فيضانات جديدة تشرد أكثر من 100 ألف شخص في جنوب السودان
فيضانات جديدة تشرد أكثر من 100 ألف شخص في جنوب السودان
نازحون بسبب الفيضانات يحملون أطفالهم وحاجياتهم على طول طريق مغمور بالمياه في بنتوي، جنوب السودان، في يوليو 2024.
اجتاحت جنوب السودان دوامة جديدة من الفيضانات الجارفة، في الوقت الذي يُهدد فيه تجدد الصراع السلام الهش، مما يترك المجتمعات في بعض أكثر ولايات البلاد عُرضةً للفيضانات والصراعات لأزمة مزدوجة.
في الأسابيع الأخيرة، غمرت المياه المتصاعدة مساحات شاسعة في ولايات جونقلي وأعالي النيل والوحدة، مما أدى إلى نزوح 100 ألف شخص، اضطر الكثير منهم حتى الآن إلى الفرار من ديارهم بسبب تجدد الصراع منذ فبراير 2025. ويعتبر ذلك مؤشراً صارخاً على أن الأشخاص المجبرين على الفرار هم في طليعة المتضررين من آثار الأحوال الجوية القاسية. ويُثير الوضع قلقاً بالغاً، إذ تشهد العديد من هذه المناطق بالفعل مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، ولا تزال تعاني من عواقب الفيضانات المدمرة في عام 2022.
وفي حال استمرت الفيضانات، فمن المرجح أن ينزح ما يصل إلى 400 ألف شخص بحلول نهاية العام، متجاوزين بذلك مستويات النزوح الناجمة عن الفيضانات التي شهدناها في عام 2024. ومن المتوقع أن تبلغ الآثار ذروتها بين شهري سبتمبر وأكتوبر، مما يُهدد بعزل مجتمعات بأكملها، وتفاقم الجوع، وزيادة المخاطر التي تهدد الحماية، لا سيما للنساء والفتيات.
غمرت المياه المنازل والمدارس والمرافق الصحية، إلى جانب الأراضي الزراعية والمراعي، مما أدى إلى نفوق الماشية. كما غمرت الأمطار مصادر المياه الصالحة للشرب والمراحيض، مما أدى إلى تدهور حالة الصرف الصحي وزيادة المخاطر الصحية. ويفاقم ركود المياه، إلى جانب سوء الصرف الصحي ومحدودية الوصول إلى مياه الشرب المأمونة، من خطر تفشي المزيد من الأمراض، بالإضافة إلى انتشار وباء الكوليرا الحالي، والذي أصاب أكثر من 12 ألف نازح داخلي 3,100 لاجئ حتى نهاية أغسطس.
هذا العام، وبالتعاون مع السلطات وشركاء الأمم المتحدة، تُعطي المفوضية الأولوية لتقديم مساعدات إغاثية لما يصل إلى 150,000 شخص من أكثر المتضررين من الفيضانات. ويشمل ذلك توفير المال، والمأوى الطارئ، والأغطية البلاستيكية للأسر التي تضررت منازلها. كما تُوفر المفوضية مضخات مياه، وتُعيد تأهيل السدود للمساعدة في تصريف مياه الفيضانات.
مع ذلك، لا تزال موارد الاستجابة منخفضة على نحوٍ حرج، حيث أن التمويل الحالي لا يكفي المفوضية لتوفير المساعدة سوى لثلث الأشخاص الذين يُحتمل نزوحهم بسبب الفيضانات هذا العام. وفي ولاية الوحدة التي غمرتها المياه بنسبة 70%، قلّصت المفوضية عملياتها بشكل كبير بسبب نقص التمويل، الأمر الذي ترك آلاف النازحين في وضع أكثر هشاشة.
على مدى السنوات الخمس الماضية، عملت المفوضية عن كثب مع المجتمعات الأكثر تضرراً لتعزيز قدرتها على الصمود ومساعدتها على التكيف مع الصدمات المناخية المتكررة. وقد ساعدنا في إعادة بناء السدود وتدعيمها في المواقع التي تستضيف النازحين، بمن فيهم اللاجئون، وأنشأنا لجاناً للصيانة، ومستودعات للإمدادات الأساسية، ودعمنا سبل العيش من خلال توفير الزوارق. في حين أن هذه الجهود قد ساعدت في التخفيف من التبعات واحتواء ما كان يمكن أن يكون كارثة أكبر، إلا أنها لا تزال غير كافية في مواجهة تصاعد الظواهر الجوية الشديدة وتناقص مستوى التمويل.
تناشد المفوضية بشكل عاجل لزيادة الدعم الدولي من أجل الحد من تفاقم هذه الأزمة على نحو أوسع. من دون تمويل إضافي، ستبقى القدرة على توفير المأوى والحماية والمياه النظيفة وقدراً من الكرامة للمتضررين من الفيضانات محدودة للغاية. وحتى 31 يوليو، لم تتلقَّ المفوضية سوى ثلث المبلغ المطلوب لحماية ومساعدة النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة المحلية في البلاد، والبالغ حوالي 300 مليون دولار، بما في ذلك أكثر من 1.2 مليون شخص ممن وصلوا إلى البلاد هرباً من الحرب في السودان المجاور قبل أكثر من عامين.
لا يزال جنوب السودان أحد أكبر أزمات النزوح في إفريقيا، حيث يوجد ما يقرب من 2.4 مليون لاجئ من جنوب السودان في الدول المجاورة، وما يقدر بنحو مليوني شخص نازح داخلياً داخل البلاد التي تستضيف أيضاً أكثر من 589,000 لاجئ.
للمزيد من المعلومات:
في جوبا، كارلا كالبو: [email protected] هاتف: 812 141 927 211+
في نيروبي، فيث كاسينا: [email protected] هاتف: 094 427 113 254+
في جنيف، أولغا سارادو: [email protected] هاتف: 07 23 740 79 41+