العائدون
العائدون
توفر المفوضية المساعدة للنازحين قسراً في اتخاذ قرارٍ مستنير بشأن موعد العودة الآمنة إلى ديارهم، كما تسعى لكي تكون هذه عودتهم طوعيةً وتحفظ كرامتهم، وتقدم الدعم لهم في إعادة بناء حياتهم.
لاجئ سابق من كوت ديفوار تحتضنه عمته عند عودته إلى دياره.
هل أنت لاجئ تفكر بالعودة إلى بلدك، أو عدت إليها مؤخراً؟ يمكنك الحصول على الدعم والإرشاد من المفوضية بزيارة موقعنا المخصص للمساعدة.
دعم اللاجئين والنازحين داخلياً في العودة إلى ديارهم
بالنسبة لملايين الأشخاص المجبرين على الفرار، تعد العودة نهايةً مرضيةً لمرحلةٍ عادةً ما تكون قاسيةً قضوها بعيداً عن الوطن. وقد يتاح ذلك بعد أشهرٍ أو سنوات أو حتى عقودٍ من الزمن بعد رحيلهم.
عندما يصبح ذلك ممكناً بشكلٍ آمن، تيسر مفوضية اللاجئين عودة اللاجئين وسواهم من النازحين قسراً إلى ديارهم، وتنسق عمليات العودة الفردية وواسعة النطاق، كما تعمل على ضمان أن تكون العودة طوعيةً وآمنةً وتحفظ كرامة العائدين.
لكن دورنا لا ينتهي بذلك، فحتى بعد عبور اللاجئين للحدود عائدين إلى بلدهم الأم، أو بعد عودة النازحين داخلياً إلى المناطق التي يتحدرون منها، نواصل مراقبة كيفية معاملتهم. ونعمل مع السلطات المحلية والشركاء التنمويين على مساعدتهم في إعادة الاندماج في مجتمعاتهم، ونضمن تمكينهم من الوصول إلى الخدمات والفرص نفسها التي يستفيد منها مواطنوهم، مثل الإسكان وسوق العمل والتعليم والرعاية الصحية.
ومن خلال ضمان أمن اللاجئين والنازحين داخلياً وتمكينهم من ممارسة حقوقهم، نساعد في ضمان أن تكون عودتهم مستدامةً، وعدم اضطرارهم للفرار مجدداً.
يمكن للاجئين والنازحين داخلياً العودة إلى ديارهم بأمان ما أن تتم معالجة مسببات نزوحهم، ويتم إحلال السلام. خلال النصف الأول من عام 2024، تمكن 433,600 لاجئ من العودة طوعاً إلى بلدانهم. كما عاد 1.8 شخص آخر من النازحين داخل بلدانهم إلى مناطقهم الأصلية (خلال الفترة عينها).
تعريف ومعنى مصطلح "العائدون"
يشير مصطلح "العائدون" إلى الأشخاص اللاجئين أو النازحين داخلياً الذين عادوا إلى بلدهم أو المناطق التي يتحدرون منها بشكل دائم، لكنهم لم يندمجوا كلياً بعد في مجتمعاتهم، علماً بأن صفة اللجوء تسقط عن الأشخاص عند عودتهم إلى بلدهم الأصلي.
كيف تساعد المفوضية اللاجئين والنازحين داخلياً في العودة إلى ديارهم؟
تنسيق العودة الطوعية والآمنة: نعمل مع الحكومات لتشجيع وتنسيق عمليات العودة الطوعية سواء كانت فرديةً أم واسعة النطاق. وندأب لضمان أن تكون العودة طوعية وكريمةً، وأن يكون العائدون بمأمنٍ من الاضطهاد والعنف ومخلفات الحرب مثل الألغام. ونتشاور مع اللاجئين والنازحين داخلياً للاطلاع على نواياهم ومخاوفهم وفهمها، ونسعى لكي تكون برامج العودة وإعادة الإدماج مستنيرةً بوجهات نظرهم. وقد نوفر خدمات النقل أيضاً لكي يتمكنوا من الوصول إلى مناطقهم بأمان.
مساعدة الأشخاص المعنيين في اتخاذ قراراتٍ مستنيرة: قد يصعب على اللاجئين والنازحين داخلياً تصديق عودة الأمان إلى أمكنة فروا منها في السابق خوفاً من الصراع والعنف المستشري والاضطهاد الموجه لفئات معينة. وقد يترددون أيضاً في العودة نظراً لنقص موارد الإيواء والعمل وكسب الرزق وسواها من الخدمات الأساسية. لذلك، نعمل لمساعدتهم في الوصول إلى المعلومات الهامة لكي يتمكنوا من اتخاذ قرارٍ مستنيرٍ بشأن العودة. كما أننا قد ننظم "زيارات تفقدية" يتمكنون من خلالها من زيارة مناطقهم الأصلية وتقييم الوضع بأنفسهم.
إعادة إعمار البنية التحتية: في البلدان التي خرجت للتو من الصراعات المطولة، قد تكون البنى التحتية الأساسية مدمرةً، ونحن نعمل مع الحكومات ووكالات التنمية لإعادة بناء وترميم المدارس وأنظمة ضخ المياه والطرقات والعيادات الصحية، بحيث تكون المناطق مستعدة لاستقبال العائدين إليها.
دعم الاندماج وممارسة الحقوق: نوفر الدعم للعائدين في إيجاد السكن والعمل وتسجيل أطفالهم في المدارس. وقد نقدم أيضاً المساعدات النقدية لإعانتهم على تغطية احتياجات الأساسية الأولية، مثل مستلزمات النظافة الشخصية والإيجار العقاري. ونعمل أيضاً لضمان تمكينهم من ممارسة حقوقهم القانونية والسياسية المدنية شأنهم شأن مواطنيهم الآخرين. ترجح استدامة العودة إن شعر العائدون بالأمان، وتوفر لهم السكن الملائم وإمكانية كسب الرزق وتسجيل أطفالهم في المدارس، فضلاً عن العيش بسلامٍ مع جيرانهم.
إعادة تأهيل أراضي المخيمات بعد إغلاقها: عندما يجري إغلاق مخيمات اللاجئين ومواقع تواجدهم، ندأب لإعادة الأرض التي أنشئت عليها إلى حالةٍ تعود بالنفع بالصورة الأمثل على مالكيها والسكان القاطنين بجوارها. قد يكون ذلك من خلال غرس الأشجار، أو إخلاء الأرض لتتجدد بشكلٍ طبيعي تلقائياً. ونعمل أيضاً مع المجتمعات المحلية لضمان استمرار قدرتهم على مواصلة الاستفادة من المرافق التي أنشئت لتلبية الاحتياجات الناجمة عن تدفق النازحين قسراً، مثل المارس والعيادات الطبية.
تتطلب مساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً في العودة إلى ديارهم وإعادة الاندماج مع مجتمعاتهم التزاماً تاماً من البلدان التي يتحدرون منها، بالتوازي مع استمرار الدعم المقدم من المجتمع الدولي. بعملنا معاً، يمكننا ضمان قدرة العائدين على إعادة بناء حياتهم في بيئة آمنةٍ ومستقرةٍ، وعدم اضطرارهم على الفرار مجدداً.
ما هي العودة الطوعية؟
إن اتخذ اللاجئون قراراً مستنيراً بالعودة إلى بلدانهم – دون الخضوع لأي ضغوطاتٍ من قوىً خارجية أو حتى من عائلاتهم أو مجتمعاتهم – يدعى ذلك بالعودة الطوعية. وعند توفر الظروف الآمنة، تعمل المفوضية اللاجئين على التوعية بتلك الإمكانية وتشجيع اللاجئين على الاطلاع على الظروف القائمة في بلدانهم. وإن لم نكن على ثقةٍ من توفر الأمان، لن نقوم بالإعلان عن إمكانية العودة، إلا أننا سوف نوفر الدعم – رغم ذلك – للأشخاص الراغبين بالعودة تلقائياً.
Text and media 28
عندما عدنا في عام 2020، كانت الحياة صعبةً بالنسبة لنا. لكن المفوضية ساعدتني في بدء مشروعٍ لتصفيف الشعر. والآن، تحسنت حياتي، حيث أصبح لدي بيت أسكنه، وأصبح أطفالي يرتادون المدرسة
فرت إيلودي من كوت ديفوار عام 2011، نتيجة الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد. وقالت: "عندما بدأت الحرب، كنا خائفين من دوي إطلاق النار – لم نسمع شيئاً كهذا من قبل. بدأنا بالسير، تاركين كل ما نملك خلفنا."
في عام 2020، وبعد استقرار الوضع السياسي في البلاد، كانت إيلودي واحدة من آلاف اللاجئين الإيفواريين الذين عادوا إلى ديارهم.
بدعم من برنامج إعادة الإدماج التابع للمفوضية، أسست إيلودي مشروعاً صغيراً، وهو عبارة عن صالونٍ لتصفيف الشعر، أطلقت عليه اسم "سياتيزي" أي "السلام".