إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

قصة مصورة : ذكريات طفولة ضائعة

بيانات صحفية

قصة مصورة : ذكريات طفولة ضائعة

يصل السوريون يومياً إلى أنحاء لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، ومصر، بحثاً عن الأمان من الحرب التي غدت أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
7 أبريل 2014
534270056.jpg
مجاهد

يصل السوريون يومياً إلى أنحاء لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، ومصر، بحثاً عن الأمان من الحرب التي غدت أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

واليوم، أصبح ربع تعداد سكان لبنان من اللاجئين السوريين، وأغلبهم من النساء والأطفال. وعلى الرغم من فرارهم من صدمات الحرب اليومية، إلا أن العنف والخوف الذي مر بالكثيرين أو شهده الكثيرون في سوريا سيظل عالقاً في أذهانهم مدى الحياة.

تعمل المفوضية على دعم الأطفال وعائلاتهم في أنحاء لبنان والدول الأخرى. وفيما يلي ما قاله بعض الأطفال الذين تحدثنا إليهم مؤخراً:

مجاهد

يُعَلِّم مجاهد، 11 عاماً، شقيقه الأصغر اللغة العربية بالتدريج.

يبدو مجاهد مهتماً جداً بالانتهاء من "الدروس" في أسرع وقت ممكن، إلا أن والدته "نفار" تصر على أن يمضي بعض الوقت في القراءة والكتابة مع شقيقه كل يوم.

غادر مجاهد سوريا منذ ما يقرب من عامين. فحين اشتد قصف مدينته حِمص، قررت عائلته الكبيرة الممتدة ضرورة المغادرة كي تنجو بحياتها.

يقول مجاهد: "كان القصف في بعض الأحيان عنيفاً وكان الخوف يتملكنا".

تعيش عائلة مجاهد اليوم في خيمتين كبيرتين في مخيم غير نظامي بوادي البقاع اللبناني. أصيب والده بسكتة دماغية، وتكافح الأسرة لكسب ما يكفي لسد الرمق.

ولكن، بفضل المفوضة لا يزال مجاهد يرتاد بالمدرسة، على الرغم من أن كل أشقائه الأكبر يعملون من أجل تلبية احتياجات الأسرة. التحق مجاهد منذ بضعة أشهر بإحدى المدارس الابتدائية المحلية اللبنانية، وهو يذهب حالياً بعد ظهيرة كل يوم لحضور فصول فترة الدوام الثانية.

يُعد مجاهد أحد الأطفال المحظوظين؛ فلا يزال مئات الآلاف من الأطفال في سن المدرسة بلبنان غير مقيدين بالمدارس. تواصل المفوضية عملها الدؤوب لإيجاد الحلول.

شريفة

534270286.jpg
شريفة

تتلعثم شريفة في الكلام عندما تتذكر الشهور الأخيرة القليلة من حياتها في مدينة حِمص بسوريا وتصفها.

تتذكر الخوف، والظلمة، والأيام المملة التي قضتها دون أن تذهب إلى المدرسة؛ تلك الطفولة والبراءة الضائعة وسط حرب مستعرة ممتدة لثلاثة أعوام.

تقول شريفة البالغة من العمر 12 عاماً: "كانت الظلمة أكثر ما يخيفني. كان إطلاق النار ينهال كالمطر، وكانت شقيقتي تأتي لتجلس معي عندما أكون خائفة. أتذكر سقوط القنابل أيضاً".

فرت شريفة مع أسرتها عبر الحدود اللبنانية منذ ما يقرب من عام. وتعيش شريفة اليوم، وهي الأصغر في أسرة تتألف من ستة أفراد، مع والديها في خيمة بوادي البقاع، ولم تَعُد حياتها الماضية سوى ذكريات.

"كنا نملك في سوريا بيتاً كبيراً جميلاً يتكون من ست حجرات، ولكن عندما بدأت الحرب، اضطررنا إلى النوم جميعاً في غرفة واحدة".

تشعر شريفة بصعوبة الحياة في الخيمة. لقد أدت الأمطار المستمرة والثلوج المتساقطة خلال أشهر الشتاء إلى إحداث فوضى في المكان ولا تزال الخيام حيث تعيش مشبعة بالمياه، كما أن كل ما يحيط بها مكسو بطين سميك كريه الرائحة.

تُعد الخيام التي تعيش فيها أسر كأسرة شريفة بسيطة، وحتى مع ما أمدتهم به المفوضية من لوازم الشتاء من بطانيات إضافية ومدافئ صغيرة، تقول شريفة إنها غالباً كانت تشعر بالبرد لأن الشتاء كان قارساً.

العلم هو الحياة

في حين تُعد الحياة كلاجئ أكثر من صعبة، فبفضل جهات داعمة مثلكم، تمكنت شريفة حالياً من العودة إلى المدرسة. وبفضل التمويل الحيوي، تداوم شريفة الآن في صفوف "فترة الدوام الثانية" في إحدى المدارس الابتدائية المحلية اللبنانية، وهي مستمتعة بفرصة التعليم التي أتيحت لها في لبنان.

"المدرسة هنا جيدة جداً. أذهب إليها بعد ظهيرة كل يوم لحضور فترة الدوام الثانية. أتعلم اللغة الفرنسية، فأنا أحبها جداً ولم أكن أتعلمها في سوريا".

"التحق كل أشقائي بالمدرسة. يريد والدنا أن نذهب جميعاً إلى المدرسة ونتعلم القراءة والكتابة. كانت شقيقتي الكبرى على وشك الانتهاء من دراستها الثانوية عندما بدأت الحرب. أتمنى أن أصل أيضاً إلى هذه المرحلة".

"لا يستطيع الكثير من الأطفال هنا القراءة أو الكتابة جيداً وذلك لأن آباءهم يجهلون القراءة والكتابة. كما يشعر أولياء الأمور بالقلق إزاء إرسال أبنائهم الصغار إلى المدرسة، ويتحتم على الأطفال الأكبر سناً العمل".

"كم أحب المدرسة، وكم كنت أفتقدها حين حالت الظروف دون ذهابي، لذا أنا سعيدة لأنني التحقت بها مجدداً. عندما أكبر أود أن أصبح طبيبة أطفال".

طيف

534270586.jpg
طيف

نظراً لوجود ما يزيد عن مليون لاجئ سوري حالياً في لبنان، لا تكافح المفوضية فحسب من أجل توفير لوازم الإغاثة والخدمات الأساسية لأكثر فئات اللاجئين ضعفاً، بل إن ما تبقى لها من تمويل لدعم برامج حيوية كالتعليم قليل للغاية. يُعد دعمكم ضرورياً الآن، إذ يمكن أن يوفر التبرع المقدم منكم اليوم مكاناً في المدرسة لفتاة يافعة مثل طيف...

تقول طيف بلغة إنجليزية متقنة: "أريد أن أصبح مهندسة ميكانيكية، ولكني لا أذهب إلى المدرسة منذ أكثر من عام".

فرت الفتاة الممشوقة القوام البالغة من العمر 14 عاماً من وطنها الذي مزقته الحرب منذ ستة أشهر مع والديها وأشقائها التسعة. وبعد عبور الحدود، وجدت الأسرة مأوى لها في أحد المخيمات غير النظامية بالقرب من مدينة زحلة في وادي البقاع.

تقول طيف إن الحياة في الخيمة صعبة، والشتاء كان طويلاً، "لا أتمنى سوى أن يحل السلام حتى نتمكن من العودة إلى وطننا وأتمكن من العودة إلى الدراسة".

عشق التعلم

534270b76.jpg
طيف

تقول طيف إنها كانت تحب الذهاب إلى المدرسة في سوريا. وكانت الرياضيات هي المادة التي تفضل دراستها، ولكنها كانت تدرس أيضاً اللغة الإنجليزية، واللغة العربية، والعلوم، والتربية الوطنية، وكانت تأمل في أن تلتحق بالجامعة مثل أشقائها الكبار.

ولكن مع امتداد الحرب إلى أنحاء البلاد، توقفت الخدمات الأساسية، وبمرور الوقت، فرت طيف من سوريا مع أسرتها، وتوقفت عن الدراسة لمدة ستة أشهر إلى الآن.

"كنت أستمتع كثيراً بالذهاب إلى المدرسة. لقد أحضرت كل كتبي المدرسية معي عندما غادرت سوريا حتى أتمكن من مواصلة مراجعتها، فقد تكون مفيدة هنا".

على الرغم من أن طيف كانت طالبة متفوقة في الصف التاسع في سوريا، تتطلب المناهج اللبنانية المختلفة أن تلتحق بالصف التاسع مرة أخرى في لبنان. ولكن نظراً لوجود نحو 200,000 طفل لاجئ في سن المدرسة بلبنان، تُعد الأماكن المتوفرة في الفصول المتقدمة محدودة، ولم تجد طيف مكاناً لها إلى الآن.

"آمل أن أذهب إلى المدرسة هنا. لا أجد ما أفعله هنا. أبقى في الخيمة وأساعد أمي أو ألعب مع أفضل صديقاتي؛ مايا".

الاحتياج إلى التمويل العاجل

تعمل المفوضية بجد من أجل إلحاق أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب مثل طيف بفصول دراسية مسائية أو تعليم غير نظامي آخر خلال الأعوام القادمة.

وُضعت طيف على رأس القائمة التي تضم من لهم الأولوية لدى شريكنا المحلي، ونأمل أن تعود إلى المدرسة قريباً، ولكن مع استمرار عبور السوريين إلى لبنان بمعدل يصل إلى نحو 12,000 لاجئ أسبوعياً، نحتاج إلى التمويل بصورة عاجلة لتغطية كل أعمال إنقاذ الحياة.