المفوضية و "براونبوك" تبرزان عزيمة اللاجئين في كتاب مصّور
المفوضية و "براونبوك" تبرزان عزيمة اللاجئين في كتاب مصّور

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 4 يوليو/تموز (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - اضطر اللاجئ السوري ديار، البالغ من العمر 32 عاماً، للفرار من العنف في دمشق برفقة إخوته الأربعة وأخواته الخمس، ليسعى لاحقاً للجوء مع عائلته إلى العراق حيث تمكن أخيراً من فتح مشغل للخياطة.
غادرت مريم بغداد في عام 2004 متوجهة مع أبيها وأخيها إلى أرمينيا هرباً من العنف الطائفي المتزايد. وبفضل نظرتها المستقبلية الإيجابية وتصميمها على النجاح، تعلمت اللغة المحلية وتتابع الآن تدريبها لكي تصبح مصففة شعر.
بقي غلام لاجئاً في باكستان لمدة 18 عاماً حتى عاد مع عائلته إلى ديارهم في مقاطعة باغلان. قرر العودة إلى وطنه مع عائلته ليحصل على عمل حيث يرغب في المساعدة في إعادة بناء بلده.
تلك كانت بعض من القصص التي حظيت بالتكريم والاحتفاء - إلى جانب قصص عديدة أخرى - مساء يوم الأحد الماضي في حديقة الصفا بدبي.
وبهدف توثيق بعض من قصص اللاجئين المؤثرة والباعثة على الإلهام، اقترحت مؤسسة "براونبوك" ومركزها دبي على المفوضية إصدار كتاب يسلط الضوء على هؤلاء الأشخاص والإشادة بهم وهم الذين أَبَوا أن يفقدوا الأمل رغم مرورهم بالكثير من المعاناة.
وقد نشأت فكرة التعاون من أجل إصدار كتاب يظهر الجانب المَنْسِيّ من النزوح البشري خلال اجتماع عُقد بين المفوضية وأحمد بن شبيب، المؤسس المشارك لـ "براونبوك"، كان هدفه الأساسي تقديم إستراتيجية للتعليم الخاص عن طريق المفوضية.
ويضم الكتاب الذي يحمل اسم "ما وراء الأرقام: مجموعة من قصص اللاجئين" عدداً من القصص والصور ذات الطابع الإيجابي، كما يسلط الضوء على الدور الذي قامت به المفوضية في توفير الحماية والمساعدات الإنسانية لعشرات الملايين من الأشخاص الذين تعرضوا للنزوح القسري جراء الحروب والصراعات.
وقد تم إطلاق الكتاب في مكتبة الأرشيف، وهو مبنى متعدد المرافق داخل حديقة الصفا يضم مكتبة معاصرة للشرق الأوسط، حيث تَجَمَّع حشد جماهيري كبير لإظهار التضامن من أجل اللاجئين والنازحين قسراً في أنحاء العالم.
وقد أعرب بن شبيب لدى افتتاحه حفل الإطلاق عن تقديره للمفوضية لدورها في معالجة المحنة الإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون حول العالم، مشيراً إلى أن ريع مبيعات هذا الكتاب سيذهب إلى المفوضية، ومؤكداً في الوقت نفسه على أهمية إصدار الكتاب.
من جانبه، أشار عمران رضا، الممثل الإقليمي للمفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، إلى الأهمية الإستراتيجية لإصدار الكتاب وعلاقته بالموضوع الرئيسي ليوم اللاجئ العالمي لهذا العام، حيث قال: "يُعد اللاجئون من بين أكثر الأشخاص ضعفاً. وعلى الرغم من أنهم فقدوا كل شيء، إلا أنهم يتمتعون بعزيمة عالية".
وأضاف قائلاً: "كانت "العائلة" هي الموضوع الرئيسي ليوم اللاجئ العالمي لهذا العام، وهو ما يذكرنا بأنه في دقيقة واحدة يمكن للعائلة أن تفقد كل شيء، وأنه بالإمكان مساعدتهم في استعادة الأمل ولهذا السبب نحن هنا اليوم في حفل إطلاق الكتاب".
وأعاد هذا الحدث الذي أقيم في إطار احتفالات المفوضية بيوم اللاجئ العالمي التذكير بالواقع المرير بوجود أكثر من 45 مليون لاجئ ونازح داخلياً حول العالم - وهو الأعلى طوال قرابة 20 عاماً.
بقلم آيات الدويري من دبي