إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

باربرا هندريكس تتأمل في عقود قضتها في مجال مساعدة اللاجئين حول العالم

قصص

باربرا هندريكس تتأمل في عقود قضتها في مجال مساعدة اللاجئين حول العالم

كانت أول زيارة خارجية لها في عام 1989 إلى زامبيا وموزمبيق، حيث التقت باللاجئين على أمل العودة إلى وطنهم ناميبيا قبل استقلال البلاد.
28 يوليو 2021 متوفر أيضاً باللغات:

في مقابلة أجريت معها بمناسبة الذكرى السبعين لاتفاقية اللاجئين لعام 1951، وصفت سفيرة النوايا الحسنة الأطول خدمة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - المغنية الكلاسيكية المشهورة عالمياً باربرا هندريكس - أبرز لقاءاتها ومشاعرها خلال ما يقرب من 35 عاماً من العمل مع المهجرين قسراً.


ولدت هندريكس في أركنساس عام 1948، ونشأت خلال فترة الفصل العنصري في الولايات المتحدة. وقد بثت تجربتها بداخلها خلال تلك الفترة وما تلاها من حركة الحقوق المدنية إيماناً راسخاً بأهمية صون حقوق الإنسان للجميع.

وبعد أن أصبحت مغنية للأوبرا والجاز والموسيقى الكلاسيكية على جانبي المحيط الأطلسي، انتقلت إلى أوروبا، لتتصل بها المفوضية في عام 1987 وتعرض عليها أن تصبح سفيرة لها للنوايا الحسنة.

وقالت هندريكس: "عندما بدأت في قراءة المواد المتعلقة بالمفوضية، أدركت أنه قد يكون من الممكن بالنسبة لي أن أرسخ إيماني بأنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيزها".

كانت أول زيارة خارجية لها في عام 1989 إلى زامبيا وموزمبيق، حيث التقت باللاجئين على أمل العودة إلى وطنهم ناميبيا قبل استقلال البلاد. وبينما تمكن البعض من العودة وإعادة بناء حياتهم، كان على الآخرين الانتظار 14 عاماً أخرى قبل أن يتمكنوا من العودة بأمان - وهما مصيران متباينان تركا انطباعاً دائماً لديها.

وقالت هندريكس: "هناك تمكنت من رؤية اثنين من المواقف التي كنت سأواجهها خلال السنوات الـ 35 المقبلة. الأول هو الذي يجعلني سعيدة ... حيث يمكن للأشخاص العودة إلى ديارهم. يرغب جميع اللاجئين الذين قابلتهم في العودة إلى ديارهم. يريدون العودة إلى أسرهم وبلدهم ومجتمعهم. لكن ليس لديهم هذا الخيار طوال الوقت".

خلال زيارة إلى سراييفو في عام 1993 عندما كانت المدينة تحت الحصار، كانت هندريكس تغني أغنية أمام جمهور صغير عندما تخلل أداءها انفجار قوي. وتستذكر ذلك اليوم، قائلة: "كانت قنبلة وقد وقعت خارجاً في الشارع، لكنني واصلت الغناء. وقلت [لنفسي]: "حسناً، إذا كنت سأموت، فلا يمكنني التفكير في طريقة أفضل من تكون خلال غناء واحدة من الأغاني المفضلة لدي".

وفي معرض تأملها لأهمية اتفاقية اللاجئين لعام 1951، قال هندريكس إنها انبثقت من الإحساس الجماعي بالأمل والبدايات الجديدة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وأنها ستستمر في توجيه عمل المفوضية في الوقت الذي تتكيف فيه مع التحديات العالمية الجديدة والتي سوف تفرز موجات مستقبلية من النزوح.

وقالت هندريكس: "لقد أعطت السنوات السبعون الماضية للمفوضية تجربة مدهشة في مساعدة اللاجئين وحمايتهم".

وأضافت: "سوف تستمر المفوضية في التحلي بالمرونة من أجل التعامل مع السكان المهجرين، وهذا ما نفعله. ونحن نفعل ذلك على أكمل وجه. وأعتقد أننا سنكون على مستوى المهمة ونريد أن يعمل الجميع معنا، أن يعمل كل مواطن في كل بلد معنا، لجعل العالم مكاناً أفضل لجميع أطفالنا وأحفادنا".

وقد حازت هندريكس على وسام جوقة الشرف في فرنسا وكانت الرئيس المؤسس لـ"السويد مع المفوضية" - وهي شريك المفوضية لجمع التبرعات في السويد، وهو البلد الذي تحمل هيندريكس جنسيته - ولا تزال الرئيس الفخري لها.

تقديراً لالتزامها المتميز تجاه اللاجئين، فقد عينت المفوضية هندريكس في عام 2002 كسفيرة فخرية مدى الحياة للنوايا الحسنة. نتيجة لذلك، فقد امتد ارتباطها بالمنظمة إلى ما يقرب من نصف العمر الإجمالي للمفوضية.

"أنا لا أنظر إلى الأرقام. أنا أنظر إلى الوجوه"

خلال تلك الفترة، ارتفع عدد النازحين قسراً وغيرهم من الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية من حوالي 5 ملايين إلى أكثر من 80 مليوناً. وقالت هندريكس إن مثل هذه الزيادة المذهلة تمثل فشلاً جماعياً للإرادة، لكنها أضافت أنها اختارت عدم التركيز على الأرقام نفسها وترفض أن تفقد شجاعتها.

وقالت: "من 5 ملايين إلى 80 مليون شخص - لقد فشلنا، لكن ليس المفوضية. لقد فشلنا في العالم لأننا أصبحنا راضين للغاية ومرتاحين للغاية ونسينا مدى سهولة فقدان كل شيء. قد تسألني: أليس هذا محبطاً؟. إن مجرد إلقاء نظرة على هذه الأرقام، نعم، بالطبع فإن الأمر كذلك. لكني لا أنظر إلى الأرقام، بل أنظر إلى الوجوه".

وختمت قائلة: "لا يمكننا السيطرة على الصراعات. لا يمكننا التحكم في عدد الأشخاص المجبرين على الفرار. ولكن ما يمكننا القيام به هو تمكيننا من مد يد العون إلى جيراننا المحتاجين أينما كانوا. يكفي عددنا على هذه الأرض لرعاية 80 مليون شخص. وأن لا نرى ذلك على أنه شيء بعيد المنال، لأننا إذا فعلنا ذلك مع لاجئ واحد، وطفل واحد، وعائلة واحدة في كل مرة، فعندها سيكون ذلك ممكناً".