إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئون في جنوب إفريقيا يظهرون تضامنهم مع المجتمع المضيف

قصص

لاجئون في جنوب إفريقيا يظهرون تضامنهم مع المجتمع المضيف

كان تأثير الحظر الذي فرضته جنوب إفريقيا قاسياً جداً على الأشخاص الذي يعملون في القطاع غير الرسمي.
13 أكتوبر 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5f7e21071.jpg
سعيد محمد هو جزء من مجتمع رجال الأعمال الصوماليين الذين يوزعون الطعام على المحتاجين سواءُ الجنوب إفريقيين أو اللاجئين والمهاجرين في بريتوريا.

إن لطف المجتمع المضيف الذي يحظى به سعيد محمد هو الذي يغذي شغفه لرد الجميل. فقد رحب به مواطنو جنوب إفريقيا كلاجئ من الصومال وهو الآن يريد مساعدة المجتمع وسط انتشار وباء فيروس كورونا في البلاد.


يقول: "إذا فقدنا الأمل، فسوف نتوه. عندما جئنا إلى هنا، أعطانا الجنوب إفريقيون وطناً. والآن (أسأل نفسي) ماذا يمكننا أن نقدم لهم؟".

فر سعيد من الحرب الأهلية الصومالية في عام 1991 عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً. في السنوات التي تلت ذلك، أسس لنفسه حياة مهنية ناجحة كمصرفي ويعتبر الآن نفسه جزءًا من مجتمع رجال الأعمال الصوماليين الذين لجأوا إلى جنوب إفريقيا. وقد أتاح فيروس كورونا له فرصة لرد الجميل.

أطلقت المجموعة حملة للرعاية والتعاطف مع بدء حالة الإقفال الوطني في أواخر شهر مارس، وذلك لمساعدة الأشخاص الذين كانوا من المرجح أن يصارعوا في ظل قوانين البقاء في المنزل الصارمة.

"قدم لنا الناس الطعام ومكاناً للنوم. أذكر ذلك بوضوح شديد"

بدأوا بتوزيع الأقنعة ومعقمات الأيدي وطرود الطعام على سكان المخيمات العشوائية في بريتوريا وجوهانسبرغ، ثم انتقلوا إلى أجزاء أخرى من البلاد.

دخل سعيد في قلب هذه العملية، والتي تغذيها ذكريات رحلته من الصومال واللطف الذي عايشه عندما وصل إلى جنوب إفريقيا. وقال: "لقد قدم لنا الناس الطعام ومكانًا للنوم. أذكر ذلك بوضوح شديد".

ألهمته رؤية طفل معاق يلعب في حيه قبل أن يبدأ الحملة. وحالها حال العديد من العائلات في جنوب إفريقيا، كانت أسرة الطفل تعتمد على أجر يومي من الأعمال التجارية الصغيرة والتي اضطرت للإغلاق نتيجة لحالة الحظر الصحي.

ذهب سعيد إلى متجر محلي وملأ عربة بالمواد الغذائية لأسرة الطفل، على أمل التخفيف من معاناتهم لبعض الوقت، لكنه كان يعلم أن هناك حاجة إلى المزيد، لذلك فقد دعا لعقد جلسة مع مجتمع الأعمال ليعلنوا عن ولادة الحملة.

كان تأثير الحظر الذي فرضته جنوب إفريقيا قاسياً جداً على الأشخاص الذي يعملون في القطاع غير الرسمي. وعلى الرغم من مكانتها كواحدة من الدول الإفريقية الأكثر ثراءً، فإن حوالي 30 في المائة من مواطني جنوب إفريقيا عاطلون عن العمل. لم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ سكان القرى والبلدات العشوائية في المعاناة.

انهالت المكالمات من قبل اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يحتاجون إلى المساعدة لشراء الطعام ودفع الإيجار على خط المساعدة المجاني للمفوضية في الأسبوع الأول من الإقفال. وبحلول نهاية مايو، كان هناك أكثر من 3,000 شخص ممن اتصلوا حيث فقد أكثر من 95 في المائة منهم مصادر دخلهم وواجهوا الجوع أو الطرد من مساكنهم.

تقدم الحكومة الإعانات لآلاف الأفراد والشركات، لكن المجموعات التي تشمل طالبي اللجوء واللاجئين غير الموثقين بشكل كاف والمهاجرين غير الشرعيين والمشردين مستبعدون من تلك المساعدة.

تستهدف حملة سعيد هذه المجموعات وقد ساعدت آلاف العائلات في ثماني مقاطعات من أصل تسع في جنوب إفريقيا.

وصل صديقه أمين إلى جنوب إفريقيا في سن المراهقة قبل عشر سنوات، وتفوق في المدرسة ليلتحق بالجامعة بفضل منحة "DAFI" للاجئين، وهو يدير الآن أكبر منافذ البيع بالجملة لمشروع عائلته في غرب بريتوريا.

"نحن ندرك الشعور بالجوع، لذلك وقفنا كمجتمع ولبينا دعوة الرئيس لتوفير المساعدة"

خلال أيام التوزيع، يتوجه أمين وفريقه إلى المناطق ذات الدخل المنخفض لتوزيع الطرود الغذائية وقد أجرى حتى الآن ثلاثة عمليات للتوزيع على 380 أسرة - من جنوب إفريقيا والمغتربين، بما في ذلك المشردين.

ويوضح أمين، مشيراً إلى دعوة الرئيس سيريل رامافوزا لكل من يمكنه مساعدة المحتاجين في تجاوز الوباء: "نحن ندرك الشعور بالجوع، لذلك وقفنا كمجتمع ولبينا دعوة الرئيس لتوفير المساعدة".

تطفو روح السخاء في جميع أنحاء جنوب إفريقيا، حيث يقف اللاجئون ومواطنو جنوب إفريقيا معاً وقفة تضامن.

تنشغل ديزيريه، وهي من مدينة بورت إليزابيث في جنوب إفريقيا، في تقديم وجبات الطعام الساخن للمشردين الجنوب إفريقيين والمهاجرين وطالبي اللجوء، والذين فقد الكثير منهم وظائفهم. تقول وهي التي كانت تشاهد والدتها وهي تطعم الجياع في الحي الذي يعيشون فيه: "مساعدة الآخرين تسري في دمي".

تطعم ديزيريه من مطبخها في بريتوريا المئات كل يوم أحد وذلك بمساعدة ولديها وبعض الأصدقاء المقربين. تقول: "أكثر ما يؤثر بي هو رؤية النساء في الشوارع مع أطفالهن. الشوارع خطيرة، خاصة بالنسبة لهم. إنهم بحاجة إلى الطعام – كل طفل بحاجة لأن يأكل".

كل يوم أحد، تستيقظ في السادسة صباحاً لتشغيل الموقد في مطبخها الصغير، ثم تبدأ في تقشير الخضار وتقطيعها، فيما تنتظر إحدى صديقاتها بسيارة خاصة أو سيارة أجرة، استعداداً لإرسال الطعام إلى المآوي والشوارع المهمشة حيث يعيش المستفيدون من مساعداتها.

غالباً ما تعمل ديزيريه وأمين معاً، حيث يستجمعان قواهما وخبرتهما المحلية لإطعام أكبر عدد ممكن من الجياع. ما يوحدهما هو روح التعاطف، ومع انتشار فيروس كورونا، فقد رأى الجميع فرصة لمد يد العون.

خارج برنامج أمين توجد ريجينا، وهي من جنوب إفريقيا ومعيلة لأسرتها. في السابق، كانت تعمل أخصائية علاج طبيعي كوظيفة ثابتة في شركة خاصة حتى جاء الوباء، لتعتمد الآن على الطرود الغذائية التي يرسلها أمين لإطعام أطفالها ووالدتها المسنة.

تقول وهي تهز رأسها: "لقد غيّر فيروس كورونا حياتي إلى الأسوأ. الآن ليس لدي أي عمل أو راتب، لذلك كان الأمر صعباً علينا. نحن نعاني".

تلقت فيوليتا الطعام خلال عملية توزيع مشترك من قبل أمين وديزيريه في المخيم التي تعيش فيه في بريتوريا الشمالية. تتحدر من زيمبابوي، وقد أحضرت ثلاثة من أطفالها الأربعة إلى جنوب إفريقيا قبل بضع سنوات، بحثاً عن حياة أفضل.

تقول: "لم أكن أكسب الكثير من المال من قبل، لكنني الآن لا أجني أي شيء. الأمر صعب لأننا يجب أن نأكل أنا وأولادي. نحن نعتمد على التبرعات الخاصة من أشخاص مثل أمين وديزيريه. إنه أمر صعب، ولكن الحمد لله، هناك أشخاص مستعدون للمساعدة. كل ما أريده هو الحصول على وظيفة وأن يتمكن أطفالي من الدراسة".

بالنسبة لآلاف آخرين، فإن مثل هذه الأعمال الخيّرة تعتبر شريان حياة، حيث يقول سعيد: "فكر كيف نجونا ونحن نفر من الصومال، وكيف نجونا من الحرب. نحن محظوظون، والآن نريد رد الجميل".

تستذكر ديزيريه وهي تتأمل مبتسمة في المساعدة التي تقدمها للعديد من الأشخاص الضعفاء: "غالبية الأشخاص الذين أطعمهم هم من الصغار البعيدين عن أوطانهم والذين يأسوا من حياتهم. لا يمكنني أن أقدم لهم الكثير، لكن يمكنني أن أحرص على أن يتناولوا وجبة جيدة كل يوم أحد. هؤلاء الأطفال يمكن أن يكونوا قادة المستقبل في قارتنا".


تستضيف جنوب إفريقيا 266,700 لاجئ وطالب لجوء، نحو 30 في المائة منهم صوماليون، و 29 في المائة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، و 20 في المائة من إثيوبيا، أما الباقي فمعظمهم من زمبابوي وجمهورية الكونغو