نزوح 35 ألف شخص جراء القتال الأخير قرب الحدود بين السودان وجنوب السودان
نزوح 35 ألف شخص جراء القتال الأخير قرب الحدود بين السودان وجنوب السودان

جوبا، جنوب السودان، 24 أبريل/نيسان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أسفر القتال الذي نشب مؤخراً بالقرب من الحدود بين السودان وجنوب السودان عن نزوح حوالي 35,000 شخص في المناطق المحيطة لهجليج وتالودي وأجزاء أخرى من ولاية جنوب كردفان في السودان.
ومن غير مقدور المفوضية الوصول إلى المناطق المعنية، لكنها تقوم بتوجيه المساعدات من خلال الوكالات المحلية. وترد المعلومات الخاصة بعدد النازحين عن طريق هؤلاء الشركاء.
في جنوب السودان، ضربت سلسلة من عمليات القصف الجوي في الأسابيع الأخيرة أجزاء من ولايات الوحدة ووراب وغرب بحر الغزال.
وذكرت المفوضية أن المواقع الثلاثة في ولاية الوحدة لم تتأثر مباشرة حتى الآن. وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز: "على الرغم من ذلك، فقد شهدنا زيادة في عدد اللاجئين السودانيين الذين يعبرون الحدود، البعض منهم يعاني من درجة بالغة الخطورة من سوء التغذية."
وفي مخيم ييدا، وردت تقارير بوصول أكثر من 1,300 من الوافدين الجدد خلال الأيام الأربعة الأخيرة، وقد ازداد معدل وصول القادمين الجدد ثلاثة أضعاف عما شهده شهرا مارس/آذار وفبراير/شباط. ويقول بعض اللاجئين بأنهم غادروا السودان بسبب نقص في المواد الغذائية في ولاية جنوب كردفان، فيما يقول البعض الآخر بأنهم فروا من القتال العنيف الجاري في مناطقهم الأصلية.
وقد زاد القتال المتصاعد من المخاوف بشأن سلامة اللاجئين في ولاية الوحدة. ولا تبعد ييدا سوى بضعة كيلومترات عن الحدود، وقد شهدت قصفاً مباشراً وغير مباشر على مدى الأشهر الستة الماضية. وتواصل الوكالات الإنسانية توفير المساعدة المنقذة للحياة والخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والصرف الصحي والخدمات المجتمعية والرعاية الصحية لأكثر من 20,000 لاجئ يعيشون هناك. وأشار إدواردز بأن المفوضية تقوم "في الوقت نفسه بتقديم المشورة لهم للتحرك على وجه السرعة إلى مناطق أكثر أمناً."
وحتى الآن، قامت المفوضية بتقديم الدعم من أجل إعادة نقل أكثر من 2,000 لاجئ لموقعين في أقصى جنوب ولاية الوحدة، في وقت يجري فيه تجهيز المواقع والتخطيط لمواقع أخرى لاستقبال المزيد من اللاجئين من جنوب كردفان ومن ييدا، فيما لو اختار السكان هناك الانتقال لتلك المواقع. ويتم تجهيز جميع المواقع الثلاثة في ولاية الوحدة بالغذاء والمواد الإغاثية الأخرى تحسباً لهطول الأمطار.
وفي ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان، تباطأت وتيرة وصول اللاجئين من النيل الأزرق في السودان. وهناك حاليا أكثر من 92,000 لاجئ سوداني في مقاطعة مابان، بما في ذلك ما يقرب من 52,000 في مخيم دورو، و37,000 في مخيم جمام وعدة آلاف من الذين سيتم نقلهم من المناطق الحدودية.
وقد بات الوصول إلى مقاطعة مابان وداخلها محدوداً خلال موسم الأمطار. وتعمل المفوضية وشركاؤها على مدار الساعة لتأمين إصلاح الطرق الهامة للحفاظ على حرية الوصول في الأشهر المقبلة.
ويعتبر توفير المياه النظيفة التحدي الأكبر في جمام. فعلى الرغم من عمليات الحفر المكثفة، إلا أن الحصول على مصادر آمنة يبدو بعيد المنال. ويقوم شركاء المفوضية بنقل المياه بالشاحنات والأنابيب ويعملون على معالجة المياه السطحية لموسم الأمطار. في هذه الأثناء، يتم جلب حفارات أكبر إلى المنطقة لاستكشاف آبار أعمق. وإلى حين التمكن من تقديم أكثر من 8.5 ليتر للشخص الواحد يومياً، وهو ما يجري حالياً، تقوم الوكالات بتحديد موقع مناسب لنقل حوالي 15,000 لاجئ من المجموعة الموجودة في جمام وذلك للحد من الضغط القائم على المياه.
في مخيم دورو، كانت جهود حفر الآبار أكثر نجاحاً. وقد ضمن الشركاء توفير 12 لتراً من الماء لكل شخص يومياً، ويهدفون للوصول إلى المستوى المتوسط لكل شخص والذي يتراوح ما بين 15 إلى 20 لتراً يومياً وذلك في وقت قريب.
وفي منطقة بنيشنغول-غوموز المجاورة الواقعة في إثيوبيا، استقبلت المفوضية حوالي 2,400 لاجئ جديد من ولاية النيل الأزرق حتى الآن هذا الشهر. ويجري توسيع مركز عبور ادامازين لاستيعاب القادمين الجدد قبل نقلهم إلى بامباسي، وهو ثالث مخيم في المنطقة، والذي يجري حالياً الانتهاء منه.
وقد أجبر القتال المتقطع الذي استمر لمدة أشهر أكثر من 115,000 لاجئ سوداني على الفرار إلى جنوب السودان وما يقرب من 30,000 إلى إثيوبيا. ومن الممكن أن يتبعهم عدد أكبر في حال تصاعد الصراع. وتناشد المفوضية حكومتي السودان وجنوب السودان، والأطراف الأخرى في هذه الصراعات، أن يبذلوا قصارى جهدهم لتجنب وضع المدنيين النازحين في أماكن يمكن يتعرضوا فيها للأذى، وأن يتجنبوا الأعمال التي يمكن أن تتسبب في نزوح عدد أكبر من الناس.
بقلم فيفيان تان