المفوضية ترحب بتعهدات الدول في مؤتمر الكويت بتوفير مبلغ 1.5 مليار دولار للاجئين السوريين
المفوضية ترحب بتعهدات الدول في مؤتمر الكويت بتوفير مبلغ 1.5 مليار دولار للاجئين السوريين

مدينة الكويت، دولة الكويت، 30 يناير/ كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أشاد أنطونيو غوتيريس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الأربعاء بالدول المانحة وذلك لتعهدها بالتبرع بما يزيد عن 1.5 مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في دول الجوار والنازحين داخل البلاد التي تشهد قتالاً ضارياً.
وقال إن العهود التي قُطِعت أثناء مؤتمر التعهدات الرفيع المستوى الذي عقد في مدينة الكويت يوم الأربعاء كانت "غير مسبوقة" و "سخية"، وإنها "ستُمكِّننا من بذل الكثير والكثير من أجل دعم الشعب السوري الذي يعاني كثيراً.. ولضمان تلبية احتياجاته الأساسية".
ولم تتضح كمية التبرعات الجديدة التي سوف تُخصَّص لأعمال المفوضية؛ والتي وجَّهت نداءات هذا العام من أجل التبرع لصالح عملياتها داخل سوريا وفي دول الجوار الرئيسة المضيفة وهي العراق والأردن ولبنان وتركيا. وقد وجَّهت المفوضية - بوصفها واحدة من 55 شريكاً بالعمل الإنساني لمساعدة اللاجئين السوريين- نداءً في ديسمبر/ كانون الأول لجمع مليار دولار لتوفير الحماية للاجئين السوريين خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى يونيو/ حزيران من هذا العام في إطار خطة إقليمية للاستجابة لأوضاعهم. وقد تلقَّت المفوضية قبل يوم الأربعاء أموالاً وأكدت تعهدات بقيمة 22.3 بالمائة من إجمالي المتطلبات.
وقد اغتنم غوتيريس فرصة الكلمة التي ألقاها في الكويت يوم الأربعاء ليدعو المجتمع الدولي مجدداً إلى دعم الدول المضيفة التي اعتراها الإجهاد الاجتماعي والاقتصادي البالغ نتيجةً للتدفق الهائل للاجئين.
كما ذكر المفوض السامي في ملاحظاته المدونة للمؤتمر: "لا بد من تعزيز التضامن الدولي على نحو عاجل من أجل دعم الدول المضيفة". وأضاف متحدثاً عن هذه الأزمة التي قال إنها تُمثِّل تهديداً للسلام والأمن الإقليمي والعالمي: "الأمر لا يتعلق بالسخاء فحسب، بل هي جزء من المصلحة الذاتية المستنيرة".
أكد غوتيريس أيضاً أن الأزمة السورية قد تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة بسرعة مذهلة، إذ لم تُسجِّل المفوضية على مدار العام الأول من الأزمة وحتى مطلع شهر أبريل/ نيسان 2012 سوى 33,000 لاجئ سوري في دول الجوار. ووفقاً للإحصائيات الصادرة يوم الاثنين، فاق عدد اللاجئين المسجلين أو الذين ينتظرون التسجيل 712,000 لاجئ، وبلغ متوسط عدد الفارين من سوريا أسبوعياً خلال هذا الشهر 34,000 لاجئ. كما أشار المفوض السامي أن العدد الحقيقي قد يبدو أكبر من هذا. وبمقارنة تقديرات الحكومية بإحصائيات التسجيل الخاصة بالمفوضية، يقول غوتيريس إننا "اقتربنا كثيراً من عتبة المليون سوري ممن غادروا البلاد".
وأضاف قائلاً: "لايوجد بصيص من النور في نهاية النفق إذ ما زال يتوافد المزيد والمزيد من اللاجئين" موضحاً بأنه لا توجد مؤشرات على انتهاء الصراع قريباً وانحسار موجات التدفق.
وتأتي معظم التعهدات المعلنة يوم الأربعاء من المنطقة، حيث قُدِّمت تبرعات غير مسبوقة بملايين من الدولارات من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت المستضيفة للمؤتمر، الأمر الذي يعكس مدى اهتمام الأشقاء العرب وتضامنهم مع الدول المضيفة الرئيسة.
وبحسب عليم المفوضية فإن هناك نحو 230,000 لاجئ سوري في لبنان؛ موزعين على 700 بلدية. كما يوجد ما يقدر بـ 150,000 لاجئ سوري آخر لم يتقدموا بعد للتسجيل، الأمر الذي يرفع إجمالي عدد اللاجئين إلى 380,000 لاجئ. لقد استوعبت المجتمعات المحلية هذه الأعداد بقدر كبير، وتقود الحكومة جهوداً لتوسيع نطاق خيارات إقامة اللاجئين.
وفي الأردن، فاق عدد اللاجئين السوريين الذين تقدموا للتسجيل 222,000 لاجئ. يعيش نحو 80 بالمائة منهم في المناطق الحضرية، في حين يأوي مخيم الزعتري للاجئين ما يزيد عن 65,000 لاجئ من الوافدين. ومن المتوقع افتتاح موقع جديد في القريب العاجل. وتقدر الحكومة أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين قد تجاوز 300,000 فرد.
أما في جنوب شرق تركيا، فيعيش نحو 163,000 سوري في 15 مخيماً. وقد أوردت التقارير أن 70,000 آخرين على الأقل يعيشون في المناطق الحضرية، الأمر الذي يرفع إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى ما يزيد عن 230,000 لاجئ. وفي العراق، حيث لا تزال تصارع من أجل الانتقال من حالة الصراع إلى الاستقرار، فقد فاق عدد اللاجئين على أراضيها 77,000 لاجئ؛ يعيش نصفهم تقريباً في المخيمات. كما سُجِّل أكثر من 14,000 لاجئ آخر حتى الآن في المراكز الحضرية في مصر.
أشار المفوض السامي أيضاً إلى المعاناة البالغة التي يقاسيها الشعب السوري داخل سوريا، حيث نزح مئات الآلاف منهم. كما سلط الضوء على وضع اللاجئين العراقيين والفلسطينيين هناك في المقام الأول، حيث يحتاج نحو 400,000 لمساعدات خاصة جراء الصراع، كما حثَّ المانحين على دعمهم أيضاً، وناشد كافة الأطراف داخل سوريا احترام هؤلاء اللاجئين وحمايتهم.