إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئون يعرضون خبرتهم الطبية للمساعدة في معالجة أزمة فيروس كورونا في فرنسا

قصص

لاجئون يعرضون خبرتهم الطبية للمساعدة في معالجة أزمة فيروس كورونا في فرنسا

يجد العديد من اللاجئين المقيمين في أوروبا من ذوي الخبرات الطبية في بلدانهم الأصلية طرقاً جديدة لتسخير مهاراتهم والمساعدة في رعاية المحتاجين.
14 أبريل 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5e95919d3.jpg
الطبيب الصومالي ياسين يترجم الوثائق لطالبي اللجوء خلال فترة الحجر في فرنسا.

أثارت أزمة فيروس كورونا قدراً كبيراً من التضامن بين الناس في جميع أنحاء العالم، من ضمنهم اللاجئين، والذين يحرصون على مد يد العون في البلدان التي يعيشون فيها الآن. ويجد العديد من اللاجئين المقيمين في أوروبا من ذوي الخبرات الطبية في بلدانهم الأصلية طرقاً جديدة لتسخير مهاراتهم والمساعدة في رعاية المحتاجين. فيما يلي مثالان على ذلك من فرنسا.


قصة محمد

عمل محمد، البالغ من العمر 39 عاماً، كطبيب في وطنه ليبيا وكان يتدرب ليصبح جراحاً، إلى أن أجبره العنف على الفرار إلى فرنسا في عام 2016. ولم تثنه المعاناة التي تكبدها خلال عبور البحر عن رغبته في خدمة الناس وإكمال حياته المهنية.

اجتاز امتحانات اللغة الفرنسية المطلوبة لبدء عملية التسجيل كطبيب وأكمل تدريباً داخلياً حيث عمل بجانب كبار الأطباء في المستشفيات في مدينة روان في الشمال وليموج الواقعة في وسط غرب البلاد. كما تطوع في مجال العمل الخيري بما في ذلك "Les Restos du Cœur"، وهو الآن على استعداد للذهاب إلى أي مكان يحتاجون منه الذهاب إليه.

يقول محمد: "حلمي هو العمل كطبيب. إنه كل حياتي وهو كالأكسجين بالنسبة لي".

عندما اندلعت أزمة فيروس كورونا في فرنسا، بادر محمد على الفور للتسجيل في قائمة الطوارئ التي وضعتها وزارة الصحة لدعم الطاقم الطبي في المستشفيات.

"أنا مستعد لفعل أي شيء للمساعدة"

يقول محمد: يمكن للأطباء اللاجئين المساهمة في تقديم المساعدة ومحافحة الفيروس. لقد رأيت ذلك أيضاً في دول أوروبية أخرى، حيث يتم استدعاء الأطباء من اللاجئين للعمل والمساعدة في حالات الطوارئ”.

وأضاف: "أنا مستعد لفعل أي شيء لتقديم المساعدة. يمكنني العمل في غرفة الطوارئ في أي مستشفى، ويمكنني أن أكون مساعد ممرض؛ ويمكنني المساعدة في توفير المعلومات. لكل هذه الوظائف، من المهم جداً أن يكون هناك طاقم عمل في المستشفيات ممن يعرفون كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف. يجب أن تكون حذراً للغاية، حتى في حمل أكياس القمامة".

يقول محمد بأن تجربته خلال الحرب في ليبيا علمته أن يبقى هادئاً ومركّزاً في المواقف الصعبة: "يمكن أن يكون الوباء مرهقاً، ولكن لا يمكن مقارنته بالحرب. أنا لست خائفاً وأنا مستعد للذهاب إلى أي مكان في فرنسا للمساعدة".


قصة ياسين

قبل أن يضطر ياسين للفرار من الصومال قبل ثلاث سنوات، درس الطب هناك وحصل على شارة طبيب. وعندما وصل إلى فرنسا، أبدى حرصاً على مواصلة عمله كطبيب. لكنه لم يتمكن من العثور على عمل وقد أمضى بعض الوقت في العيش في شوارع باريس.

لكن عزيمته لم تتزعزع حيث أسس منظمة غير حكومية تدعى "شبكة المهجرين في فرنسا"، وذلك لإحداث فارق في وطنه الجديد. يشارك اللاجئون وطالبو اللجوء بشكل كبير في المنظمة ويشاركون في تبادل اللغات ويتطوعون لترجمة الوثائق.

وقد جاء وباء فيروس كورونا ليمنح المؤسسة الخيرية فرصة للمساهمة بشكل مباشر وأن يكونوا أكثر انشغالاً.

قبل انتشار الفيروس، كان المتطوعون يترجمون حوالي 10 وثائق في الأسبوع، وذلك لمساعدة طالبي اللجوء في المقام الأول خلال إجراءات اللجوء في فرنسا. أما الآن فهم يترجمون المستندات التي توفر معلومات حول الحجر الصحي في فرنسا ونصائح حول من يجب الاتصال به فيما لو كان أحدهم يشعر بوعكة صحية. في الإجمال، قاموا بترجمة أكثر من 220 وثيقة.

”ابقوا في منازلكم وابقوا أقوياء"

وقال ياسين: "ترسل لنا المستشفيات والجمعيات الخيرية ومراكز الإيواء وثائق وشهادات ونشرات، وقد قمنا بترجمتها مجاناً. بعض طالبي اللجوء لا يفهمون مسألة الحجر الصحي، لذا فنحن نساعدهم في توضيح ذلك بلغتهم".

وأضاف: "خلال الأوقات الصعبة، يمكن أن يتسبب حاجز اللغة بالاحباط، ونحن نريد المساعدة".

بمجرد انتهاء فترة الحجر الصحي، يخطط ياسين والمتطوعون الآخرون لرسم طريق جديد لمستقبلهم ولكن الآن لديهم رسالة بسيطة، حيث يقول ياسين: ”ابقوا في منازلكم وابقوا أقوياء".