إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

المجتمعات السكانية في النيجر تتكيف مع النزوح وتغير المناخ

قصص

المجتمعات السكانية في النيجر تتكيف مع النزوح وتغير المناخ

في منطقة تعاني من ارتفاع معدلات النزوح ودرجات الحرارة، تسخّر بلدة في شمال النيجر تعاون المجتمعات المحلية والمهجرين لإيجاد الحلول.
11 فبراير 2022 متوفر أيضاً باللغات:
6204c9b23.jpg
حديقة السوق في والام، شمال النيجر، حيث يعمل اللاجئون الماليون والنازحون داخلياً والسكان المحليون جنباً إلى جنب.

في السهول الترابية خارج بلدة والام، والواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال نيامي، عاصمة النيجر، تنبت صفوف غضة من الخضار في تربة زراعية نظيفة. إلى جانب المناطق المحيطة والعطشى، تسير مجموعة من النساء بين صفوف المزروعات مرتدين شالات براقة، ويتفحصن أنابيب الري ويضعن بخات من الماء على أي من العينات التي تبدو لهن عطشى.


تتحدر 450 امرأة أو نحو ذلك من النساء العاملات في هذه الأرض من ثلاثة مجتمعات مختلفة: بعضهن من السكان المحليين، والبعض الآخر نزحن بسبب الصراع وانعدام الأمن في أماكن أخرى في النيجر، أما من تبقى فهن لاجئات من مالي المجاورة.

يعكس تنوع المدينة النطاق الهائل لأزمة النزوح التي تواجهها النيجر في الوقت الحالي. في منطقة الساحل الهشة والتي هي جزء منها، دفعت حالة عدم الاستقرار السياسي والهجمات المتكررة من قبل الجماعات المسلحة 250,000 لاجئ، معظمهم من مالي ونيجيريا، لالتماس الأمان في النيجر. كما أجبر العنف داخل حدودها 264,000 شخص آخر على النزوح من ديارهم.

تقول ربيع سالي، البالغة من العمر 35 عاماً، والتي استقرت في المنطقة بعد الفرار من الهجمات المسلحة في مسقط رأسها ميناكا، وهي بلدة تبعد 100 كيلومتر شمالاً عبر الحدود في مالي: "لقد فعلنا هذا ... جميعاً مع المجتمعات المختلفة: اللاجئون والنازحون والمجتمع المحلي في والام. نحن سعداء جداً للعمل معاً".

تساعد المنتجات التي تزرعها - بما في ذلك البطاطس والبصل والملفوف والفلفل والبطيخ - في إطعام أطفالها السبعة، إضافة إلى توفير الدخل لها من خلال بيع الفائض في السوق المحلية. منذ إنشائه، ساعد مشروع حديقة السوق أيضاً على تسهيل وصول آلاف اللاجئين والنازحين داخلياً إلى المدينة.

تستذكر كاتيما أدامو، وهي امرأة من والام تبلغ من العمر 48 عاماً ولها قطعة أرض خاصة بها في منطقة مجاورة، قائلة: "عندما علمنا أنهم سوف يستقرون هنا، كنا خائفين وغير سعداء. اعتقدنا أنهم سوف يجعلون حياتنا مستحيلة، ولكن بدلاً من ذلك فقد وجدنا العكس".

ومن المزايا الإضافية للمشروع دوره في مكافحة أزمة كبرى أخرى تعصف بالنيجر وجيرانها. يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الساحل بمعدل 1.5 مرة عن المتوسط ​​العالمي، ويعد 4.4 مليون شخص نازح قسراً في جميع أنحاء المنطقة من بين أكثر الفئات تعرضاً للآثار الهائلة للجفاف والفيضانات وتضاؤل ​​الموارد.

في حديقة سوق والام - وهي مبادرة أطلقتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبريل 2020 - تعلمت النساء كيفية تغذية نباتاتهن باستخدام الري بالتنقيط، وذلك بهدف تخفيض نسبة التبخر والحفاظ على موارد المياه الشحيحة.

من خلال زراعة مساحة كبيرة من الأراضي المتدهورة في السابق بالقرب من المدينة وغرس الأشجار، فإنهن يساعدن أيضاً في درء التصحر الذي يهدد أجزاءًا كبيرة من البلاد.

 خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى النيجر هذا الأسبوع مع المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو، توجه المفوض السامي فيليبو غراندي إلى والام والتقى بسالي وآخرين من المشاركين في المشروع، حيث أشاد بروح التضامن وكرم شعب وحكومة النيجر في القيام بدورهم كمضيفين.

وقال غراندي: "لقد رأينا اليوم عن كثب روح الترحيب والتسامح والتعايش. في منطقة تضم السكان المحليين بالطبع، وتستضيف أيضاً نيجيريين من المهجرين والعديد من اللاجئين الماليين، فإن هذه المشاريع تهدف إلى دعم التعايش بين جميع هؤلاء السكان أثناء انتظارهم للحلول حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم".

وتابع المفوض السامي قائلاً: "يساهم تغير المناخ وحالة الطوارئ المناخية في حدوث النزوح، ونحن نرى الكثير من ذلك في منطقة الساحل. ولكن بموازاة ذلك، يمكن أن يكون لتحركات السكان أيضاً تأثيرات على الطبيعة، لا سيما قطع الأشجار لاستخدامها كحطب للوقود... أو استغلال موارد المياه المحدودة للغاية [بالأصل]."

وحث غراندي المانحين على دعم جهود المفوضية الهادفة لتعزيز مصادر الطاقة البديلة وغيرها من الحلول الصديقة للمناخ في أوضاع النزوح.

في منطقة أخرى من والام، يأتي زخم إضافي للاندماج داخل المجتمع وحماية البيئة من مصدر أقل ترجيحاً، حيث يوفر مصنع الطوب في البلدة فرصاً وظيفية لـ 200 رجل وامرأة من اللاجئين والنازحين داخلياً والسكان المحليين في مجال صناعة طوب التربة المستقرة.

"لقد أصبحنا مجتمعًا واحداً"

يتم تصنيع الطوب المتشابك من خلال الجمع بين تربة تحتوي على كميات صغيرة من الرمل والأسمنت والماء قبل ضغطها وتجفيفها في الشمس، مما يقلل من الحاجة إلى مِلاط ​​الأسمنت أثناء البناء. كما أنها تغني عن الحاجة إلى حرق كميات كبيرة من الأخشاب الشحيحة أو غيرها من الوقود المستخدم خلال تحضير الطوب التقليدي المصنوع من الصلصال.

وأوضح إلفيس بينج، مسؤول المأوى لدى مكتب المفوضية في النيجر، قائلاً: "بعد ذلك، يُستخدم هذا الآجر لبناء منازل للأشخاص الذين تدعمهم المفوضية – وهم اللاجئون والنازحون داخلياً، فضلاً عن جزء من المجتمع المضيف الأكثر احتياجاً".

وأضاف بينج: "في نهاية المطاف، يشكل اللاجئون والسكان الذين يستضيفونهم محركات التغيير ويمكنهم إعالة أنفسهم وضمان صمود مجتمعاتهم".

وبالعودة إلى حديقة السوق، بعد أن عملت مع جيرانها الجدد لمواجهة التحدي المتمثل في تدبر أمور حياتها اليومية بالإضافة إلى الأزمات التي تحدد مستقبل عصرنا والخارجة عن سيطرتهم، تقف سالي محاطة بثمار عملها وتفكر في العمل الجيد الذي قامت به، وتقول: "لقد أصبحنا مجتمعاً واحداً - حتى أنني تزوجت هنا!. المرأة تزدهر، تماماً مثل النباتات".