إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئة سورية في الأردن تجد ضالتها وسعادتها في تعلم الحرف وإعالة أسرتها

قصص

لاجئة سورية في الأردن تجد ضالتها وسعادتها في تعلم الحرف وإعالة أسرتها

28 أبريل 2022 متوفر أيضاً باللغات:
62383f7c3.jpg
اضطرت سوزان مصطفى، البالغة من العمر 36 عاماً والمتحدرة من مدينة حلب، لمغادرة سوريا مع زوجها وأطفالها الثلاثة إلى الأردن في عام 2012 بعد أن امتد النزاع إلى الحي الذي كانت تقطنه. تستخدم مهاراتها الحرفية للمساعدة في إعالة أسرتها.

تحظى سوزان مصطفى بأيادٍ ذهبية. فقد اكتشفت اللاجئة السورية التي اضطرت لمغادرة وطنها إلى الأردن في عام 2012 أن بإمكانها تحويل أي شيء تقريباً يكون قديماً ومهترئاً إلى شيء جميل، وهو ما يساعد عائلتها على كسب المال وعلى إعادة بناء حياتهم.

سوزان هي واحدة من بين 5.7 مليون لاجئ سوري ممن يعيشون في البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا، بعدما اضطروا للفرار من الصراع الذي اندلع في عام 2011. وقد واجه الكثيرون منهم البطالة والفقر - ​​وهو وضع قد تفاقم في ظل جائحة فيروس كورونا.

بعد مغادرة مخيم الزعتري للاجئين، انتقلت سوزان مع عائلتها إلى العاصمة الأردنية عمّان. من داخل منزلها، تصنع أغطية وسائد تبيعها إيكيا كجزء من مشروع تديره مؤسسة نهر الأردن، وهي شريك للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تبيع أيضاً هذه المواد في أسواقها النظامية.

دخلت إيكيا في شراكة مع المؤسسة، والتي أسست نظاماً للتدريب على الوظائف وبرامج اقتصادية واجتماعية أخرى في الأردن استجابة للأزمة السورية. وتُظهر البيانات الأخيرة التي جمعتها المفوضية في الأردن أنه على الرغم من أن معظم اللاجئين الذين يعيشون في المناطق الحضرية حاصلون على عمل، إلا أن خطر وقوعهم في براثن الفقر لا يزال قائماً.

في القصة أدناه، تخبر سوزان الصحفي واللاجئ السوري حزم المازوني عن عملها وعن الارتياح الذي تشعر به بفضل قدرتها على إعالة أسرتها. تم تحرير قصتها لأسباب تتعلق بالطول والوضوح.

كانت الأسابيع الأولى بعد مغادرة عائلتنا لمخيم الزعتري للاجئين هي الأصعب. وفي نهاية الأمر، لم يكن لدينا سوى فرشتين وبعض البطانيات وملابسنا والقليل من المدخرات.

كان وقتها فصل الشتاء، ولم يكن بمقدورنا استئجار شقة مفروشة. وجدنا شقة رخيصة وفارغة. كان هناك بعض العفن على الجدران ونظفتها من خلال طليها جنباً إلى جنب مع زوجي، وأصلحنا الأشياء المكسورة وبدأنا حياة جديدة.

كنت بحاجة لملابس شتوية دافئة لأولادي. ذهبت إلى سوق للملابس المستعملة واشتريت بعض الكنزات البالية، وقمت بتسوية خيوط الصوف المنزوعة لأصنع منها ملابس جديدة وحديثة.

وكما تعلم، فإن الأطفال يحبون الأشياء الملونة، لذلك أخذتهم معي إلى السوق لاختيار الألوان التي يحبونها، وهو أمر جعلهم يشعرون بالسعادة.

أحب المعلمون في مدرسة أولادي تلك الكنزات، وطلبوا مني صنع بعضها لأطفالهم. وهكذا حصلت على أولى طلباتي وبدأت في تحقيق دخل لي للمرة الأولى.

في ذلك الوقت، كان زوجي – وهو صانع أحذية من المهرة - عاطلاً عن العمل لمدة شهرين، وكان بحاجة لإثبات نفسه لأصحاب العمل المحتملين. لذلك، فقد اشترى بعض الأدوات والمواد وبدأنا في صنع الأحذية النسائية في المنزل.

"تعلمت صناعة الأحذية وأحب زوجي عملي وشجعني على ذلك"

في البداية، بدأت في مساعدته بدافع من الفضول. لم يطلب مني أبداً مساعدته، لكننا اعتدنا على مساعدة ودعم بعضنا البعض. وعلى أية حال، فنحن في الغربة ولن يقدم لنا أحد الدعم. لم يكن لدينا أقارب، وكنا بحاجة للعمل لإعالة الأسرة.

تعلمت صناعة الأحذية وأحب زوجي عملي وشجعني على ذلك. أثبتنا أنفسنا في السوق المحلي حيث باع الأحذية، وهذا ما ضمن له العمل. وقد أتاح لنا الدخل الإضافي الذي حققناه شراء أثاث قديم ورخيص.

بالكاد يمكن لكلمة "أثاث" أن تصف ما اشتريناه. فقد كانت مجموعة من المواد الخشبية والمعدنية المنسية على أحد الأسطح تحت المطر.

لم يكن من السهل تجديد الأثاث يدوياً باستخدام الإبرة والخيط. لم يكن لدي أي أدوات، لكن كان لدي يدان إضافة إلى الرغبة في القيام بذلك. لذلك فقد اشتريت قماشاً جديداً وصنعت أغطية جديدة. بهذه الطريقة، حصلت على مجموعتين من الأثاث مقابل عُشر ما يمكن أن يكلفه شراء مفروشات جديدة.

عبرت النساء في الحي الذي أسكن فيه عن إعجابهن بعدما نجدت أثاث منزلي. وعلى الرغم من حقيقة أنهن ذكرن مرات عديدة أن صناعة الأحذية والمفروشات هي مهنة للرجال، فقد طلبن مني تجديد أثاثهن. لقد أصبح التنجيد مهنتي الثالثة ومصدراً جديداً للدخل، ومكنني ذلك من شراء ماكينة خياطة.

في بعض الأحيان عندما تعلم النساء أنني منجّدة، فإنهن يشعرن بالارتباك لأنهن معتادات على رؤية منجدين من الذكور. لكنني أعتقد أنه يجب على الجميع القيام بأي عمل يمكنهم القيام به جسدياً. لا يوجد شيء يسمى وظيفة للرجال أو وظيفة للنساء.

أثبتت السنوات التسع الأخيرة من حياتي شيئاً لطالما قالته والدتي وهي تعلمني الخياطة والحياكة عندما كنت طفلة صغيرة – وهو أن إتقان حرفة ما يعادل امتلاك ثروة بين يديك. في نهاية المطاف، لا أحد يعرف متى يمكن لهذه الحرفة أن تساعدك على تدبر أمورك المعيشية.

قبل ثلاث سنوات، تعاقدت رسمياً مع مؤسسة نهر الأردن لتطريز الوسائد لبيعها في إيكيا. لدي الآن وظيفة مستدامة، وقد سجلت في الضمان الاجتماعي وأشعر بمزيد من الأمان.

"لا يوجد شيء يسمى وظيفة للرجال أو وظيفة للنساء"

وظيفتي هي القيام بالتطريز من عملية تصنيع الوسائد، وهناك نساء أخريات للخطوات الإضافية.

أنا أستمتع حقاً بهذا العمل لأنه يناسبني تماماً. إنه عمل تعاقدي من المنزل، كما أنه رسمي، مع مزايا للعمل.

على الرغم من أن الراتب ليس بهذا القدر، إلا أن الحصول على دخل ثابت يمنحني شيئاً أساسياً في حياة اللاجئ، وهو الشعور بالثقة والاستقرار.

عندما أفكر بأن هناك أشخاصاً في مكان ما وفي جزء آخر من العالم، يستمتعون باستخدام الوسادة التي ساعدت في صنعها، أشعر أن مهاراتي مهمة ومفيدة.

أشعر الآن بالاستقلالية بشكل أكبر، وأقدم مساهمات مهمة لتلبية الاحتياجات المالية لعائلتنا.. وأشعر بأنني موجودة.

 

كان حزم المازوني أحد المشاركين مؤخراً في برنامج توجيهي تابع للمفوضية للصحفيين اللاجئين، وهو مشروع تم إنشاؤه لدعم اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية من أجل رواية قصص مهمة من عالم اليوم.