك الحين، اعتُرف على نطاق واسع بالأهمية والقيمة لمشاركة اللاجئين من ذوي الخبرة في إعادة التوطين في برامج إعادة التوطين الأكثر تأثيرًا واستدامة – بالشراكة مع الدول والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات والمنظمات الدولية والجهات الفاعلة الرئيسة الأخرى – بما في ذلك إستراتيجية  الثلاث سنوات لإعادة التوطين والحلول التكميلية، حلول الدول الثالثة للاجئين: خارطة الطريق 2030 وبين مجتمع المشاورات السنوية الثلاثية ATCR حول إعادة التوطين بشكل عام.

يستمر اللاجئون والمنظمات التي يقودها اللاجئون في مختلف البلدان في التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على تشكيل برامج إعادة التوطين وتقديمها. يمكن تحقيق مشاركة اللاجئين الهادفة في إعادة التوطين بعدة طرق مثل التشاور مع المنظمات التي يقودها اللاجئون في تصميم السياسات وعمليات المراقبة والتقييم وإدماج اللاجئين والتأثير في التطوير والتقديم لخدمات الدعم في بلد إعادة التوطين. 

يشارك اللاجئون منذ البداية في التخطيط والتقديم والمشاركة في المشاورات السنوية الثلاثية حول إعادة التوطين (ATCR) والمنتديات الوطنية والدولية الأخرى بشأن إعادة التوطين. راجع 5.1 المنتديات متعددة الأطراف للدعم والشراكة في إعادة التوطين.

شركاء التشغيل من المنظمات غير الحكومية في إعادة التوطين

يتيح التعاون بين مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والشركاء التنفيذيين طوال عملية إعادة التوطين ايجاد الحالات المستمر وإحالة اللاجئين المعرضين للخطر، وزيادة الكفاءة في طرق التعامل مع إعادة التوطين وتقديم الدعم الشامل للاجئين أثناء استعدادهم للسفر والاستقرار في بلد ثالث. بالإضافة إلى ذلك، يقوم شركاء المنظمات غير الحكومية بإجراء أنشطة التوعية والتواصل حول إعادة التوطين.

الشراكات في عمليات ما قبل تقديم الملف لدولة إعادة التوطين 

غالبًا ما يقوم الشركاء العاملون في المجتمع المحلي وحماية الطفل والرعاية الصحية والتعليم والمساعدة المالية  وسبل العيش والمأوى والمساعدة القانونية وغيرها من الأنشطة بجمع المعلومات المهمة حول الحماية الفردية و/أو الاحتياجات الطبية لدى اللاجئين وتخزينها. وبالتالي، غالبًا ما يكون للمنظمات دور رائد في تحديد الحالات وإحالتها إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين؛ للنظر في إعادة التوطين. راجع 4.1 تحديد الحالة لإعادة التوطين.

يعد العمل المنتظم مع جميع الشركاء الإنسانيين بشأن إعادة التوطين جزءًا أساسيًا من الدور التنسيقي للمفوضية. تساعد تنمية القدرات ومشاركة المعلومات من جانب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تمكين الشركاء من إحالة المزيد من الحالات إلى المفوضية من التي يرون أنها بحاجة إلى إعادة التوطين. 

قد تغطي تنمية القدرات بشأن إعادة التوطين – حسب الاقتضاء، ووفقًا لاحتياجات المعلومات التي أعرب عنها الشركاء الأفراد – ما يلي:

  • أولويات إعادة التوطين لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين؛
  • فئات تقديم إعادة التوطين ومعايير الاختيار؛
  • الحصص المتوفرة لبلدان إعادة التوطين المحددة،
  • النزاهة ومنع الاحتيال.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية ذات الخبرة في إعادة التوطين بشكل روتيني، تنمية القدرات والدعم الفني للمنظمات التي تشارك حديثًا في أنشطة إعادة التوطين، بما في ذلك تحديد الحالة للنظر في إعادة التوطين المحتملة. في بعض الأحيان، يمكن تقديم دعم بناء القدرات على المدى الطويل – مثلًا – من خلال علاقة إرشادية بين المنظمتين غير الحكوميتين أو “عملية تبادل” لتضمين الموظفين ذوي الخبرة داخل المنظمة غير الحكومية الجديدة. تُشجَّع مكاتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على التشاور أو الشراكة مع هذه المنظمات غير الحكومية – عند الاقتضاء – للمشاركة في جهود تنمية القدرات.

آليات التعقيب أو التغذية الراجعة على الحالات الفردية 

ينبغي أيضًا تطويرمثل هذه الآليات  والاتفاق بشأنها بين مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والشركاء القائمين بالإحالة مع إيلاء الأهمية الواجبة لمتطلبات حماية البيانات والخصوصية المتعلقة بالمفوضية (راجع 2.3 حماية البيانات عند إعادة التوطين). يعزز التواصل والتنسيق وتوفير التغذية الراجعة المساءلة والشفافية وهي مهمة، لا سيما حيث تقوم الجهة الفاعلة القائمة بالإحالة كذلك بإجراء الاستشارة والتعامل مع طلبات الحصول على المعلومات وتحديثات الحالة من اللاجئين المعنيين. يضمن توفير تحديثات الحالة ذات الصلة، وفي الوقت المناسب للشريك القائم بالإحالة إبلاغ اللاجئين على النحو الواجب بالتقدم المحرز في حالتهم. ويشجع الشركاء على مواصلة إحالة الحالات إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين مع تحسين ملاءمة الحالات المحالة بمرور الوقت.

لأغراض المساءلة، من أفضل الممارسات توثيق استلام إحالة من شريك من خارج المفوضية  من خلال إنشاء حالة إعادة لتوطين في أداة proGres لجميع الحالات المحالة إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من جانب شركاء خارجيين، بصرف النظر عما إذا كانت القضية ستستمر في نهاية المطاف عن طريق جميع خطوات عملية إعادة التوطين أم لا.

عندما تقوم المنظمات غير الحكومية بالإعداد والتقديم لطلبات إعادة التوطين مباشرة إلى  دول إعادة التوطين، ينبغي تسجيل أي دعم ذي صلة من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لمثل هذه الحالات (مثل المساعدة والإحالات والمشورة وإجراءات السفر) في وحدات التسجيل والمساعدة في أداة proGres، حسبما يقتضي الأمر. ينبغي عدم إنشاء حالة إعادة توطين في وحدة إعادة التوطين في أداة proGres، والتي ينبغي عدم استخدامها سوى في طلبات إعادة التوطين المعُدة من قبل بالمفوضية. وعلى نحوٍ مماثل، لا تُحتسب طلبات إعادة التوطين التي تقدمها المنظمات غير الحكومية وحالات المغادرة في تقرير إحصاءات إعادة التوطين الداخلي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (RSR)، وهو مُخصَّص لحالات إعادة التوطين المتعلقة بالمفوضية فحسب. يُوصى باستخدام آلية تنسيق للإحالات والتحقق من الهوية وإدارة الحالة بين مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين المعني والمنظمات غير الحكومية (رهنًا بترتيبات مشاركة البيانات المناسبة المتفق عليها على المستوى التشغيلي أو الإقليمي أو العالمي، بالتشاور مع خدمة البيانات العالمية وإدارة الحماية الدولية) تحقيقًا لأقصى قدر من التآزر والنزاهة وتأثير الحماية الجماعي لبرامج إعادة التوطين التابعة للمفوضية والمنظمات غير الحكومية. 

الشراكات في عمليات إعادة التوطين بعد تقديم الطلب من قبل المفوضية

تعمل دول إعادة التوطين مع الشركاء لتقديم التوجيه والمشورة قبل المغادرة والفحص الطبي وترتيبات المغادرة لإعداد اللاجئين للسفر. بالإضافة إلى ذلك، تجري بعض الدول تقييمات صحية قبل المغادرة؛ للتحقق من استعدادها للاستجابة للقضايا الصحية المحتملة عند وصول اللاجئين، وكذلك الفحوصات قبل الصعود للطائرة، وهي محاولة في اللحظة الأخيرة لتقييم مدى ملاءمة اللاجئين للسفر. تُقدِّم المنظمة الدولية للهجرة هذه الخدمات بانتظام، غير أنَّه يمكن أن تقوم بها جهات فاعلة مختلفة مثل لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) واللجنة الكاثوليكية الدولية للهجرة (ICMC).

تتضمن التقييمات الصحية قبل المغادرة تقييمًا لحالة الصحة البدنية والعقلية للاجئين قبل مغادرتهم بلد اللجوء الأول لإعادة التوطين. تضمن التقييمات الصحية إتمام عملية إعادة التوطين بأمان ونجاح من المنظور الصحي. والأكثر أهمية من ذلك، أنَّها تساعد السلطات الصحية والجهات الفاعلة الأخرى في بلدان إعادة التوطين على التجهز بشكل ملائم للاجئين وإدماجهم بعد وصولهم. 

تشمل التقييمات الصحية مراجعة التاريخ الطبي للاجئين والفحص البدني وتقييم الصحة النفسية والفحوصات الإضافية مثل دراسات التصوير الإشعاعي والاختبارات المعملية والإحالات المتخصصة إذا لزم الأمر. تشمل الخدمات ذات الصلة العلاج أو الإحالة للعلاج والاستشارة والتثقيف الصحي والمساعدة الصحية أثناء السفر وتدخلات الصحة العامة مثل مراقبة الأمراض المعدية والاستجابة لتفشي المرض والتطعيمات. 

يوفر التوجيه قبل المغادرة (PDO) – الذي يُطلق عليه كذلك التوجيه الثقافي – للاجئين مساحة تعلم آمنة يمكنهم من خلالها التفكير في إعادة توطينهم، ويقدم معلومات عملية حول بلد إعادة التوطين وإثارة أي أسئلة أو مخاوف. عادة ما يتم عمل إجراءات التوجيه في غضون شهر قبل المغادرة، ويستغرق حوالي ثلاثة أيام. يُعد إشراك اللاجئين المُعاد توطينهم المتواجدين فعلياً في بلد التوطين في محاضرات التوجيه قبل المغادرة اجراءاً فعالاً و ذلك عن طريق مقاطع الفيديو أو دراسات الحالة أو عبر سكايب أو مؤتمرات الفيديو و حسب الضرورة.

بالإضافة إلى برامج التوجيه التقليدية قبل المغادرة، يستفيد اللاجئون والجهات الراعية المتوقع مشاركتهم في برامج رعاية المجتمع عند الوصول إلى بلد إعادة التوطين من جلسات التعريف قبل المغادرة. عادة ما تُجرى مثل هذه الجلسات عن طريق أشكال مختلفة من مؤتمرات الفيديو، ويمكن أن تسمح لكل من اللاجئين الذين وقع عليهم الاختيار والجهات الراعية بالتعرف على بعضهم البعض وتبادل المعلومات وإدارة توقعاتهم قبل أن يجتمعوا شخصيًا.

طوِّرت العديد من مشروعات ما بعد المغادرة من جانب شركاء إعادة التوطين في بلدان إعادة التوطين. وعلى سبيل المثال، طوَّرت اللجنة الدولية للإنقاذ (IRC) تطبيق توطين اللاجئين، وهو متوفر بعشر لغات، ويوفر 60 مصدرًا للاجئين في الولايات المتحدة. مشروع آخر للجنة الدولية للإنقاذ (IRC)، مركز الاتصالات Switchboard  الذي يوفر دعم الممارسين والأقران للاجئين. راجع دليل الاندماج بمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين للحصول على أمثلة أخرى لمشاركة المنظمات غير الحكومية في دعم ما بعد المغادرة والاندماج.

لمزيد من المعلومات، راجع 4.10 ترتيبات ما قبل المغادرة حول الشراكات في عمليات إعادة التوطين بعد التقديم.