إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الآلاف يضطرون للنزوح نتيجة تصاعد الصراع في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان

بيانات صحفية

الآلاف يضطرون للنزوح نتيجة تصاعد الصراع في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان

8 ديسمبر 2022
63905e933.jpg
نازحاتٌ في مدينة ملكال في جنوب السودان يحمّلن ما تبقى من ممتلكاتهن على متن شاحنة للمفوضية ستنقلهن إلى موقعٍ مخصص للنازحين داخلياً.

أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن جزعها إزاء تصاعد الصراع المسلح في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، والذي أجبر ما لا يقل عن 20,000 شخصٍ على النزوح منذ شهر أغسطس، والبعض منهم قد اضطروا للفرار للنجاة بأرواحهم حتى أربع مرات مع احتدام الصراع. كما اضطر نحو 3,000 شخصٍ على الأقل للفرار إلى السودان المجاور، مما أدى إلى تفاقم أزمة لاجئي جنوب السودان التي تعتبر الأكبر على مستوى قارة إفريقيا.

اندلع الصراع المسلح في قرية تونغا في ولاية أعالي النيل في 15 أغسطس 2022، وقد استشرى العنف منذها في ولاية أعالي النيل والمناطق الشمالية لولايتي جونقلي والوحدة، وهو يمتد حالياً في مقاطعة فاشودا في ولاية أعالي النيل ويتهدد بلدة كودوك.

وقال ممثل المفوضية في جنوب السودان، عرفات جمال: "يتصاعد اليأس في النفوس، ويضطر مزيد من السكان للفرار نتيجة احتدام الصراع.. إنّ المدنيين مهددون بالخطر في ظل هذا الصراع الدموي، وعلينا ضمان حمايتهم".

تمثل النساء والأطفال وغيرهم من الفئات الأكثر عرضةً للمخاطر غالبية الأشخاص النازحين.. ولم يتمكن بعض كبار السن وذوي الإعاقة من الفرار، واضطروا للاختباء في الأدغال وعلى طول نهر النيل الأبيض أثناء الهجمات. ويتعرض المدنيون المضطرون للفرار إلى صدماتٍ واضحةٍ، ويبلغون عن أعمال قتلٍ وإصاباتٍ وعنف قائم على نوع الجنس، فضلاً عن حالات اختطافٍ وابتزازٍ ونهبٍ وحرقٍ للممتلكات. وقد فقد الكثيرون منازلهم وانفصلوا عن عائلاتهم.

قاد ممثل المفوضية في جنوب السودان الشهر الماضي أول زيارة مشتركة بين الوكالات إلى قرية أديديانغ منذ تعرضها للهجوم في 7 سبتمبر، واضطرار نحو 4,000 شخصٍ التاذوا بها للفرار إلى مدينة ملكال والموقع المخصص للنازحين داخلياً فيها، تحت حماية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. كان الموقع قد شيّد أصلاً قبل 10 سنوات لاستضافة ما يصل إلى 12,000 شخصٍ من النازحين داخلياً، لكنه يستضيف نحو 37,000 شخص – أي أنه كان مزدحماً للغاية حتى قبل وصول الأشخاص القادمين إليه مؤخراً.  

وقد أبلغ الناجون من الهجوم على قرية أديديانغ عن وقوع عشرات القتلى والإصابات، وعن غرق آخرين في مياه النهر عند محاولتهم الفرار من الهجوم. وفي يوم الأحد الماضي، قادت المفوضية مهمة ميدانية أخرى مشتركة بين الوكالات إلى قرية دييل في ولاية جونقلي.

وأضاف عرفات: "في قريتي أديديانغ ودييل، شهدنا عواقب العنف السافر.. كانت رؤية التوجه الواضح بشن الهجمات على المدنيين وعلى منازلهم مفجعة للغاية".

في قرية دييل الواقعة شمال ولاية جونقلي، يعود بعض النازحين إلى قراهم ومنازلهم المحروقة، وسط أوضاع يائسة، ولا يتوفر للبعض منهم سوى النباتات المائية البرية ليقتاتوا بها.

وسّعت المفوضية، بالتعاون مع شركائها من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، نطاق استجابتها لتوفير الدعم المنقذ للحياة للفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك في المناطق التي يصعب الوصول إليها، من خلال توفير المأوى ومواد الإغاثة وخدمات الحماية والمساعدات النقدية وغيرها.. ومن خلال استخدام القوارب لتوسيع قدرتنا على الاستجابة المتنقلة، أصبح بمقدور المفوضية الآن الوصول إلى الأشخاص بشكل أسرع وأكثر سهولة، بما في ذلك في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها. وبالرغم من دعم المفوضية للجهود المبذولة لتهدئة التوترات وتعزيز السلام، ما زال الوضع يتدهور.

في جنوب السودان، يحتاج 6.8 مليون شخصٍ إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة نتيجة الصراع المسلح، والعنف، والفيضانات المدمرة، وتدهور مستويات الأمن الغذائي، وزعزعة الاستقرار الاقتصادي.

بينما يضطر مزيد من السكان إلى الفرار من العنف وتتعاظم الاحتياجات، تكثف المفوضية جهودها في ظل النقص الحاد في التمويل. وبحلول نهاية نوفمبر، كانت المنظمة قد تلقت 46 بالمائة فقط من مبلغ الـ214.8 مليون دولار أمريكي المطلوب لعام 2022.

لمزيدٍ من المعلومات، يرجى الاتصال بـ: