لاجئ من بوروندي ينشئ مشروعاً لصيد السمك في صحراء كينيا
لاجئ من بوروندي ينشئ مشروعاً لصيد السمك في صحراء كينيا
مخيم كاكوما للاجئين، كينيا، 22 أكتوبر/تشرين الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- عمل نواه يامبونا كصياد سمك طيلة حياته، لذا، شعر اللاجئ القادم من بوروندي بالضياع التام عندما انتهى به الأمر في مناطق شمال غرب كينيا القاحلة بعد أن فر من بلاده في العام 2010 مع زوجته وطفله الأول.
اعترف، الرجل البالغ من العمر 30 عاماً، والذي فرّ إلى مخيم كاكوما للاجئين من قريته الواقعة على ضفاف نهر مولمبوي الذي يصب في بحيرة تنجانيكا، قائلاً: "سعدت لإيجاد الأمان؛ فقد كان القتال مريعاً في بلادي."
إلا أن البيئة في شمال غرب كينيا كانت مختلفة تماماً عن أرض قريته الخصبة وقد أصيب نواه، وهو أب لطفلين، بالصدمة لدى وصوله إلى مخيم كاكوما، الواقع في أكثر المناطق قحولاً وارتفاعاً في درجات الحرارة وشحّاً في الأمطار. سكان هذه المنطقة المحليون هم من الرعويين الذين يعيشون أسلوب حياة بدوية وهم في بحث دائم عن الماء والمراعي لمواشيهم.
لم يعرف نواه ما يفعل - فصيد السمك هو كل ما يتقنه، إلا أن ذلك كان مستحيلاً في البلد الجديد الذي انتقل إليه. يقول: "كدت أستسلم ولكنني أدركت أنه يتعين عليَّ أن أبذل قصارى جهدي لبناء حياة جديدة هنا." اعتمد معظم جيرانه البورونديون على المساعدة التي تقدمها المفوضية والوكالات الأخرى وخالوا أن نواه قد فقد عقله عندما كشف عن تطلعه إلى إنشاء مزرعة لتربية الأسماك.
يقول نواه ضاحكاً: "ظن الجميع أنني أصبت بالجنون، ولكنني كنت مصمماً على متابعة العمل في أكثر ما أتقنه." حفَرَ حفرة صغيرة خلف منزله وملأها بالمياه ثم بحث عن تاجر محلي ينقل السمك من بلدة لودوار، القريبة من بحيرة توركانا، أكبر البحيرات الصحراوية في العالم.
أحضر له التاجر ثلاث سمكات صغيرة، أو إصبعيات أسماك، وضعها نواه في البركة. كان يطعمها فتاتاً من بقايا الطعام، وفي غضون شهر، تضاعف حجمها.
سرت الأخبار عن مشروع نواه "الجنوني" كالنار في الهشيم في المجتمع البوروندي وأصبح حديث المخيم. أقنعه أحد الجيران بعرض فكرته على المفوضية كمشروع محتمل لكسب العيش. دُهشت ماري فلومو-هول، مسؤولة الخدمات المجتمعية لدى المفوضية في كاكوما، عند سماعها بمشروع نواه.
ذهبت إلى منزل نواه برفقة أحد المسؤولين الميدانيين في المجلس الوطني للكنائس في كينيا. قالت: "نحن نبحث دائماً عن أفكار مبدعة ومختلفة يكون لها تأثير مباشر على حياة اللاجئين، وعندما رأيت ما قام به نواه ذُهلت تماماً."
وافقت المفوضية التي أذهلها مشروع نواه الابتكاري وإصراره، على المساعدة من خلال المجلس الوطني للكنائس في كينيا الذي يدير بعض مشاريع كسب العيش في المخيم. حصل نواه على 400 إصبعية سمك وعلى مساحة في مركز سبل كسب العيش التابع للمجلس الوطني للكنائس في كينيا، لإنشاء بركة سمك مناسبة. والآن، وبعد مضي ثمانية أشهر، أنشأ صاحب المشروع بركتين إضافيتين بالاشتراك مع 13 بوروندي آخر.
تؤمن المجموعة للمخيم 30 إلى 40 كلغ من السمك كل ثلاثة أشهر. وصرح نواه قائلاً: "الطلب مرتفع على السمك حتى إنه ينفد بعد ثلاثة أيام،" وأضاف أن المشروع أكسبهم حوالي 15,000 شلن (700 دولار أميركي) في كل ثلاثة أشهر. وقال صياد السمك البوروندي الفخور: "لم يصدق أحد أنني سأصل إلى هنا وأنا ممتن للمفوضية لأنها وثقت بي."
يدرك نواه أنه محظوظ؛ فلا يستطيع لاجئون كثيرون كسب مدخول من عمل يتقنونه، وهو سعيد بتمكنه من الاستمرار في الصيد، ولو كان ذلك بطريقة تختلف عن تلك التي كان يتبعها في بلاده.
يأمل الآن أن يجد وشركاؤه الموارد اللازمة لتوسيع المشروع نظراً إلى الطلب الكبير على السمك في المنطقة. المصدر الأقرب هو بحيرة توركانا، التي تبعد حوالي 200 كلم. قال نواه: "أصبح لي مستقبل زاهر وبات بإمكاني أن أعيل أسرتي دون أن أقلق. جلبت لي أسماكي السعادة من جديد."
بقلم كاتي واشيا في مخيم كاكوما للاجئين، كينيا