إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

شجيرات تغير حياة اللاجئين والمجتمعات المضيفة في تنزانيا

قصص

شجيرات تغير حياة اللاجئين والمجتمعات المضيفة في تنزانيا

مشاريع المشاتل ترفع مخزونات الأشجار المتضائلة حول مخيمات اللاجئين التي تتعرض لضغوط سكانية.
7 ديسمبر 2017 متوفر أيضاً باللغات:
5a2567e34.jpg
كاشيندي إيلي، 25 عاماً، تعمل في مشتل للأشجار تموله المفوضية في مخيم نياروغوسو للاجئين.

بدأت إيلي كاشيندي أخيراً تشعر بأنها وجدت السلام، بعد 20 عاماً على فرارها وعائلتها من جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولكن خلال هذا العام، تعرض مأوها للدمار بسبب رياح هبت على مخيم نياروغوسو للاجئين.

تقول إيلي البالغة من العمر 25 عاماً: "لقد اقتلعت الرياح السقف وتعين علينا أن نغطي المنزل بالأعشاب". 

قبل أعوام، كانت الأشجار تحمي المخيم من العناصر الطبيعية. ولكنّ التدفق الهائل للاجئين من بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورتين أدى إلى زيادة الضغط على الموارد المحدودة وتسبب بتفاقُم التحديات البيئية التي يواجهها المجتمع المضيف. وقد تم قطع الأشجار في مساحات واسعة لإفساح المجال أمام الزراعة وتوفير الحطب والخشب. والآن، يتحمل اللاجئون والمجتمعات المحلية نتيجة ذلك. 

"الأهم بالنسبة لي الآن هو وجود الأشجار."

ولكن الأمل موجود؛ فإيلي تعمل منذ ثلاثة أشهر في مشتل للأشجار في مخيم نياروغوسو، حيث تم زرع حوالي 800,000 نصبة على مساحة نصف فدان من الأرض. ومتى تجذرت، سيتم نقلها إلى المخيم والمجتمع المضيف. 

يتعلم حوالي 100 لاجئ مثل إيلي، فضلاً عن عدد من السكان المحليين، مهارات جديدة ويحصلون على دخلٍ شهري منتظم. 

تقول إيلي، وهي تشير إلى بعض أشجار البابايا المزروعة حديثاً في مساحة هادئة قُطعت الأشجار فيها: "عادةً أقوم بالري وإزالة الأعشاب الضارة. أستمتع حقاً بعملي هنا والأهم الآن بالنسبة لي هو وجود الأشجار". 

قاد هاملتون ميسانا المشروع نيابةً عن منظمة إدارة البيئة والتنمية المجتمعية، وهي أحد شركاء المفوضية، منذ عام 2014. ويقول ميسانا: "الموارد محدودة، لكننا ندرب العمال على الري ومكافحة الحشرات والتعشيب. كما نعلم السكان المحليين واللاجئين زراعة الأشجار والحفاظ على المياه وتجنب حرائق الغابات، ونعدّهم للقيام بأعمال صديقة للبيئة، مثل تربية النحل". 

مع وجود أكثر من 316,000 لاجئ يعيشون في مخيمات في تنزانيا، يعلم هاملتون مدى أهمية التعاون مع المجتمع المضيف ويقول: "علينا أن نعمل معاً". 

وتعمل المفوضية والمنظمات الشريكة على إحداث فارق في حياة الجميع. فإلى جانب المشتلين في نياروغوسو، تم زرع 100,000 شجرة إضافية في مشتل في مخيم ندوتا للاجئين بدعم من منظمة الإغاثة من أجل التنمية وسوف يزرعها اللاجئون في المخيم. 

كذلك، فقد تم زرع 54,000 شجرة أُخرى في مشتلٍ في قرية بيتورانا، على بعد 30 دقيقة في السيارة من ندوتا. هناك، يكتسب السكان المحليون، مثل جوفين نيانيندا البالغ من العمر 27 عاماً، مهارات جديدة، وستتلقى قريباً كل أسرة 30 شتلة. 

يقول جوفين، وهو يمسح جبينه: "دربتني المفوضية على مهارات جديدة في كيفية زراعة الشتول، ومزج التربة، والاعتناء بالمشتل. أنا سعيد جداً بوجود الأشجار حولنا مجدداً. وهي ليست مفيدة لي وحدي، بل للجميع". 

 "ليست مفيدة لي وحدي، بل للجميع".

زرعت المفوضية حوالي مليوني شجرة بالإجمال في مخيمات اللاجئين في نياروغوسو وندوتا ومتنديلي. وهي تحصل على البذور من مزودين محليين، عن طريق شريكتيها منظمة إدارة البيئة والتنمية المجتمعية ومنظمة الإغاثة من أجل التنمية من التجار المحليين، مما يعزز التعاون مع القطاع الخاص. 

إلا أن كل شتلة تكلف 250 شلناً تنزانياً (10 سنتات أميركية) والتمويل محدود. وهنالك حاجة ماسة إلى المزيد من التمويل لمواصلة المشاريع الهامة المماثلة لهذا المشروع، والتي تعتبر أساسية في الإطار الشامل للاستجابة للاجئين، وهو نهج جديد يركز على دعم المجتمعات التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، وتنفيذ برامج مستدامة في أسرع وقت ممكن. 

في مخيم نياروغوسو، تم زرع حوالي 800,000 شتلة على مساحة نصف فدان من الأرض. 

وترتفع الاحتياجات على صعيد الطاقة في المخيمات، وحتى الأشجار السريعة النمو قد تحتاج ثلاثة أعوام قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام كحطب. 

فقد أمضى العديد من اللاجئين الذين أجبروا على بدء حياتهم من الصفر وببدائل قليلة، عقوداً وهم يستخدمون أشجار تنزانيا كحطب للوقود وخشب للبناء. ومع تقلص الإمدادات، ازداد التوتر مع المجتمعات المحلية في الوقت الذي تحاول فيه تلبية احتياجاتها من الطاقة والخشب من نفس المصادر المحدودة. 

وكانت ستيلا ندايشيمي التي تبلغ من العمر 27 عاماً، وهي أم لطفلين، حتى وقت قريب تخرج بانتظام من المخيم بحثاً عن الحطب. إنها مهمة خطيرة ومرهقة، تستغرق ما يصل إلى خمس ساعات. كانت من بين مجموعة من النساء اللواتي تعرضن للضرب من قبل سكان محليين. 

وتقول ستيلا: "تعرضنا للضرب لوقت طويل. بعضنا ضُرِب بالسكاكين، ونُقِل آخرون إلى المستشفى. كان الطفلان معي. وحتى الآن، ما زلت أشعر بالألم في جسمي ورأسي". 

الغاز البترولي المسال هو مصدر بديل للوقود، وتجربه المفوضية في نياروغوسو ومتنديلي. كل أسبوع، تتلقى أكثر من 3,000 أسرة قارورة بسعة 6 كيلوغرام من الغاز، وهو بديل أكثر أماناً واستدامة وملاءمة من الناحية الصحية مقارنةً بالحطب لأنه يقلل من الانبعاثات ويحسن نوعية الهواء في المآوي. 

وتضيف ستيلا بحزم، بينما تنتظر في الطابور مع نساء أُخريات: "من الأفضل الحصول على الغاز. لا داعي الآن لأن أخاف لأنني لست مضطرة للخروج إلى الأدغال والتعرض لهجوم". 

 "لا داعي الآن لأن أخاف"

غير أنَّ نقص التمويل يعني أنَّ هذا المشروع قد يكون قصير الأجل. تدفع المفوضية 47,000 شلن تنزاني (21 دولاراً أميركياً) لكل قارورة غاز، و20,500 شلن تنزاني (9 دولارات أميركية) لإعادة تعبئتها كل مرة. 

وقالت تشانسا كابايا، ممثلة المفوضية في تنزانيا، بأن استخدام الموارد الطبيعية، بما في ذلك الحطب للطهي، لا يؤثر فقط على البيئة، بل يؤدي أيضاً إلى مخاطر على صعيد الحماية وتوتر بين اللاجئين والمجتمعات المحلية المحيطة. واستجابةً لذلك، تنفذ المفوضية استراتيجية شاملة في مجالَي الطاقة والبيئة. 

وأضافت كابايا: "أحد الأهداف الرئيسية للاستراتيجية هو تزويد كل الأسر بإمكانية الحصول على وقود الطهي البديل وربط التدخل بتزايد فرص سبل كسب العيش حتى يتمكن المستفيدون من المساهمة في تكلفة هذا المشروع المهم واستدامته". 

هذه المشاريع هي أمثلة عن أنواع الأمور التي يلزم تكرارها وتوسيع نطاقها، إذ تقود المفوضية عملية وضع ميثاق عالمي بشأن اللاجئين، يهدف إلى تأمين الدعم للبلدان المضيفة لإدارة الآثار الناجمة عن استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين، بما في ذلك القضايا البيئية. 

وقد يشمل ذلك إمكانية الحصول على الطاقة النظيفة والمستدامة بأسعار معقولة، أو الاستثمار في التكنولوجيات البيئية التي تفيد اللاجئين والمجتمعات المضيفة على السواء. 

وسيركز الحوار العاشر للمفوض السامي بشأن تحديات الحماية في جنيف الأسبوع المقبل (12 و13 ديسمبر) على التقدم المحرز باتجاه التوصل إلى ميثاق عالمي بشأن اللاجئين. وسيقيم الاجتماع نتائج المشاورات المكثفة التي جرت في عام 2017، ويجمع بين الدروس المستفادة حتى الآن من تطبيق الإطار الشامل للاستجابة للاجئين، الذي ورد في إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين في العام الماضي. 

وبالنسبة إلى ويزييمانا سيواجيبو البالغة من العمر 34 عاماً، وهي لاجئة بوروندية تعتني بالشتول في مشتل الأشجار في ندوتا، فإن مثل هذه المشاريع تغيّر الحياة. 

تقول مبتسمة: "أنا فاخورة لأن الفرصة أُتيحت لي للعمل هنا. اعتدت أن أمشي لمدة ثلاث ساعات لجمع الحطب وهذا المشروع يساعدنا في الحفاظ على الأشجار. أنا حقاً ممتنة جداً لذلك".