إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

متطوعون في هنغاريا يمدون يد المساعدة للاجئين

بيانات صحفية

متطوعون في هنغاريا يمدون يد المساعدة للاجئين

يحمل المتطوعون الطعام الذي أعدوه إلى وسط بودابست حيث يوزعونه على طالبي اللجوء المنهكين.
12 أغسطس 2015
55cb10d26.jpg
أفسار وزوجته وبناته الأربع يتناولون الطعام الذي طهاه المتطوعون. فروا من أفغانستان في رحلة خطيرة امتدت طوال ثلاثة أشهر إلى أوروبا.

وصل المتطوعون إلى ساحة مزدحمة وسط بودابست عند الغسق، وكانوا يحملون معهم طعاماً ساخناً وماءً عذباً يشكّلان شريان الحياة للعائلات اللاجئة المتعبة والجائعة الموجودة هنا للقائهم. يخجل الأطفال الصغار في بادئ الأمر من أخذ الصحون والملاعق، ولكن عندما يُشجّعهم آباؤهم تبتهج وجوههم ويتناولون الوجبة بلهفة.

وتومئ أمّ أفغانية شابة يبدو عليها الامتنان بوضوح لحصولها على طبق نباتي بعد يوم طويل من الصيام وتقول: "طعمه لذيذ". خلال الدقائق الثلاث الأولى، نفدت خمسون حصة من الطعام.

هنا في هنغاريا، حيث قُدّم حوالي 70,000 طلب لجوء حتّى الآن في عام 2015، وحيث يأتي 80 في المئة من الأشخاص من مناطق صراع كسوريا، تجوب العديد من العائلات شوارع بودابست بحثاً عن مكانٍ للراحة. وتمضي بعضها في طريقها إلى مراكز استقبال محدّدة داخل البلاد-في حين تنتظر أخرى للانتقال إلى أوروبا الغربية.

تبدو مجموعة هذه الليلة يائسةً ومنهكةَ القوى. يقول أفسار، وهو عامل بناء سابق وأب لأربع بنات: "نريد فقط أن نعيش". وقد وصل هو وبناته إلى هنا من أفغانستان بعد رحلة محفوفة بالمخاطر استغرقت ثلاثة أشهر نفدت خلالها كافّة مدّخراتهم. ولم يتناولوا حتى الآن سوى الخبز. ويشعر أفسار بالامتنان لحصوله على الطعام الساخن. ويقول: "لم يحدث معنا أمر جيد كهذا منذ فترة. أنا لا أعرف مَن هم هؤلاء الشابات والشبّان ولكنّهم من دون شكّ أشخاص طيبون".

تطهو مجموعة من المتطوعين الهنغاريين المتعاطفين وتحمل اسم 'Food Not Bombs' الطعام وتوزّعه وقد قرر أفرادها أخذ زمام المبادرة بأنفسهم بعد أن سمعوا عن العائلات اليائسة التي تتجوّل في بودابست كعائلة أفسار. ويتبرّع البائعون في أسواق المواد الغذائية في المدينة بالمكوّنات ويحضّر الناشطون الوجبات في إحدى المقاهي الشعبية في العاصمة. وقد عملت هذه المجموعة الصغيرة على طهو الطعام للفقراء في المدينة على مدى أعوام متعدّدة.

وتقول إحدى المتطوعات واسمها جوديت مارتا: "لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد النساء والأطفال يعانون. نريد أن نبرهن أن تقديم المساعدة ليس أمراً صعباً".

وتقول جوديت أن رؤية كمّ السعادة الذي يُمكنك أن تُدخله إلى قلب شخص آخر عندما تُقدّم له طبقاً من الطعام في الوقت المناسب، أمر مُفرح للغاية. وتضيف: "لقد عانى هؤلاء الأشخاص الأمرّين وبالتالي يشعر بعضهم بالذهول عندما يرون أنّنا نقدّم المساعدة من دون طلب أي شيء في المقابل".

"نريد أن نبرهن أن تقديم المساعدة ليس أمراً صعباً".

ولكنّ مجموعة 'Food Not Bombs' هي واحدة فقط من مجموعات عديدة في هنغاريا تساعد طالبي اللجوء.

وعلى موقع فيسبوك، يجمع الناس الطعام والمياه والملابس. وفي مدينة سيجيد بالقرب من حدود صربيا يقدّم السكان الطعام أو البطانيات أو الألعاب أو يعرضون حتّى توصيل الأفراد من محطة القطار بسياراتهم عندما يغادر القطار الأخير. وتقدّم البلدية المحلية أيضاً المساعدة من خلال توفير خدمة الإنترنت اللاسلكي المجانية والمراحيض المتنقلة.

وقد فاجأت هذه النوايا الحسنة والتضامن العفوي لمساعدة اللاجئين العديد من الجهات بما في ذلك السلطات.

وأعربت المفوضية مؤخراً عن قلقها الشديد إزاء جهود حكومة هنغاريا لتصوير اللاجئين على أنهم مصدر تهديد للبلاد، فأطلقت حملتها ووزعت الملصقات الإعلانية لتعريف السكان المحليين إلى اللاجئين الذين يجدون مأوى لهم في هنغاريا ويساهمون في البلاد بصورة إيجابية.

ومع حلول الظلام في الساحة، كان غالبية الأفراد قد أنهوا طعامهم وبدأوا بالمغادرة، وبينهم طارق البالغ من العمر ستة عشر عاماً. وصل بمفرده من أفغانستان ويخشى أن يُضطر إلى العودة إلى وطنه يوماً ما. وسيبقى الليلة في فوت المجاورة لبودابست، في مؤسسة تأوي فيها هنغاريا الأطفال غير المصحوبين وتوفّر لهم التعليم.

ويقول بهدوء: "كلّ ما أريده هو مكان آمن للإقامة. ولا أعلم ما إذا كان هذا المكان هو هذا البلد أو بلد آخر، إلا أنّني أشعر بالامتنان تجاه الشعب الهنغاري".

"كلّ ما أريده هو مكان آمن للإقامة".

ويدرك أكوس الذي طها وجبة اليوم مدى أهمية الأنشطة الإيجابية كهذا النشاط، ويقول: "لو كانت الحرب دائرة في بلادي لكنتُ هربتُ أيضاً. فلا يُمكن حلّ المشاكل العالمية إلّا من خلال الوحدة".

ويدرك صديقه آدم مدى أهمية هذه المساعدة أكثر من أي شخص آخر.

ويقول: "كنتُ رجلاً مشرداً أقف في الطرف الآخر من الصف. وقد أصبح لدي الآن مكان للإقامة، وصدّقوني عندما تذهبون للنوم بعد أن تكونوا قد ساعدتم أحد المحتاجين خلال اليوم ستشعرون بأنّكم في حال أفضل بكثير".