إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

طالبو اللجوء "يستغيثون" في شمال المكسيك

قصص

طالبو اللجوء "يستغيثون" في شمال المكسيك

في السنوات الأخيرة، ساعد برنامج المفوضية أكثر من 10,000 لاجئ على بدء حياة جديدة في أجزاء أكثر أماناً في المكسيك.
12 يوليو 2021 متوفر أيضاً باللغات:
60db4ca94.jpg
آنا، من هندوراس وتبلغ من العمر 27 سنة، تحمل ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات بين ذراعيها في مأوى مؤقت لطالبي اللجوء في تيخوانا، المكسيك.

لا تزال لورينا*، وهي أم لثلاثة أطفال من هندوراس، تذكر كيف صعدت على متن قارب بدائي الصنع على ضفاف نهر ريو غراندي في المكسيك مع ابنتها البالغة من العمر سبعة أعوام وابنها ذي الرابعة من العمر، للعبور إلى الولايات المتحدة وطلب اللجوء.

تبعها زوجها في قارب آخر ممسكاً بابنهما البالغ من العمر عاماً واحداً. ألقت دورية حرس الحدود الأمريكية القبض عليه وأطلق سراحه بعد ذلك وهو الآن في ولاية تينيسي مع الطفل. كما تم القبض على زوجته وطفليها الأكبر سناً، ولكن بعد ثلاثة أيام من الاحتجاز في منطقة وادي ريو غراندي في تكساس، تم نقلهم جواً إلى سان دييغو في ولاية كاليفورنيا، ليجري طردهم إلى المكسيك بموجب المادة 42 من قيود اللجوء المرتبطة بالصحة العامة.

منذ منتصف أبريل، تعيش هذه الأم البالغة من العمر 29 عاماً في مأوى مزدحم في قاعة كنيسة مدينة تيخوانا المكسيكية، حيث ينام ما يصل إلى 600 طالب لجوء وأطفالهم في أسرّة بطابقين وعلى فرش ممدودة على الأرض، والعديد منهم بعد حرمانهم من حقهم في طلب اللجوء في الولايات المتحدة وطردهم إلى المكسيك.

وقالت لورينا وهي تجلس على كرسي وبجانبها طفلاها: "لقد علقنا، فلا يمكننا العودة إلى الوطن، ولا يمكننا مواصلة الطريق. نحن على غير هدى. إنه أمر مؤلم ويبعث على اليأس ... لا أعرف هذا المكان. إنه بلد غريب ... ليس لدي أقارب هنا".

فرت لورينا من هندوراس بعد أن حاولت إحدى عصابات الشوارع تجنيد شقيقها الأصغر بالقوة. وعندما أبلغوا الشرطة عن ذلك، هددت العصابة بـ "قطع ألسنتنا ... وقتلنا جميعاً"، بحسب قولها.

"لقد علقنا، فلا يمكننا العودة إلى الوطن، ولا يمكننا مواصلة الطريق"

وقالت وقد ضمرت عيناها من البكاء بأنها بالكاد تأكل أو تنام في المأوى حيث يكون التباعد الاجتماعي مستحيلاً. أصيب أطفالها بالحمى في الموقع الذي انتشر فيه القمل: "انظروا إلى حالنا التي نحن عليها. إنني استغيث. لدينا الحق في التماس اللجوء، امنحونا الفرصة".

يعيش الآلاف من طالبي اللجوء أمثالها في طي النسيان في مآوٍ ومخيمات مؤقتة عبر شمال المكسيك، في مدن من تيخوانا إلى سيوداد خواريز ورينوسا، غير قادرين على مواصلة الطريق، ويخشون العودة إلى ديارهم.

وقد دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، حكومة الولايات المتحدة إلى رفع قيود المادة 42 التي لا تزال سارية على الحدود منذ شهر مارس من العام الماضي، وفتح الباب مجدداً أمام إمكانية طلب اللجوء لأشخاص مثل لورينا - الذين تعتمد حياتهم على ذلك – تماشياً مع الالتزامات القانونية الدولية وحقوق الإنسان.

في السنوات الأخيرة، ساعد برنامج المفوضية أكثر من 10,000 لاجئ على بدء حياة جديدة في أجزاء أكثر أماناً في المكسيك من خلال وظائف رسمية مع مزايا كاملة، بما في ذلك الرعاية الصحية. لكن بالنسبة للكثيرين مثل لورينا، فإن هذا يعني الانفصال الدائم عن زوجها وطفلها الأصغر.

يشعر آخرون بالرعب بعد تعرضهم للاختطاف والاعتداء من قبل الجماعات الإجرامية أثناء عبورهم المكسيك بحثاً عن الأمان - ومن بينهم الأم الهندوراسية آنا.

هرباً من تهديدات العصابات في وطنها، كانت هذه الأم البالغة من العمر 27 عاماً وابنتها ذات الثلاثة أعوام في طريقهما إلى الولايات المتحدة حيث لديها بعض الأقارب عن طريق مهرّب للبشر. وفي مدينة مونتيري الشمالية، تم اختطافهما تحت تهديد السلاح.

وقالت وهي تشبك يديها خلف ظهرها: "كان معهم بنادق ومسدسات.. جاءوا إلى المستودع الذي احجزونا فيه وقيدونا. أرسل أحد الأقارب في الولايات المتحدة فدية قدرها 5,000 دولار أمريكي، وبعد أسبوع أفرج عنهم خاطفوهم "حفاة ودون ملابس أو نقود".

بعد عبورها إلى تكساس، تم احتجازها من قبل دورية الحدود، وتم نقلها إلى سان دييغو ومن ثم ترحيلها إلى تيخوانا دون أن تتاح لها فرصة التقدم بطلب للحصول على اللجوء كما كانت تأمل أن تفعل. تعيش الآن في مأوى غير رسمي لا توجد فيه بوابة أمنية أو حارس.

وقالت بينما ابنتها تتلوى في حجرها: "نحن بحاجة إلى حل. أنا بعيدة جداً عن بلدي وعائلتي. ابنتي قلقة وتقضم أظافرها. نحن تحت رحمة الله، بلا حماية على الإطلاق".

في وقت سابق من هذا العام، تعرف محققون على جثث 14 مهاجراً غواتيمالياً قُتلوا بالرصاص وتم حرقهم ورميهم في قبر سري في شمال شرق ولاية تاموليباس.

"أود أن أرى أطفالي في الحديقة يأكلون الآيس كريم"

وحذر غراندي في بيان له من أن آلاف الأشخاص المطرودين من الولايات المتحدة يواجهون "عواقب إنسانية خطيرة" في شمال المكسيك. وقد حث الإدارة الأمريكية على تعزيز نظام اللجوء الخاص بها و "تنويع الممرات الآمنة حتى لا يضطر طالبو اللجوء للاستعانة بالمعابر الخطرة التي يسهلها لهم المهربون".

بالنسبة لميرنا، وهي أم غواتيمالية لديها طفلان، لا يمكن أن تأتي المساعدة في القريب العاجل. وقد تعرضت هذه المرأة البالغة من العمر 24 عاماً للضرب والاغتصاب مراراً وتكراراً من قبل شريكها في غواتيمالا، وحاولت اللحاق بوالدتها في لوس أنجلوس في شهر مايو، ولكن تم اعتقالها وطردها. اختطفها سائق سيارة أجرة لدى وصولها إلى تيخوانا، وهي تعيش الآن في حالة من الخوف في المأوى التي تعيش فيه، وتقول: "الوضع ليس آمناً هنا بعد كل ما حدث لنا".

عبر البلدة وفي مأوى آخر تديره السلطات المكسيكية، كان داريو، وهو رجل قادم من هندوراس ولديه طفلان، وزوجته يعيشان تحت وطأة كابوس التهديدات بالقتل من جانب العصابات في وطنهم، والاختطاف في شمال المكسيك، والطرد من الولايات المتحدة، واضطراب العيش في متاهة قانونية.

وقال: "أود أن أرى أطفالي في الحديقة يأكلون الآيس كريم، دون أن أتساءل عما إذا كان هناك من سيقتلهم. هذا كل ما نطلبه".

* تم تغيير أسماء طالبي اللجوء لأسباب تتعلق بالحماية.