مسؤول رفيع في المفوضية يزور سوريا ويطّلع على أوضاع النازحين والاستعدادات لفصل الشتاء
مسؤول رفيع في المفوضية يزور سوريا ويطّلع على أوضاع النازحين والاستعدادات لفصل الشتاء
حمص، سوريا 29 تشرين الأول / أكتوبر (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يقوم مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمين عوض، حالياً بزيارة إلى سوريا للقاء كبار المسؤولين وزيارة بعض النازحين داخلياً، زيارة شاهد من خلالها حجم الدمار وفي الوقت نفسه لاحظ قدرة الناس الكبيرة على التأقلم.
لدى وصوله إلى دمشق، اجتمع أمين عوض، يرافقه ممثل المفوضية في سوريا طارق الكردي، مع نائب رئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك نائب وزير الخارجية ووزراء الشؤون الاجتماعية والمالية والإسكان وعدد من البرلمانيين.
وعقب انتهاء اجتماعاته في دمشق، توجّه عوض، الذي يشغل أيضاً منصب المنسق الإقليمي للاجئين، إلى مدينة حمص التي شهدت قتالاً عنيفاً في وقت سابق من هذا العام. وصرح عوض بعد زيارته عدداً من مراكز الإيواء الجماعي للنازحين ومراكز توزيع المساعدات التي يقصدها الأشد عوزاً من أجل الحصول على مواد الإغاثة بأن "الاحتياجات الإنسانية كبيرة في كافة المدن السورية".
وقال عوض بأن "الناس بحاجة إلى كل شيء"، مضيفاً بأن ما يحصل هو "مأساة إنسانية تتكشف أمام أعيننا"، وواصفاً الوضع "بالخطير جداً".
وقد التقى عوض أثناء زيارته لمدينة حمص يومي الاثنين والثلاثاء مع النازحين في مركز محمد الدرة للإيواء الجماعي، وهو أحد المراكز التي قامت المفوضية بإعادة تأهيلها لمساعدة النازحين من مدينة القصير المدمرة.
وتقوم المفوضية أسبوعياً بإرسال حوالي 250 شاحنة إلى أنحاء متفرقة من سوريا تحمل مساعدات إلى أربع عشرة أو خمس عشرة ألف أسرة، أي ما يعادل تقريباً مائة ألف شخص أسبوعياً.
ويقول أمين عوض بأن "هذه المواد المنقذة للحياة تساعد الأسر المتضررة من النزاع على تحمّل ظروف صعبة للغاية، وتساهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية والحفاظ على كرامتهم ومنع تفاقم المشاكل الصحية بين النازحين".
وقد وصل مرفأ طرطوس مؤخراً شحنات جديدة من مواد الإغاثة يجري تفريغها حالياً في الميناء، وهي جزء من جهود مفوضية اللاجئين المستمرة لتوفير المواد الضرورية إلى ثلاثة ملايين نازح خلال العام الحالي. وقد نجحت المفوضية حتى الآن هذا العام في إيصال المساعدات الإنسانية إلى حوالي 2.4 مليون شخص في كافة المحافظات السورية. وقد تم توزيع نحو 40 في المائة من مواد الإغاثة على الناس في المناطق التي يصعب الوصول إليها وعبر خطوط النزاع.
وستقوم المفوضية بتوزيع هذه الشحنات الضخمة من المساعدات الطارئة بشكل أساسي في المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي انتقل إليها الصراع مؤخراً. ومن بين المناطق الهامة التي تأمل المفوضية أن تتمكن من إيصال المساعدات إليها من مخزنها في طرطوس محافظات إدلب وحلب، بالإضافة إلى حمص وحماة والرقة ودير الزور واللاذقية وطرطوس.
وقال ممثل مفوضية اللاجئين في سوريا طارق الكردي بأن "هناك تحديات كبيرة تواجه إيصال مواد الإغاثة إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، ولكن المفوضية التي تعد من أكبر وكالات الأمم المتحدة العاملة في قطاعات متعددة في سوريا مصممة على تأمين وصول المساعدات إلى الأسر الأكثر عوزاً والتي هي بحاجة إليها"، مضيفاً بأن المفوضية وكافة العاملين في مجال الإغاثة هم حالياً في سباق مع الزمن، مع انخفاض درجات الحرارة، لمساعدة الناس على الاستعداد لفصل الشتاء الذي يمرّ للعام الثالث في سوريا والبلاد في أزمة".
بالإضافة إلى ذلك، واستجابة لجهود السلطات المحلية والوطنية في قطاع الصحة، ستقوم المفوضية بنقل لقاحات شلل الأطفال عبر الجو على عدة مراحل إلى مناطق معزولة يصعب الوصول إليها في شمال وشمال شرق سوريا، حيث الحاجة إلى هذه اللقاحات ماسّة وحيث يوجد آلاف الأطفال الذين سيستفيدون من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال والحصبة. وتنسق المفوضية جهودها في هذا المجال مع السلطات المحلية واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية.
وعلاوة على جهودها المتواصلة في سوريا لمساعدة النازحين، إضافة إلى اللاجئين الموجودين داخل البلاد والبالغ عددهم 46 ألف لاجئ، تشرف المفوضية على تقديم المساعدة لما يقرب من 2.2 مليون لاجئ سوري في البلدان المجاورة، بما في ذلك أكثر من 798 ألف شخص في لبنان، 550 ألفاً في الأردن، حوالي 514 ألفاً في تركيا، 198 ألفاً في العراق و126 ألف في مصر.
ويقول أمين عوض بأن "التضامن الذي عبر عنه المجتمع الدولي إزاء النازحين داخل سوريا واللاجئين في البلدان المجاورة أمر مهم، ومع ذلك فإن الاحتياجات هائلة".