إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الفريق الأولمبي للاجئين يدخل التاريخ من أوسع أبوابه في ريو 2016

قصص

الفريق الأولمبي للاجئين يدخل التاريخ من أوسع أبوابه في ريو 2016

قادت العداءة روز لوكونين، البالغة من العمر 23 عاماً، فريقاً مؤلفاً من 10 رياضيين خلف علم اللجنة الأولمبية الدولية.
5 أغسطس 2016 متوفر أيضاً باللغات:
57a62c814.jpg
روز لوكونين تحمل علم الأولمبياد وتقود الفريق الأولمبي للاجئين خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو.

 

ريو دي جانيرو، البرازيل – وسط تصفيق صاخب، سجل عشرة لاجئين رياضيين أسماءهم في التاريخ مساء يوم الجمعة لدى دخولهم ملعب ماراكانا الشهير خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو.

 وقادت روز ناتهيك لوكونين، وهي عدّاءة من جنوب السودان تبلغ من العمر 23 عاماً، أول فريق أولمبي للاجئين لدخول الملعب خلف راية اللجنة الأولمبية الدولية، وسط هتافات الدعم التي أطلقها الجمهور المتحمس.

وقد كسب الرياضيون الشباب من جنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا، الأصدقاء والمعجبين في البرازيل بقصصهم المدهشة عن تخطي المحن.

كانت روز في الثامنة من العمر عندما فرت من الحرب ووجدت الأمان في مخيم كاكوما للاجئين النائي في شمال كينيا حيث عاشت منذ ذلك الوقت.

وقالت للمفوضية خلال مقابلة أجريت معها قبل الحفل: “أنا متحمسة جداً. هذه هي الفرصة الأولى التي يحصل عليها اللاجئون للمشاركة في الألعاب الأولمبية، وهي تعطينا الأمل لتشجيع الأجيال الشابة من نظرائنا اللاجئين الذين بقوا في المخيمات ربما لتنمية مواهبهم".

"أن تكون لاجئاً لا يعني أنك لست إنساناً".

 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد بعث برسالة دعم إلى اللاجئين الرياضيين قبل وقت قصير من دخولهم إلى أرض الملعب قبل الوفد البرازيلي المضيف.

وقال: "الليلة، سيقف أول #فريق للاجئين أيضاً أمام العالم ويثبت أنه يستطيع النجاح بغض النظر عن بلد المنشأ".

57a312e01.jpg
رامي أنيس، 25 عاماً، يتدرب في حوض سباحة أولمبي في ريو دي جانيرو، البرازيل.

بالنسبة لروز وزملائها في الفريق، فإن إمكانية المشاركة في الألعاب الأولمبية – وهي قمة الإنجاز الرياضي- كانت حلماً بعيد المنال وغير محتمل منذ بضعة أشهر فقط.

وقالت المفوضية في مقابلة أجريت معها بعد دورة تدريبية شاقة: "بالنسبة لنا، بدأ الأمر منذ بضعة أشهر، لذا لا يمكننا مقارنة أوقاتنا مع الرياضيين الرفيعي المستوى لكننا سنحاول تحسين مستوانا... فأن تكون لاجئاً لا يعني أنك لست إنساناً كالآخرين على الرغم من أنهم يستضعفوننا. يمكننا القيام بما يقوم به الآخرون".

انطلق حفل الإفتتاح باحتفال مذهل للفن والثقافة البرازيلية. ومع ما يقدر بمليار مشاهد حول العالم، عرضت البرازيل موسيقاها ورقصها الشهيرين.

وشارك في العرض بعض من أهم الموسيقيين البرازيليين، بما في ذلك الملحن كايتانو فيلوسو وجيلبرتو جيل، ومغنية البوب أنيتا، وموسيقي الفانك لومديلا وأم سي صوفيا، وهي مغنية راب في الـ12 من العمر.

وبدأ الحفل بعرض صوتي وضوئي مذهل يظهر أصول الحياة في الغابات البرازيلية، مع وصول المستكشفين البرتغاليين على متن سفن شراعية بين القبائل الأصلية، تبعه مقطع يصوّر وصول ملايين الأفارقة خلال أكثر من 400 عام.

واستمر الحفل مع عرض لنمو المدن في القرن العشرين، مع لوحات رقص شارك فيها الرياضيون بأداء الحركات البهلوانية على حواجز مكدسة تشبه ناطحات السحاب. وانتهى العرض مع تحذير عن مخاطر الاحتباس الحراري. وقد كسب الرياضيون الشباب، من جنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا، الأصدقاء والمعجبين في البرازيل بقصصهم المذهلة عن تخطي المحن.

فرحت عائلة روز عندما سمعت الأخبار في مخيم كاكوما للاجئين.

579fa0b13.jpg
بوبول ميسنغا من الكونغو يوقع على جدار الهدنة الأولمبي في القرية الأولمبية في ريو.

وقال توم ناميلو، شقيق روز الأصغر: "إنني سعيد جداً لأنها ستحمل العلم. وسأكون سعيداً لرؤية شقيقتي تحمل علم اللاجئين".

منذ عام، كانت زميلتها في الفريق يسرا مارديني تسبح لإنقاذ حياتها عندما بدأ القارب قابل للنفخ صعدت على متنه للعبور من تركيا إلى اليونان بالغرق في بحر إيجه. وحالياً، وبعد أن تغير مصيرها تغيرا ًيصعب تصديقه، تنافس الفتاة البالغة من العمر 18 عاماً من سوريا أفضل الرياضيين في العالم.

وقالت للمفوضية أثناء مقابلة أجريت معها مؤخراً: "لا نتحدث اللغة ذاتها (و) نأتي من بلدان مختلفة، لكن علم الأولمبياد يجمعنا جميعاً ونحن حالياً نمثل 60 مليون شخص حول العالم. نحن سعداء معاً كفريق ونريد أن نبذل قصارى جهدنا لنظهر للجميع أنه يمكننا العمل بجد لنصبح رياضيين وأشخاصاً جيديين".

"لن أفكر في الشخص الذي يقف إلى جانبي أو في جنسيته. فالشيء الوحيد الذي سأفكر فيه هو كيف سأسبح... لن أفكر سوى في أنني سباحة".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قدّم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ أعضاء الفريق العشرة واحداً تلو الآخر إلى جميع أعضاء اللجنة وأشاد بالمفوضية لوقوفها إلى جانب الرياضيين ومساعدتها على تأسيس الفريق خلال 20 عاماً من الشراكة مع الهيئة الأولمبية.

وأعلن: "يقدّم هؤلاء الرياضيين مثالاً عن التعايش السلمي في العالم. وهم يظهرون أنه من الممكن المشاركة في المنافسة والعيش بسلام معاً في الوقت نفسه. وهذه هي الروح الحقيقية لوحدة الأولمبياد وتنوعها".

وشكر المفوضية للمساعدة على جعل هذا الفريق حقيقة، وقال: "دون المساعدة المقدمة من المفوضية لما كان اختيار اللاجئين وتدريبهم وسفرهم ممكناً ليكونوا هنا اليوم. تعتبر مشاركتهم في الألعاب الأولمبية بادرة أمل لجميع اللاجئين في أنحاء العالم. فهم لا يملكون بلداً ولا علماً للمنافسة. لكنهم اليوم حصلوا على ذلك".

"يعتقد الأشخاص بأننا لا نفعل شيئاً في مخيم اللاجئين".

 

وقال ييتش بور بيال، البالغ من العمر 21 عاماً والذي كان لاجئاً طوال نصف حياته بأنه يعتبر أن اللجنة الأولمبية الدولية والمفوضية بمثابة والديه اللذين بالكاد عرفهما.

"يعتقد الاشخاص بأننا لا نفعل شيئاً في مخيم اللاجئين، لكننا نقوم بالكثير. ولا يمكننا أن ننسى ما فعلته اللجنة الأولمبية الدولية والمفوضية، فهما كانتا كأمنا وأبينا. ونشعر بأننا ننتمي إلى المجتمع، كأشخاص مساويين للأخرين. وتعتبر دورة الألعاب الأولمبية بداية حياتنا التي ستتغير إلى الأبد. شكراً لكم جميعاً وليحمكم الله".

وسط الدموع وابتسامات الفرح، تم تكريم الرياضيين منذ وصولهم إلى دورة ألعاب ريو. ويوم الخميس، قام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بزيارتهم وتمنى لهم التوفيق وقال بأنهم يصنعون التاريخ للاجئين في جميع أنحاء العالم.

وانضم البابا إلى ملايين الأشخاص حول العالم لتمني التوفيق للفريق الأولمبي للاجئين.

وكتب في رسالة دعم قائلاً: "أتوجه بالتحية إليكم وأتمنى لكم النجاح في دورة الالعاب الاولمبية في ريو – وأرجو أن تعبر دورة الألعاب الأولمبية عن شجاعتكم وقوتكم لتكونا بمثابة صرخة لتحقيق السلام والتضامن. ومن خلالكم قد تدرك الإنسانية أن تحقيق السلام ممكن".

وتحدث الرئيس الفخري للجنة الأولمبية الدولية، جاك روغ، أحد المصممين الرئيسيين للفريق، بشغف عن أهمية دورة الألعاب الرياضية في حياة اللاجئين الشباب والأشخاص النازحين.

وقال: "إنهم بغالبيتهم شباب ويملكون الكثير من المؤهلات في الحياة ومن حقهم أن يتم اعتبارهم كمواطنين عاديين".