إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

اللاجئون يرقصون السامبا في مهرجان ريو دي جانيرو الشهير

قصص

اللاجئون يرقصون السامبا في مهرجان ريو دي جانيرو الشهير

تباهى اللاجئون بحركات أقدامهم وبعلاقاتهم الوطيدة بالبلد الذي رحبّ بهم، بصفتهم ضيوفاً خاصين لمدرسة سالغيرو لرقص السامبا
29 أبريل 2022 متوفر أيضاً باللغات:
626909b43.jpg
بالنسبة لإيف عبد الله، فقد كانت المشاركة في موكب كرنفال ريو "سعادة غامرة"

في إحدى ليالي يوم الجمعة، ملأ مزيج من الحماس والتوتر والطاقة المكبوتة أجواء مهرجان ريو دي جانيرو العالمي، حيث انتظر المؤدون المتألقون من مدرسة سالغيرو لرقص السامبا وجمهورهم بدء الاستعراض السنوي.


وكانت اللحظة مشوقة بشكل خاص بالنسبة لعشرين من هؤلاء المؤدين. فكان من الصعب أن يصدق اللاجئون من سوريا وفنزويلا وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أنهم على وشك المشاركة فيما يمكن اعتبارها المناسبة الأبرز في البرازيل على الإطلاق، وهي الليلة التي تعج فيها أصوات الموسيقى وقرع الطبول والرقص والإبداع، والمنافسات التي يتميز بها كرنفال ريو دي جانيرو السنوي .

وقد دعت مدرسة سالغيرو لرقص السامبا، والتي كان موضوع استعراضها مكافحة العنصرية، 20 لاجئاً، كجزء من شراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك من أجل تعزيز اندماج اللاجئين في البلاد. تستضيف البرازيل لاجئين معترف بهم من 88 بلداً، وقد استقبلت في السنوات الأخيرة ما يقارب 325,000 لاجئ ومهاجر من جارتها فنزويلا الواقعة في الشمال.  

وقال إيف عبد الله، وهو لاجئ كونغولي يبلغ من العمر 30 عاماً، وهو يلهث بعد انتهائه من رقص السامبا، مرتدياً زياً مزيناً وثقيلاً: "بالنسبة للكثير من الناس، أن تكون لاجئاً فهو شيء حزين، ولكن هذه هي السعادة المطلقة".

"الرقص مع اللاجئين الآخرين من جميع أنحاء العالم ملأني بالسعادة"

لم يكتف الحدث بعرض قدرة اللاجئين على التكيف فحسب - ففي النهاية، إتقان حركات القدم المذهلة لرقصة السامبا هو إنجاز بحد ذاته - بل إنه ساعد أيضاً على تقريب الفنانين إلى بلدهم الجديد وتقاليده. يعتبر موكب مدرسة ريو لاستعراض السامبا عملاً جدّياً، وتُقيّم المدارس بناءً على سلسة من المعايير الفنية، بما في ذلك قدرات رقص المؤدين. يلتزم المشاركون بحضور التدريبات المنتظمة التي تمتد حتى وقت متأخر من الليل وبتعلم وأداء أغنية المدرسة.   

62690c453.jpg
ساعد إيف عبد الله اللاجئ السوري عادل بكور في وضع اللمسات الأخيرة على زيه قبل أن يتوجه الاثنان للمشاركة في المهرجان.

بالنسبة لعادل بكور، وهو لاجئ يبلغ من العمر 29 عاماً ووصل إلى البرازيل منذ عقد من الزمن بعد اضطراره للفرار من الحرب في موطنه سوريا، فإن المشاركة في الاستعراض يوم السبت تمثّل تتويجاً لرحلة شاقة نحو بر الأمان. كان عادل يعيش حياة مريحة في حلب، وكان يدرس في مدرسة خاصة عندما اندلع النزاع. اضطر للمغادرة مع أخيه متجهين إلى البرازيل حيث تقطن أختهما غير الشقيقة. 

وعلى الرغم من أنهما كانا محظوظين لأن لديهما أفراد من العائلة خارج البلاد لاستقبالهما، إلا أن التأقلم مع حياتهما الجديدة لم يكن سهلاً. فالعيش مع أختهما غير الشقيقة البالغة من العمر 40 عاماً والتي لم يكن هناك الكثير من التواصل معها، كان صعباً جداً. كما أن عادل كان الطلاب الجيدين في سوريا، ولكن تعلم اللغة البرتغالية البرازيلية كان أمراً شاقاً خلال مكافحته لإتقان اللغة.

ولكن خلال الأعوام الماضية،  أصبح عادل المتحدث غير الرسمي باسم الجالية السورية في جامعة ريو دي جانيرو، حيث يسعى للحصول على شهادة جامعية في العلاقات الدولية. وأدى أيضاً دوراً مماثلاً خلال الفترة التي سبقت الاستعراض، من خلال إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام البرازيلية. وخلال التدريبات، أقام عادل صداقات مع زملائه المؤدين من لاجئين وبرازيليين من جميع شرائح المجتمع.

وقال: "إحدى الصديقات السوريات رأت كم كنت متحمساً في التدريبات وقررت أن تنضم إلينا في سالغيرو العام المقبل".

62690bb33.jpg
بعد بضعة أشهر فقط من وصولها إلى ريو، تستعد اللاجئة الفنزويلية إنغريد بوكان للمشاركة لأول مرة في موكب الكرنفال الشهير في المدينة.

اضطرت إنغريد بوكان، وهي مصففة شعر تبلغ من العمر 47 عاماً، لبيع كل ممتلكاتها من أجل الهروب من بلدها فنزويلا. وقالت إن الاستعراض أكد لها حبها للبرازيل. وصلت إلى البلاد في عام 2020 مع زوجها وبعض من أولادها وأحفادها وحصلت على المساعدة حتى تمكنت من الوقوف مجدداً على قدميها، بما في ذلك دروس في اللغة البرتغالية وجلسات مع طبيب نفسي.

كانت إنغريد وعائلتها من بين أكثر من 72,000 فنزويلي ممن أعيد توطينهم من ولاية رورايما النائية في الأمازون إلى أماكن أخرى من البلاد كجزء من برنامج الحكومة البرازيلية وبدعم من المفوضية من أجل مساعدتهم في الوصول إلى فرص العمل والسكن بشكل أفضل.

وبالرغم من اعترافها بصعوبة تعلم رقصة السامبا، إلا أن إنغريد قالت إنها لا تجد طريقة أخرى أفضل من السير في كرنفال السامبا مع آلاف البرازيليين وأقرانها من اللاجئين للاحتفال بوصولها إلى موطنها الجديد ريو دي جانيرو. ونظراً لوصول مدرسة سالغيرو إلى المرتبة السادسة في مسابقة مدارس السامبا، فقد حصلت إنغريد وزملاؤها الراقصون على فرصة للسير في مهرجان السامبا مجدداً كجزء من استعراض موكب الفائزين الذي أقيم بعد أسبوع. 

وقالت إنغريد، مرتديةً زياً لامعاً أصفر اللون مع كّتافات ضخمة: "لقد تعلمت الكثير من البرازيل. فمجرد تعلم لغة جديدة يغير حياتك". وأضافت: "أنا أفتخر بتمثيل جميع لاجئي العالم في الكرنفال... الرقص بجانب لاجئين آخرين من جميع أنحاء العالم ملأني بالسرور".