إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الفيضانات الغزيرة في السودان تتسبب بأضرار تطال آلاف اللاجئين

قصص

الفيضانات الغزيرة في السودان تتسبب بأضرار تطال آلاف اللاجئين

تعرضت العديد من المنازل ونقاط المياه الحيوية والمراحيض في جميع أنحاء البلاد للدمار أو الضرر.
24 سبتمبر 2020 متوفر أيضاً باللغات:
5f6b0ff54.jpg
اللاجئ الجنوب سوداني، باك، البالغ من العمر 80 عاماً، يقف بجوار مأواه الذي تضرر بفعل الفيضانات العارمة في شرق النيل، السودان.

لا يذكر باك أن رأى فيضانات كتلك التي عصفت في جميع أنحاء البلاد، خلال السنوات التي قضاها في السودان.


وقال اللاجئ الجنوب سوداني البالغ من العمر 80 عاماً، والذي يعيش على بعد خمسين متراً من النيل الأزرق في منطقة شرق النيل في الخرطوم: "وصلت الفيضانات في الليل وبدأت المياه تتدفق إلى مسكني ولم أستطع النوم".

تقطعت به السبل لعدة أيام بعدما تغطت المنطقة بالمياه. وأضاف بنبرة من الحسرة: "استمرت المياه في التدفق لمدة سبعة أيام إلى أن بدأت في الانحسار. لم أستطع التحرك لأنني لم أرغب في ترك حاجياتي".

تشتمل حاجياته على سرير صدئ وبعض الأواني والصحون المعدنية والقليل من الأغراض الشخصية. أما مأواه المصنوع من أعمدة خشبية وقطع من القماش والصفائح المعدنية فبالكاد يوفر له الحماية من العوامل الجوية.

"وصلت الفيضانات في الليل وبدأت المياه تتدفق إلى مسكني ولم أستطع النوم"

ويضيف باك: "فقدت كل ملابسي وكيساً من القمح في الفيضانات".

قبل أن تقوم المفوضية بالترتيب لتوزيع مواد الإغاثة في المنطقة، كانت أمنيات باك الأكبر هي الحصول على "بعض الأغطية البلاستيكية وجلابيتين".

تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات مفاجئة، حيث وصل منسوب أنهار مثل نهر النيل إلى مستوى يزيد عن 17 متراً، مما أدى إلى انهيار ضفافه وتسبب بتشرد الآلاف من الأشخاص - بمن فيهم لاجئون مثل باك ونازحون داخلياً وسكان محليون – دون مأوى وبحاجة ماسة للدعم الإنساني.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن الأضرار لحقت بـ 800 ألف شخص على الأقل إضافة إلى مقتل أكثر من 100 شخص آخرين. وقد أظهرت عمليات التقييم المكثفة التي أجرتها المفوضية وجود حوالي 125,000 لاجئ ونازح داخلياً من بين المتضررين.

وكانت ولايات غرب وجنوب وشمال كردفان وسنار ودارفور وشرق السودان والخرطوم الأكثر تضرراً، فيما كان اللاجئون والسكان المحليون من الفئات الضعيفة على حد سواء الأكثر تضرراً من سوء الأحوال الجوية. وقد تعرضت العديد من المنازل ونقاط المياه الحيوية والمراحيض في جميع أنحاء البلاد للدمار أو الضرر.

حتى في المناطق البعيدة عن الأنهار مثل الدروشاب، وهي منطقة في الخرطوم يوجد فيها العديد من المباني الخرسانية غير المكتملة، ومكبات القمامة والمآوي المتواضعة، فقد تأثر الآلاف بالأمطار الغزيرة والرياح العاتية.

كانت اللاجئة كريستينا، وهي من جنوب السودان، من بين حوالي 2,000 شخص ممن تضرروا من الأمطار في الدروشاب، وبالكاد وفر ملجأها المتواضع الحماية لعائلتها من العوامل الجوية.

وقالت وهي تستذكر اللحظة التي اصطحبت فيها أولادها التسعة الذين تتراوح أعمارهم بين 16 شهراً و 14 عاماً للتجمع تحت لوح من البلاستيك: "كنا نائمين عندما هطلت الأمطار. بدأت المياه تتسرب إلى منزلنا من كل الاتجاهات".

وأضافت كريستينا التي كانت من بين أولئك الذين حصلوا على أغطية بلاستيكية، وفرش للنوم، وبطانيات وأوعية مياه في وقت سابق من هذا الأسبوع: "غطينا أنفسنا لكن الماء كان يتسرب من الغطاء أيضاً".

قامت المفوضية في جميع أنحاء البلاد بالتعاون مع شركائها، بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة ومنظمة "ADD" السودانية غير الربحية، بتوزيع المواد غير الغذائية على حوالي 170,000 شخصاً من اللاجئين والنازحين داخلياً والسكان المحليين.

يقول أحمد علي، مساعد مسؤول الحماية في المفوضية، والذي ينسق عملية التوزيع في منطقة الخرطوم المترامية الأطراف: "أنا سعيد لأن مواد الإغاثة يمكنها أن تخفف من معاناة بعض الأشخاص الأكثر ضعفاً".

"أريد إعادة بناء منزلي وتحسين مستوى حياتي وإرسال أطفالي إلى المدرسة"

وشدد على الحاجة للمزيد من المساعدات الإنسانية، مضيفاً أن "الاحتياجات ضخمة والدعم قصير الأجل".

وأشار علي كذلك إلى أن التمويل محدود، حيث أنه اعتباراً من منتصف سبتمبر، تلقت المفوضية 38 في المائة فقط من مبلغ 274.9 مليون دولار أمريكي واللازم لعملياتها في السودان. ووفقاً لتقرير حديث للمفوضية بعنوان "عواقب نقص التمويل في عام 2020"، تعاني عمليات المفوضية في جنوب السودان من مستوى تمويل أقل تصل نسبته إلى 33 في المائة.

على الرغم من التأثير المدمر للفيضانات على حياة كريستينا، إلا أنها ليست مستعدة للاستسلام، حيث تقول: "أريد إعادة بناء منزلي وتحسين مستوى حياتي وإرسال أطفالي إلى المدرسة".