إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

شقيقتان من جنوب السودان تتجاوزان المصاعب والأحزان وتبدآن حياة جديدة في إثيوبيا

قصص

شقيقتان من جنوب السودان تتجاوزان المصاعب والأحزان وتبدآن حياة جديدة في إثيوبيا

اضطرت الفتاتان للفرار من جنوب السودان في عام 2016، لتلحقا بآلاف الأشخاص الفارين أيضاً من أعمال العنف.
2 أغسطس 2020 متوفر أيضاً باللغات:

عايشت نياماش لول من الخسائر والحزن في سنوات عمرها القليلة والبالغة 16 عاماً أكثر مما مر به كثير من الأشخاص خلال كامل حياتهم.


فقدت هذه الفتاة، وهي من جنوب السودان، والدها لأول مرة في هجوم شنته إحدى الجماعات المسلحة، لتتبعه والدتها بسبب المرض. وبعد اندلاع القتال في بلدتها جويل جوك في وولاية أعالي النيل، فرت نياماش وشقيقتها الصغرى بحثاً عن الأمان في إثيوبيا.

"نحن نعتني ببعضنا البعض - نحن الاثنتان فقط"

لم يتبق في حياة نياماش سوى أختها نياكوانغ البالغة من العمر 13 عاماً. على مدى السنوات الأربع الماضية، اتخذت الأختان من جيوي مكاناً للإقامة، وهو أحد المخيمات السبعة التي تستضيف أكثر من 300,000 لاجئ من جنوب السودان في منطقة غامبيلا في إثيوبيا. هناك 40,000 لاجئ آخرين من جنوب السودان ممن يعيشون في مكان آخر في البلاد.

تقول نياماش: "نحن نعتني ببعضنا البعض - نحن الاثنتان فقط".

وعلى عكس الأشقاء الآخرين، تحاول الفتاتان عدم التشاجر مع بعضهن البعض، وتضيف: "نحن حقاً نخاف من الجدل فيما بيننا لأننا لا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل".

اضطرت الشقيقتان للفرار من جنوب السودان في عام 2016، لتلحقا بآلاف الأشخاص الآخرين الفارين أيضاً من أعمال القتل والاغتصاب وتدمير القرى من قبل الأطراف المتحاربة.

تقول نياماش: "كان الأمر صعباً للغاية. لقد هربنا ولا شيء بجعبتنا".

كان للنزاع في جنوب السودان تأثير مدمر على الأطفال، والذين يمثلون أكثر من نصف الأشخاص من جنوب السودان والذين يفوق عددهم مليوني شخص ممن يعيشون خارج البلاد. لم يقتصر العنف على سرقة عائلاتهم وبيوتهم وطفولتهم منهم فحسب، بل ترك الآلاف من الأطفال وهم يعيلون أنفسهم.

في إثيوبيا، يعيش معظم الأطفال اللاجئين مع أسرهم، ولكن عدداً كبيراً منهم – أي أكثر من 42,000 شخص - إما من غير المصحوبين أو المنفصلين عن والديهم أو أولياء أمورهم. وما يميز أزمة النزوح هذه هو أن لديها واحدة من أعلى نسب الأسر التي يعيلها أطفال حول العالم. ويبلغ الرقم على الصعيد العالمي 150,000 أسرة.

كمعيلة لأسرتها الصغيرة المكونة من شخصين، كان على نياماش أن تكبر قبل الأوان. تقول: "لا أفكر في أفراد عائلتي لأنهم رحلوا. نحن هنا وهم ليسوا كذلك وهذا ما هو عليه الحال".

تحافظ نياماش على منزلها نظيفاً ومرتباً بعناية فائقة، حيث تضع أواني الطهي بدقة واحدة فوق الأخرى، وتكنس الأرض وتعلق المكنسة على الحائط، فيما تزين الجدران المناديل الخضراء التي حاكتها. هناك مكان لكل شيء.

تعود الأختان من المدرسة ويعود معهما روتين الحياة، حيث تقوم نياماش بإعداد عصيدة الذرة التي يتم تناولها للعشاء في معظم الأمسيات. وبينما تسحق حبات الذرة لتحويلها إلى دقيق بواسطة الحجر، تملأ نياكوانغ وعاءًا فخارياً بالماء، وتغسل وعاءًا لنياماش لطهي العصيدة وجمع الحطب للطهي.

تقول نياماش: "إنها تشاهد ما أفعله وتتعلم مني خطوة بخطوة".

عندما يندر الطعام، تحث نياماش نياكوانغ على تناول الطعام أولاً. عندما احتاجت الفتاتان بعض الأحذية، باعت نياماش جزءًا من حصصها الغذائية واشترت زوجاً لنياكوانغ أولاً.

تقول الأخت الأكبر: "أحب أن أراها سعيدة أكثر مني".

هناك جارة تعتني بالفتيات لكن نياماش تعارض فكرة أن يكون لها والدة بالتبني، وتقول: "لن أدع ذلك يحدث. لن يعتني بأختي أحد سواي"، كاشفة عن تفكير يجعلها تبدو أكبر من عمرها بكثير.

يقول باتريك كاوما، رئيس مكتب المفوضية الفرعي في غامبيلا بأن وضع الأطفال في جنوب السودان لا يزال يعتبر من الأزمات ذات الأبعاد الضخمة، على الأقل بالنسبة للقصر غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم: "حيثما أمكن ذلك، تحدد المفوضية الآباء المفقودين وتعمل على لم شمل العائلات للسماح للأطفال بالتمتع بطفولتهم. ويعني وجود أطفال كأرباب أسر بأنهم أصبحوا بالغين في سن مبكرة جداً. ويعني ذلك أيضاً بأن عليهم أن يكبروا بسرعة كبيرة وأن يتجاوزوا مرحلة الطفولة".

تتمثل أولوية نياماك في ضمان القدرة على الصمود هي وأختها قدر المستطاع وبقائهما في المدرسة. مادتها المفضلة هي اللغة الإنجليزية، وتقول: "آمل أن أحصل على وظيفة جيدة ذات يوم".