إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئ سوري يتعلم أصول صناعة الخبز الألماني

قصص

لاجئ سوري يتعلم أصول صناعة الخبز الألماني

صاحب مخبزٍ يغير حياة الكثيرين من خلال توفير فرص التدريب والعمل للاجئين وطالبي اللجوء.
2 يناير 2019 متوفر أيضاً باللغات:

يأمل الشاب السوري البالغ من العمر 23 عاماً، والذي يعمل الآن كمساعد مبيعات متدرب، أن يتعلم أسرار صناعة الخبز الألماني ويحملها معه إلى دياره في يوم من الأيام. 

ويقول محمد أثناء استراحة في مخبز برايفتبيكري وايز في مدينة إيبرسفالده الواقعة في شمال شرق ألمانيا: "جميل أن يكون هنالك أنواع مختلفة من الخبز هنا. عندما أعود إلى سوريا في يوم من الأيام، آمل أن آخذ معي القليل من هذه التقاليد الألمانية، أي هذا الخبز الألماني، وربما سأفتح مخبزاً ألمانياً هناك". 

قبل عامين، خطرت فكرة للخباز المحترف بيورن بتدريب الوافدين الجدد وتوظيفهم في سلسلته المكونة من ثلاثة مخابز. 

"جميل أن يكون هنالك أنواع مختلفة من الخبز هنا"

ويقول بيورن البالغ من العمر 46 عاماً، والذي ينتمي إلى الجيل الثالث من الخبازين في عائلته: " أردنا جمع الناس معاً من خلال الطعام. بطبيعة الحال، يمكن أن يكون توظيف أشخاص من مجتمعات مختلفة في عملك صعباً في بعض الأحيان، ولكنه ممكن". 

يوظف بيورن الآن عشرة من اللاجئين وطالبي اللجوء، وهم يشكلون معاً سدس القوى العاملة لديه، وبينهم العديد من المتدربين مثل محمد، الذي بدأ كموظف بدوام جزئي. 

يقول محمد، الذي تقدم بطلبات لعدد من الوظائف دون جدوى قبل أن ينضم إلى مخبز بيورن في وقت سابق من هذا العام: "لم أكن أرغب في البقاء في المنزل بمفردي دون أن أفعل شيئاً. أردت العمل كي أتمكن من تحسين لغتي الألمانية، والاستفادة من وقتي".

وعلى الرغم من أنه كان يتعلم الألمانية منذ وصوله بداية في عام 2015، إلا أن حاجز اللغة كان أكبر تحدٍ يواجهه محمد. كان يخاف من ارتكاب الأخطاء أمام الزبائن. ومع ذلك، ساعده زملاؤه وتحسنت ثقته.

يقول محمد: "إن حصولي على هذا العمل قد غير حياتي بالكامل. مع مرور الوقت أصبحت أفضل، وصرت كل يوم أحب العمل أكثر. جميع زملائي لطيفون، ورئيسي هو الألطف، وهم يفهمون دائماً ما أحاول قوله وهم مستعدون دائماً لمساعدتي في كل ما أحتاجه". 

يقول محمد بأنَّ ترحيب بيورن الحار وتفانيه تجاه موظفيه هو ما جعله يقرر الالتزام بجدية أكبر بعمل المخبز. وهذا الصيف، سأل محمد بيورن إن كان بإمكانه التقدم ليصبح مساعد مبيعات متدرب. وافق بيورن، وساعد محمد على العمل من أجل الحصول على التأهيل المهني.

"إن حصولي على هذا العمل قد غيَّر حياتي بالكامل"

محمد الذي أصبح الآن عضواً متفرغاً في الفريق، يتعلم كيف يدير المتجر والمقهى، فضلاً عن أساسيات صناعة الخبز في مخبز بيورن الموجود في الموقع.

يقول محمد: "هذا التدريب يعني أنني أستطيع بناء حياة جديدة هنا. وذلك يعني لي الكثير للحصول على مستقبل آمن". 

بالنسبة لبيورن، فإن رؤية الفرق الذي يمكن أن يحدثه في حياة الموظفين مثل محمد يجعل العمل الشاق يستحق كل هذا العناء. إنها رسالة يرغب في نقلها إلى أصحاب الأعمال الآخرين، ويقول: "عندما أرى مدى تقديرهم لذلك، يسعدني القيام بالأمر، لا سيما مع اللاجئين، لأنهم يتطلعون إلى بناء حياة جديدة. عندما تقدم للآخرين فرصاً كبيرة، فإنك تحصل على الكثير من الالتزام والتقدير في المقابل". 

إن التزام أصحاب الأعمال مثل بيورن وايز، بالإضافة إلى رؤساء البلديات والمتطوعين وغيرهم من قادة المجتمع، يساعد على تعزيز التكامل في أجزاء كثيرة من ألمانيا.

ويقول دومينيك بارتش، ممثل المفوضية في ألمانيا: "إنهم القوة الدافعة وهم ليسوا معنيين بسياسة الاندماج ولكنهم يشمرون عن سواعدهم ويتحدثون مع اللاجئين على قدم المساواة ويقدمون حلولاً ملموسة". 

ويضيف بارتش: "يجب على كل مدينة وكل بلدية تحديد هؤلاء الأفراد ودعمهم. إنهم الأساس لتمكين اللاجئين وزيادة قدرتهم على الازدهار، كي يُسهموا في المجتمع".