إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مزارعون سوريون يعودون للعمل في حقول أيرلندا

عبد الهادي، 72 عاماً، وفيصل، 45 عاماً، في المزرعة التي يعملان فيها في أيرلندا.
قصص

مزارعون سوريون يعودون للعمل في حقول أيرلندا

مبادرة زراعية اجتماعية تمنح المزارعين من اللاجئين السوريين فرصة العمل وتبادل المهارات.
24 يناير 2019 متوفر أيضاً باللغات:

عبد الهادي، 72 عاماً، وفيصل، 45 عاماً، في المزرعة التي يعملان فيها في أيرلندا.

كان عبق الأزهار يفوح من تلال بساتين الزيتون ومن مزرعة عبد الهادي في سوريا، قبل أن يجبره الصراع على الفرار. والآن، بعدما أعيد توطينه في أيرلندا، أُتيحت للمزارع البالغ من العمر 73 عاماً الفرصة لغرس جذور جديدة ورعاية بستان من أشجار التفاح.


يقول عبد الهادي وهو يعتني بأحد الأغصان: "الأشجار مثل البشر، فهي تحتاج إلى التنفس.. لذلك نعمل على تقليمها وتهويتها، تماماً كما هو الحال مع أشجار الزيتون في سوريا".

يشارك عبد الهادي في مبادرة "الزراعة الاجتماعية" والتي تمتد لعشرة أسابيع في مزرعة أهينا في مقاطعة مايو، وذلك بعد إعادة توطينه في أيرلندا ضمن برنامج تديره الحكومة بالشراكة مع المفوضية. ويتيح البرنامج للاجئين المعاد توطينهم فرصة العمل وتبادل المهارات مع المزارعين المحليين.

يتم تمويل عمله وعمل آخرين من قبل شركة "جنوب شرق ويست مايو للتنمية"، والتي تدعم المجتمعات والأفراد في جميع أنحاء غرب أيرلندا.

"الأشجار مثل البشر، تحتاج إلى التنفس"

حتى الآن، يجني عبد الهادي ومالك الأرض أوليفر ديكسون ثمار تبادل مهاراتهما وإيجاد أوجه التشابه بينهما.

يقول عبد الهادي ضاحكاً وهو ينظر إلى السحب الرمادية التي تعلو الحقول الخضراء الرطبة من حوله: "الأشجار هي نفسها في كل مكان، والفرق الوحيد بينها هو الطقس".

وتقول مارغريت ليهي من شركة "جنوب شرق ويست مايو للتنمية" إنه لا يوجد شيء فريد في المزارع المشاركة.

وتشرح قائلة: "هذه مزارع عادية للعمل. إنها ليست مزارع علاجية أو مصممة خصيصاً لمجموعة واحدة من الناس. فهي مزارع عادية ولهذا السبب يعملون بشكل جيد".

بالإضافة إلى الاعتناء بأشجار التفاح، يقوم عبد الهادي ومواطنه اللاجئ السوري فيصل بإطعام الماشية وقطع الحطب والعناية بالحدائق والنباتات التي تنمو في عدد من البيوت البلاستيكية. وفي المقابل، يتعرف العاملون في هذه المزارع على كيفية القيام بهذه الأمور في بلدان أخرى.

ووفقاً لليهي، فإن العديد من المزارعين يتطلعون إلى العمل مع الآخرين. وتقول: "يجد المزارعون الأمر رائعاً عندما يتعرفون على أوساط اجتماعية جديدة، فهو أمر يوسع آفاقهم".

كما أن المهارات التي يأتي بها العديد من اللاجئين لا تقدر بثمن بالنسبة للقطاع الزراعي في أيرلندا. ووسط النقص في اليد العاملة، قدرت جمعية المزارعين الأيرلنديين أنه ستكون هناك حاجة إلى 23 ألف عامل على مدى العقد المقبل لتحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة.

كما زادت صادرات الأغذية الزراعية من 7 مليارات يورو في عام 2009 إلى أكثر من 11 مليار يورو في عام 2016، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم تقريباً في العقد المقبل.

في مزرعة أهينا، يفخر أوليفر بمنح عبدول الفرصة لاستخدام مهاراته وتبادلها.

يقول المزارع الذي يدير المزرعة مع زوجته آنا: "أحب أن أفكر في أنني أستطيع منح شخص ما فرصة القدوم إلى مزرعة قد لا يحصل عليها أبداً. يظهرون لنا ثقافة مختلفة ويمكننا أن نريهم كيف نعمل. يجب على كل مزارع أن يشارك".

تقول إندا أونيل، رئيسة مكتب المفوضية في أيرلندا: "غالباً ما تكون التجارب الإيجابية لإدماج اللاجئين أكثر وضوحاً على المستوى المحلي – عند بوابات المدارس، أو في العمل، أو في الملاعب الرياضية أو في القاعات المجتمعية". وأضافت: "تعد مبادرة الزراعة الاجتماعية مثالاً رائعاً على كيفية بذل المجتمعات الريفية في جميع أنحاء أيرلندا جهوداً كبيرة للوصول إلى جيرانهم الجدد ومنحهم فرصة للمشاركة والمساهمة في حياة المجتمع".